الفصل الرابع والثلاثون

34 2 151
                                    

صدع في المكان صوت صُراخ فانيتاس فقد كان الإبريق من المعدن وكان ممتلأٌ بالشاي أيضًا ، فانسكب الشاي على رأسه وكادت تنكسر جمجمته ، امسك فانيتاس رأسه وجلس يصرخ متألمًا فقامت له امه هلعة وهي تمسح على رأسه قائلةً: هل انت بخير يا بني؟ كسرت رأس الفتى يا ميلارد
فقال ميلارد: أنا اسفٌ للغاية لم أكن اقصد يا فانيتاس ، كيف تشعر؟ هل تؤلمك للغاية؟
فقام كلاود وصاح هو الأخر قائلًا: تمالك نفسك يا فتى! كيف تكون رجلًا وأنت تصرخ من أمرٍ كهذا؟
فقالت ديما: صحيحٌ يا فانيتاس كيف تصرخ من أمرٍ كهذا لا يجب عليك أن تصرخ إلا إن نزفت رأسك ومت بعد ذلك اصرخ وانت ميت
نظر لها كلاود بصدمةٍ وقال: هل تسخرين مني؟
فأدركت ديما أن الشخص الذي سخرت منه يكون رجلًا في عمر والدها وليس طفلًا من الأطفال التي اعتادت أن تسخر منهم ، فقالت بتوتر: أوه بالطبع لا أنا اسخر من فانيتاس نفسه ، فكيف له أن يصرخ كل هذا الصراخ من مجرد ضربةٍ على رأسه؟! ، هيا قم فانيتاس وتحلى بالرجولة قليلًا
فقال كلاود: صحيح لا أدري كيف طلب منا أن نأتي هنا للخطبة له بينما هو لا يستطيع أن يكون رجلًا حتى
حاولت ديما أن تمسك ضحكتها ولكنها انفلتت منها فضحك معها ميلارد ولكن روبرت تماسك ولم تنفلت منه ضحكته .

وفي تلك الاثناء كان فانيتاس توقف عن الصراخ وجلس ينظر إلى ضحكهم ويستمع إلى حديث أبيه وديما ثم قام يصيح قائلًا: ألست ولدك يا رجل؟ هل أنا ابن الجيران؟ هل انت زوج أمي ولست أبي؟ وأنتم أيها الخائنون تضحكون! هلا ألآمي مضحكةٌ بالنسبة لكم؟!
فقررت ديما الانسحاب من هذا الحوار قائلة: احم انه نقاشٌ عائلي لذا هيا يا ميلارد نُعد الشاي نحن
فقال روبرت: أنا قادمٌ معكما
وكان على وشك أن يقوم من مقعده ولكن اوقفه ميلارد قائلًا: لا ابقى أنتَ هنا فنحن لسنا ذاهبين إلى رحلة ، ساعد كلاود او ماريا فالآن سيتشاجران بما أن فانيتاس موجود
وانطلق هو وديما إلى المطبخ وهي تضحك ، اشعلت ديما النار و وضعت الماء فقط بالإبريق واخذت اكوابًا بعددهم ووضعت بها الشاي ، أما ميلارد فكان يستند على الثلاجة بالقرب من ديما ، فبدأت ديما الحديث قائلة: لدي سؤالٌ يا ميلارد
فقال هو: تفضلي اسألي
فقالت هي: لماذا لم يأتي السيد كلاود والسيدة ماريا لزيارتك انت وروبرت بين الحين والأخر؟
فرد هو: لأني رفضت قدومهما واصررت على ذلك
فسألت هي: لماذا؟
فأجاب هو: لأن ماريا كانت أضعف من أن تشاهدني في تلك الحالة وخاصة انها كانت تُعتز بأمي وأبي كثيرًا ، ورؤيتها لي في ذلك الوقت كان سيجعلها تنهار حقًا
فقالت ديما: رحم الله أمك وأباك وغفر لهما
فرد ميلارد: آمين وجميع موتى المسلمين ، لدي سؤالٌ لكِ أنا...
قاطع حديثهما صوت فانيتاس من الخارج يقول: هيا يا رفاق أكاد اموت جوعًا ، متى اتزوج وئام وأُعد الشاي معها ونتناول الفطور على طاولةٍ مزينةٍ بالأزهار وحدنا .

    صوب هاوية الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن