جلست في الحديقة مُغلقة جفونها كي تستمتع بذلك الجو المُحبب لِقلبها.. لا تريد التفكير في شيء سواه استولى علىٰ تفكيرها وشرودها الدائم.. كلما تذكرت حديثها مُنذ فترةٍ مضت أن لا شيء في هذه الحياة يُدعي حبًا أو عشقًا سوى في الروايات !.. أدركت مؤخرًا أن تفكيرها كان أحمق قليلًا فها هي أصبحت عاشقة لشخصٌ يقتدر علىٰ فعل العديد من الأشياء مُقابل رسم ابتسامة علىٰ وجهها ..
وجدت جاسر يضمها إلى صدره قائلًا بحب:حبيبي سرحان في إيه
تحدثت بعبث فأردت اللهو معه مثلما يفعل معها دائمًا: سرحانة في واحد كده دايمًا في بالي، اوعي تكون فاكر أنه أنت ، لأ أنت مش حبيبي أصلًا.
ابتسم بخبث قائلًا بغيرة مصطنعة: ومين دا ياهانم إللى استولى علىٰ تفكيرك وبالك!
ضحكت ثم اقتربت منه ببطء مُردفة: مش هقولك، ابعد بقي
جذبها إليه مُصطدمة بجسده قائلًا بمرح: لأ، اهمدي بقي مش عارف اقعد معاكِ دقيقتين علىٰ بعض بسبب اخواتك كاتمين علىٰ نفسي.
ابتسمت ثم قالت بعشق شديد : محدش يقدر ياخدني منك غير الموت، بعدين اخواتي خلاص هيتجوزوا وهفضالك بقي.
إِسْتَرْسَلَت حديثها الأخير ثم غمزت له فأمسك بيدها
وقبلها قائلًا بحنان : طب ياستي بعد الكلام الحلو دا، إيه رأيك نروح نزور والدتك، عارف إن النهاردة الجمعة وبتحبي تروحي تزوريها وحابب اروح معاكِ فإيه رأيك!
أومأت له بإيجاب مُسرعة فلا داعٍ للتفكير.. جذبت يده واضعة فوقها قُبلة وعيناها تدمع من شدة الفرح من حديثه.. هو يعلم كيف يجعلها سعيدة في أقل من ثوانٍ وكيف يجعلها تُغار وتثور عليه، صعدوا إلى السيارة كي يغادروا إلى والدتها الراحلة ..***
طلب منها أن تقبل إعتذاره فرفضت لكن بعد إلحاح وافقت أن تخرج معه. امسك يدها طالبًا منها الذهاب لساحة الرقص معه.. تتمايل بخفة بين يده الموضوعة علىٰ خصرها. يشعر بسعادة عارمة وهو يراها تتجاوب معه لكنها تنظر للأسفل بخجلٍ من نظراته المصوبة نحوها بدقة شديدة.. مهما حدث بينهم هي تعلم انها تعود لتحبهُ مرةً أخرى وكأن شيء لم يكُن وذلك ما يجعلها تلعن ذاتها وقلبها !..
علىٰ الناحية الأخرى هو أيضًا يعلم أنه كلما غضب أو ثار عليها يراها ينسى كل شيء.. لم يرىٰ جميلة بعيون باكية مثلها وكأن البكاء أضاف لجمالها الفاتن ومس أوتار قلبه! ..
بعدما انتهوا من الرقص كان يقف امامها بطوله الفارع يتفحصها عن قُرب.. نظراته جعلتها كتمت انفاسها وبدأت تعُد بداخلها من واحدٍ لعشرة في مُحاولةٍ لإستعادة هدوءها، بينما لوى فمه بإبتسامة جانبية قبل أن يوجه حديثه لها بتسلية: هو أنا فين، في الجنة!
تحدثت بإمتعاض ومازالت علىٰ موقفها ناظرة للناحية الأخرى:
لأ في اسكندرية.
قهقه فجعلها تنظر له فرد عليها ببرود وهو يبتسم بإزدراء:دمك خفيف يابت ، بصي والنبي بلاش تبصيلي كده علشان بتوه في عيونك أوي.
أصبحت وجنتاها بلونٍ أحمر قانِ من شدة الخجل لاعنة ذاتها علىٰ مجيئها معه فهو يتعمد خجلها كلما يراها أو يقف معها..
ينظر داخل عيناها البركتان من العسل الصافي المُختلط بخضار البحر في ساعة الغروب قائلًا بجدية: بصي هو مهما قُلت أو اعتذرت مش هتصدقي إني مكنش قصدي ازعقلك بس واللهِ غصب عني.
نظرت إليه مما جعل نظراته تتعمق وتلمع لرؤياها يرغب في احتضانها. حمحمت بخجل تريد الإبتعاد عنه قدر المستطاع قبل أن يسيطر عليها بهذا القُرب المُهلك بالنسبة لها: حصل خير مافيش حاجه حصلت وأنا قبلت اعتذارك.
