بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد، و ارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري و انمحى من
المخلوقين ذكري و صرت من المنسيين كمن قد نسي قبلي.
إلهي! كبرت سني و رق جلدي و دق عظمي و نال الدهر مني و اقترب أجلي و نفدت
أيامي و ذهبت شهوتي و بقيت تبعتي و انمحت محاسني و بلي جسمي و تقطعت أوصالي و
تفرقت أعضائي.
إلهي! أفحمتني ذنوبي و قطعت مقالتي فلا حجة لي و لا عذر؛ فأنا المقر بجرمي،
المعترف بإساءتي، الأسير بذنبي، المرتهن بعملي، المتهور في بحور خطيئتي، المتحير
عن قصدي، المنقطع بي؛ فصل على محمد و آل محمد، و ارحمني برحمتك، و تجاوز عني
بمغفرتك.
إلهي! إن كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي.
إلهي! كيف أنقلب بالخيبة من عندك محروما و قد كان ظني بجودك أن تقلبني بالنجاة
مرحوما.
إلهي! لم اسلط على حسن ظني بك قنوط الآيسين؛ فلا تبطل صدق رجائي لك بين الآملين.
إلهي! عظم جرمي إذ كنت المبارز به، و كبر ذنبي إذ كنت المطالب به إلا أني إذا
ذكرت كبر جرمي و عظم غفرانك وجدت الحاصل لي من بينهما عفو رضوانك.
إلهي! إن دعاني إلي النار بذنبي مخشي عقابك فقد ناداني إلي الجنة بالرجاء حسن
ثوابك.
إلهي! إن أوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك فقد آنستني باليقين مكارم عطفك.
إلهي! إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد أنبهتني المعرفة يا سيدي بكريم
آلائك.
إلهي! إن عزب لبي عن تقويم ما يصلحني فما عزب إيقاني بنظرك لي فيما ينفعني.
إلهي! إن انقرضت بغير ما أحببت من السعي أيامي فبالإيمان أمضتها الماضيات من
أعوامي.
إلهي! جئتك ملهوفا قد ألبست عدم فاقتي و أقامني مقام الأذلاء بين يديك ضر حاجتي.
إلهي! كرمت، فأكرمني إذ كنت من سوالك؛ و جدت بالمعروف، فألحقني بأهل نوالك.
إلهي! مسكنتي لا يجبرها إلا عطاؤك، و امنيتي لا يغنيها إلا جزاؤك.
إلهي! أصبحت على باب من أبواب منحك سائلا و عن التعرض لسواك بالمسألة عادلا؛ و
ليس من جميل رد سائل ملهوف و مضطر لانتظار خيرك مألوف.
إلهي! أقمت نفسي على قنطرة الأخطار مبلوا بالأعمال و الإعتبار؛ فأنا الهالك إن لم