يجلسان أمام بعضهما ويحاولان تفسير تصرفاتِ كلٍّ منهما، وإذا بالمُخرج يطلب منهما أن يتأهّبا للقيام بالمقابلة، وبسرعة اعتدلا فوق الأريكة وأُعطيا الإشارة للبدء.
المخرج: «أكشن».
تحدثت وعد بحماس: «أهلًا أعزائي الكرام في برنامجكم المفضل، لاكتشاف بحر علم النفس مع بقية زملائي في الفريق اليوم، سنتعَرّف على اضطرابٍ جديد، أشكره لأنه قَبِلَ دعوتنا، أهلًا بك سيدي، يسعدني أنّك قبِلت استضافتنا لك».
الاضطراب: «أهلًا بكِ آنستي، يسعدني هذا، حيث سيتمكن مشاهدونا الأعزاء من التعرّف عليّ جيدًا».
وعد: «لكل اضطرابٍ تعريف، ما هو تعريفك أيها السيد؟».
الاضطراب: «أنا اضطراب الهوية الجنسية أو الهوية الجندرية، وأنا اضطرابٌ نفسي؛ يشعر المصابون بي بالانزعاج أو الضيق، بسبب شعورهم باختلاف هويّتهم الجنسية عن جنسهم المحدَّد وقت الولادة، أو عن السمات البدنية المرتبطة بالجنس».
وعد: «هذا تعريفٌ جيّد، وما هي أسباب الإصابة بك؟».
الاضطراب: «أسباب الإصابة بي غير معروفة بدقةٍ حتى اليوم؛ لأنّ عملية النضوج الجنسي معقدة نوعًا ما، وترتبط بالعديد من العوامل المختلفة، والعوامل المؤثرة تشمل الآتي: العوامل البيولوجية، العوامل النفسية والعوامل الاجتماعية أيضًا، ويمكن القول أنَّ العوامل المُحتَملة تشمل ما يلي:
أن تكون مولودًا مع حالة طبيّة تؤثر على هرموناتك الجنسية.
تعرض الجنين لمواد كيميائية تعطل عمل بعض الهرمونات.
اضطرابات في نمو الخلايا العصبية المتعلقة بالجنس والتوجّهات الجنسيّة.
المُعاناة من حالة نفسية مُعيّنة مثل الفصام.
تعرّض الشخص إلى التحرّش والاستغلال الجنسي في مرحلة الطفولة.
وجود شخص قريب في العائلة يعاني من اضطراب الهوية الجندرية.
ولادة طفل بأعضاء تناسلية ثُنائيّة.
تشجيع الوالدين أو صمتهم أو حتى عدم اكتراثهم بسلوكيات الطفل الجنسية؛ مما يُؤدي إلى فهم الطفل الخاطئ على أنهما يوافقانه على هذا السلوك، وأنهما راضيان عنه، مِمّا يؤدي إلى نمو مشاعره في الانتماء للجنس الآخر.
غياب المثل الجيد لظاهرة الرجولة أو الأنوثة، حتى يجعله يتعلم ولو نظريًا ما يفعله، وما يشعر به الذكور أو الإناث في شتّى المواقف والأحوال، لكي تُغرس فيه المشاعر المرتبطة بجنسه».وعد: «جديًا هذا صادم، فقد كنت أعتقد أن العوامل النفسية فقط هي التي تؤثر، أخبرنا عن أعراض الإصابة بك».
الاضطراب: «قد أُسبب شعورًا للمراهقين أو البالغين، باختلافٍ ملحوظ بين هوياتهم الجنسية الداخلية، والجنس المحدد عند الولادة، ومن بين الأعراض؛ اختلافٌ بين الهوية الجنسية والأعضاء الجنسية، أو السمات الجنسية الثانوية مثل حجم الصدر والصوت وشعر الوجه.
وفي حالة الشباب المراهقين، الاختلاف بين الهوية الجنسية الداخلية والسمات الجنسية الثانوية المتوقَّعة، كذلك الرغبة الشديدة في التخلُّص من الأعضاء الجنسية أو السمات الجنسية الثانوية، أو الرغبة في منع تطور السمات الجنسية الثانوية، والحاجة الملحة في الحصول على الأعضاء الجنسية أو السمات الجنسية الثانوية للجنس الآخر، أيضًا رغبة قوية في أن تكون من الجنس الآخر، أو تُعامَل مثله، والاعتقاد الشديد أنك تملك المشاعر وردود الأفعال الخاصة بالجنس الآخر، كما يجب معرفة أن الأشخاص المُصابين بي يعانون من عدة آثار نفسيّة سلبيّة، منها؛ القلق والاكتئاب والشعور بالذنب والشعور بالعار واضطرابات النوم».
أنت تقرأ
«مَا وراءَ النفس»
Rastgele• -النَفسُ غايةٌ لا تُدرَك، عالَمٌ آخر، كلَّما ظنَنت أنَّكَ اكتشفت كل أبعادِه، تُدرِك بعدها أنَّك لَم تعرِف إلاّ مِثقال ذرَّةٍ مِنه.