ابتسم بشدة مُقربًا منها كي يقبل جبهتها فابتسمت له مُكملا رقصتهم..***
زفر بضيق فهو يرغب برؤيتها الآن لا يستطيع الصمود أكثر أمام عشقه لها وحتىٰ تُصبح زوجته.. ظل يُفكر في شخصُ كي يساعده فوجد أن عاصم هو المناسب كي يراها قام بالإتصال عليه فرد عليه واتفقا أنه سيفعل ما بوسعه كي يجعله يرأها اليوم.. شكرهُ حمزة ثم أغلق معه راكضًا كي يرتدى ثيابه علىٰ عجلة ..
(علىٰ الناحية الأخرى ..)
أخبرها بالذهاب معه كي ينتقى بعض الملابس له فوافقت مُسرعة دون تردد فهي تريد إخراجه من هذه الحالة البائسة المستحوذة عليه بعدما تركته مي وحيدًا وتزوجت ..
بعد نصف ساعةٍ دلفوا إلى المطعم نظرت له جورى بإستغراب مُتسائلة: عاصم احنا جينا هنا لية؟
أشار بيده لحمزة الواقف ينتظرهم بصبرٍ يكاد أن ينفذ فهو أصبح عاشم متيم بها لا يعلم متى وكيف لكن هو أدرك حُبه له.. شعر بوجودها تتقدم مع عاصم ..
كالعادة ينظر لها بإبتسامة حب وشغف.. القى السلام علىٰ عاصم واستاذن ليُغادر واخبره سيعود بعد ساعةٍ لإخذها والعودة مثلما جاءوا ..
جلست بإبتسامة متوترة وعيناها تنظر يمينًا ويسارًا بإرتباك بادى علىٰ وجهها امسك يدها يحثُها علىٰ النظر له والهدوء فلا داعٍ للخوف وهي معه قائلًا بمرح: هو عاصم خطفك وجايبك عافية والا إيه!
ابتسمت له ثم قالت بتوتر وهي تضع خصلاتها خلف أذنها: لأ بس يعني أصله فهمني اننا رايحين نشترى حاجات ليه وكده
نظر لها بهدوء قبل أن يُجيب بغيرة: وأنا أصلًا هسمح بكده لو عرفت! بصي أولًا تقللي معاه كلام.. عارف أنه جدع وزي اخوكِ الكبير بس أنا بغير عليكِ تمام!
أومأت له ثم أردفت بضحك: مش مصدقة إن الكلام دا منك أنت!
يعلم انها مُحقة فكلما تراه يكون صارم، حازم في تصرفاته لم تتعامل معه كثيرًا كونها خائفة من شخصيته.. لم تراه يمزح مع أحد من قبل سوى شقيقته.. لكن لا تعلم هل تغير كي لا تخف منه أم يرغب في تغيير حياته والبدء معها من جديد.. حياة خالية من التوتر والخوف.. ينظر لها يعلم فيما تُفكر علم ما يدور في مخيلتها فقال بهدوء ومرح : عارف إنك بتفكرى ازاي شخصيتي اتغيرت كده وبقيت رومانسي شويه بس اهو في أمل متيأسيش بقي .. تابع حديثه بجدية: أنا شخص عملي جدًا عمري مافكرت أحب ولا اكلم بنت قبل كده.. طبعًا لازم الإنسان يتغير لما يلاقي الشخص إللى بيحبه كان بيخاف منه.. بس إللى غيرني هو حُبك وبتمني بقي الأسبوع دا يعدى علىٰ طول بقي علشان أخرج معاكِ بدون قيود
ابتسمت له بخجل وحب شديدين قائلة بمرح: اهو تتعذب شوية، وبعدين اتقل مش كده باينلي يابني إنك مش مهتم بيا وأنا اتعصب بقي واقولك فين الإهتمام والحب يا أستاذ!
ضرب كف فوق الآخر مُتعجبًا ضاحكًا علىٰ ماتفوهت به هذه الحمقاء فالفتيات يرغبن في الإهتمام الزائد لكن هذه!
تحدث ومازال يضحك بشدة: أنتِ هتجننيني بقي والا إيه، لا عجبك اهتمام ولا حب أُمال عجبك إيه!
أمام عيناه العاشقة وابتسامته الجذابة هذه تريد التفوه بما داخلها وليحدث مايحدث فأرادت التخلى عن الخجل حتىٰ تعتاد علىٰ حديثه ووجوده ..
تحدثت بجراءة أدهشته: أنت إللى عاجبني
نظر لها بصدمةٍ وسعادة لكن لا يريد أن تشعر بالخجل الشديد معه فيكفي عن التصرف بحماقة قليلًا كي لا يغشي عليها ..
تحدث بخوف مُصطنع متشبثًا بقميصه : قومي من هنا أنا خايف علىٰ نفسي، بنات آخر زمان صحيح، يلا يابت هكلملك ابن خالتك الاهبل دا يروحك قال عجبك قال!
ضحكت بشدة عليه ثم استقامت مُغادرة معه للخارج كي تنتظر عاصم ..Mahy Atef .. 🦋
أنت تقرأ
جحيم ابن عمي
عاطفية• جـاء الـعـالـم بِـوّسـعـهُ وبِـوّسـع أعـبـائـهِ فـوضـعـهـا عـلـى أكـتـافـي ثـم ذهـب ولـتـكـنْ تـلـك هـي الـبـدايـة... *مـنـار _ خـطـاب* •