بعد ان انهت مريم حديثها تركت الفتاة هاتفها والتفتت اليها بابتسامة جميلة اخذت تتسع أثناء الحديث مما زاد من برائتها وقالت بنبرة تحمل الخجل :
_انتي اللي عيونك حلوين والله يا مريوم تعالي اقعدي معايا انت لوحدك ولا معاكي صحابك؟
تقدمت مريم المقعد الفارغ بجانب تلك الفتاة وجلست بجانبها ووضعت حقيبتها امامها وردت بنبرة هادئة ومازالت بسمتها تحتل ثغرها :
_ لا انا لوحدي يا جميل.. اسمك ايه؟
اراحت الفتاة ظهرها وقالت بنبرة ودودة مصحوبة بابتسامة صافية :
_ اسمي رحمة.. رحمة حسين
ثم نظرت لنفسها قائلةً ببراءة وتلقائيةً أعربت عن سجيتها الطيبة :
_تعرفي انهاردة اول يوم البس الخمار هو مش خمار هو طرحة طويلة شوية كانت عندي هو ماما لحد دلوقتي مش موافقة وافقت اني اطول الطرحة كدة بس ان شاء الله تقتنع يعني مع الوقت ابقي ادعي لي معاكي
ردت "مريم" بحب لتلك الفتاة العفوية فكلامها يدل علي نقاء سريرتها :
_ هدعي لك من عيوني، بجد انتي جميلة اوي وحبيتك اوي خلاص ممكن نبقي صحاب ولا ايه!
انهت كلامها بضحكة خفيفة ولكن حل محلها الصدمة وهي ترى ضحكتها تتلاشى وظهر التأثر وعدم التصديق على وجهها وقبل أن تتسائل مريم عما بها باغتتها رحمة بعناق قوي جعل مريم تتجمد من الصدمة ولكنها برغم ذلك ربتت علي ظهرها بهدوء وقلق
ابتعدت عنها رحمة وقالت بنبرة حملت في طياتها الانكسار والخجل وقد هبطت دمعاتها جعل تعجب مريم يزداد :
_ ا أنا آسفه اني حضنتك كدة بس انا عمري ما حد قالي نبقى صحاب وسمعت اكتر من مرة اني شخص محدش يستحمله واني رغاية و مملة
صمتت لبرهة من الزمن ثم اكملت بنبرة تحمل المرارة :
_بيقولوا اني مقرفة فمستغربة انك عايزة تعرفيني!!
صمتت قليلا ثم تنهدت تنهيدة قوية والتفتت إلى مريم وابتسمت ببساطة بعدما مسحت دموعها المتعلقة بأهدابها وقالت بحرج لما تفوهت به :
_ ايه اللي بقوله ليكي دلوقتي ده دوشتك معايا يا بنتي... بس اتأثرت انك حبتيني يعني!
كل هذا "مريم " كانت تراقب ضعف ورقة هذة الفتاة هي رحمة اسم على مسمى قلبها رحيم كفؤاد الطير ولكنه مجروح! كيف يجعلك شخص ان تشعر بسوء لتلك الدرجة تنهدت " مريم" بثقل وقالت بنبرة متأثرة حانية :
_ انتي تتحبي يا رحمة ومش بقول كلام وخلاص لا بجد انا اتشديت لعفويتك و انك بتحكي بسلاسة حتي حسيت اني اعرفك من زمان والله!
أنت تقرأ
آنـَسْتُ أَيَّامَـكَ
Romanceدائماً ما استمعت عن الأُنس والأُلفة ولم اعيي وأُدرك ما يعني ذاك الشعور؟! كان دوماً ينتابني الفضول لتجربته ولكن مرت الأيام وسلكت دروب الحياة متناسياً شعوري ذاك؛ إلى أن التقيتك رجفت يدي وتسارعت أنفاسي زادت ضربات قلبي إلى أن سكنت وهدأت وهنا أدركت حينها...