سمية
سمية ام لثلاثة اولاد تعيش وحيدة بعد ان ترملت حديثا، اكبر اولادها بعمر التاسعة
تستيقظ كل صباح تجهز الفطور لاولاها وتذهب لعملها البائس، عاملة تنظيف، روتينها المعتاد كل يوم، تجهيز الفطور،الذهاب للعمل ،المغادرة،وعمل غداء متاخر لها ولاطفالها،
لكن في يوم صيفي حار لم يكن كالمعتاد في حياة هذه المراة،استيقظوا جميعا في الصباح الباكر ،كلهم على مائدة الفطار،قال سمير اكبر الاولاد للام ،امي
هناك رحلة مدرسية ومطلوب من كل طالب يريد ااذهاب مبلغ ٢٠ دينار ،وانا اريد الذهاب ،لا اخرج ابدا واريد ان اذهب بهذه الرحلة مع اصدقائي لاول مرة ارجوكي،رمقته امه بنظرة مفادها انه لا مانع لدي لكنك تعرف انه لا يوجد نقود للكماليات، اصر سمير والح وقال سافعل اي شيىء لك ،ارجوكي،
قالت له سارى ما يمكنني عمله ....
فرح الولد لهذا الرجاء البسيط وتفائل خيرا..
في العمل فكرت سمية كثيرا بماذا سوف تفعل
....
اخذتها الافكار كثيرا..
قررت ان تدخل على المدير وتطلب منه سلفة على المعاش، لكن هذا قال لها انه بالكاد يعطيها راتبها كل شهر لما للاوضاع من سوء،قالت له انها تريد مبلغ ويخصم من راتب الشهر القادم،اجابها بانه لا يملك قرشا في الوقت الحالي...حزنت سمية لما اصبح عليه الحال،وحزنت لحال طفلها الذي لا يعرف شيئا عن المرح
ولاول مرة يطلب ويلح ،ستحقق له رجائه باي ثمن...قررت ان تسرق هذا المبلغ من اي كان
ولكن لا
من المدير نفسه الذي يدعي عدم وجود النقود
راقبت كثيرا اجواء المصنع في هذا اليوم ، وقررت دخول مكتب المدير في وقت الغداء
انتحلت الفرصة المناسبة ودخلت المكتب بحثت كثيرا ، وفي اثناء بحثها قرات قرار طردها من العمل لغير الحاجة
قرات هذه الورقة ونزلت عليها نزول الصاعقة ماذا وكيف ولماذا وماذا صنعت لهم.
احست بكمية كبيرة من الحزن والغضب والنقمة ،ففتحت الجارور الاول وكان به مغلفات صغيرة فتحتها وهي نقود لطلبيات عدة
سمية تعلم انه اذا اخذت المغلفات وخرجت ستمسك لا محالة
فاشتعل الغضب في راسها بفكرة سريعة ،خبأت النقود بحقيبتها،مسكت ادوات التنظيف ،وسكبت القابل للاشتعال على كل الاماكن
واشعلت النار وخرجت وقلبها يسبقها للخارج،،
التم الناس واتت الشرطة،وقفت تتفرج مع المتفرجين وهي كالمشدوهة، ثم غادرت الي بيتها، اعطت ابنها النقود وقالت له احجز لرحلتك.
فرح الولد فرحا كبيرا ،لكنه نظر الى امه التي كانت في حالة غريبة،ما بالك يا امي
قالت له ،لا شيء فقط اذهب وافرح
في المساء، سمية كانت تعلم انهم سيمسكون بها عاجلا وليس اجلا، لم تنم ،
انهت حياتها بقرار بلحظة غضب مدفوعا بشعور القهر ،ماذا ستفعل الان عندما ستسجن،واطفالها،؟
لكن هذا كله لاجل ماذا
وظيفة حقيرة ؟...
احست بشعور اقرب الى الموت بل اسؤا
السجن واولادها لوحدهم وبدور الايتام ،كان شعورا لا يوصف ،يجب ان تستيقظ يجب
واستيقظت،بالبداية لم تستوعب انه كابوس ،والمشاعر نفسها ما زالت،لكن بعد دقائق استوعبت انها كانت تحلم لما نالتها من الافكار الكثيرة لمبلغ حقير
حمدت الله كثيرا انه حلم
واستيقظت سعيدة وحضرت فطور لاولادها ابتسم سمير بوجهها وقال لها ،ستعطيني المبلغ صحيح؟
قالت بسرعة وهي سعيدة انشالله.