دفتر مذكرات صفحة ١٢و١٣و١٤

12 2 0
                                    

دفتر مذكرات..
بقلم حنان الموسوي *
الصفحة الثانية عشر..
،،،،،،،،،،
وضعت بسمة الصحون على منضدة المطبخ وخرجت مع أحمد.
فصاحت خلفهم مهدية :
**_ درب الصدّ مااا ردّ.. رووحة بلاا رجعه.. وجه الفگر..

سمعها أحمد وهو على بعد خطوات من باب البيت الخارجي.
فأدار جسده عائداً ليأدبها، لكن حركة لا إرادية من بسمة أوقفته
حيث وضعت بسمة يديها الناعمتين على صدره المحتقن وهي
تنظر في عينيه الملتهبتين بالسخط والغضب، ثم ارخت يديها
إلى خاصرته وضغطت بقوة لتمنعه من العودة لمهدية وقالت في وجهه بصوت خافت وهادئ :
**_ عوفها.. لخاطري..

لم يعرف أحمد ماذا يفعل للحظة وقد طوّقته بسمة بلطفها
ونظرتها الحنون ويديها الرقيقتين، قيّدته بعينيها ، فتراجع خطوة
للخلف وهو يتنفس بقوة، فسحبت بسمة ذراعيها وهي تحني
رأسها خجلاً ، في تلك اللحظة تمنى أحمد و من كل قلبه لو
كانت بسمة حلالاً له، لأشبعها لثماً ليطفيء ولو شيئاً
بسيطاً من لظى لهفته وتوقه لها.
خرج من البيت وهي تتبعه ببضع خطوات، وصل قبلها وفتح باب
بيت جدتها دخل ثم دخلت خلفه وأغلق الباب.

كانت عيونها منشغلة بالنظر لأحمد وهو يغلق الباب، وما أن
أدارت وجهها نحو باحة الدار وأطالت النظر لأدق تفاصيل البيت
وهي مازالت تقف عند عتبته ، انتابها شعور قوي بالخوف منه
والاكتئاب ، وكأنها تدخله لأول مرّة ، وترى كمية البؤس و
الخراب والوحشة فيه،! أغمضت عيناها وراحت تستذكر أمها
وجدتها والايام الصعبة التي عِشنها منذ دخول سعد حياتهن.
بكت، ثم أدارت رأسها نحو أحمد وقالت بصوت مختنق :

**_ أول مرّة أشوف بيتنا يخوّف وموحش.. أمي وبيبي چانن
هنّه مضوياته.. هنّه چانن الأمان والرحمة لي وللبيت.. هسّه هو خرابة..!!

دنا منها أحمد وطوّقها بذراعيه وقال :
**_ الله يرحمهن ..إذاخايفة ومستاحشة من البيت بعجل
ادخل اجيب شمحتاجة.. حتى نرجع بسرعة..

نظرت في عينيه وهي متوترة :
**_ أي خايفة.. خايفة أطبّ للغرف..
**_ إذا تردين شي من جوه اني اجيبه لچ.. مستمسكات.. صور..
ملابس.. غراض..؟

أومأت له ثم قالت :
**_ اي .. جناسينا وصورنا بمحمل الخشب بالغرفة الچبيرة..
بالباب الوسط.. بقوطية مال چكليت خضرة.. بالمجر الأول..
**_ ماشي.. أبقى هنا وانه هسه أجيبهن.. أكو شي غيرهن..؟
**_ هاا ..لا ..

بقيت بسمة واقفة لدقائق وهي تنظر لأحمد وهو يخترق سكون
البيت الموحش ويدخل الغرفة الكبيرة ثم ترمي بنظراتها نحو
البيت بأسى وحزن وهي تستذكر أيام التعاسة والمرار.
عاد بعد دقائق يحمل علبة الحلوى التي فيها كل مستمسكات
بسمة وعائلتها، سلمها لبسمة وقال :
**_ محتاجه شي بعد..؟
**_ لا.. مو على بالي شي..
**_ لعد امشينا نرجع.. وكل شي موجود هنا انسيه.. إذا ملابس
أو أي شي اني أجيبها لچ.. اطوي صفحة هذا البيت وأبدى حياة
جديدة.. وياي وببيتي..

دفتر مذكرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن