وقع مورن على الأرض وهو يغطي بيده على الجرح وينظر إلى ميدو بعينين الرهبة ثم بدأ يكلم نفسه :
"سحقاً كيف آلت الأمور معي إلى هذا النحو هل ستنتهي مسيرة حياتي تحت أيدي شخص ملعون تباً عندما أنظر إليه أراه كشاب ضعيف هل حياتي رخيصة لهذا الحد الذي يجعل هذا الشاب يبطحني بهذه السهولة لا يمكن ."
ثم بدأ يزيح نظره يميناً وشمالاً ثم أردف :
"ألا يوجد شيء أستطيع قلب الموازين والهرب منه هي أنتم ألا يوجد أحد يستطيع الحراك أيها الرجال قائدكم يعاني هيا قوموا لنجدته . "
ثم حينما رأى ميدو يقترب إليه مد يده و قال راجياً بصوت منكسر :
"انتظر انتظر قليلاً ما رأيك أن نعقد صفقة تعدل بيني وبينك ."
"لا يوجد شيء سيعدل بيننا سوى الموت روحك كروحهم كلكم قذرين."
"أطلب الرحمة إذاً أنا أعترف بغلطي ."
" للأسف لا تنفع الرحمة مع أمثالك . "
أدرك مورن أن ميدو عازم وحياته أصبحت معلقة على لوح الخشب الذي يقفان عليه فتحامل مورن على نفسه ووقف على قدميه وتغيرت نبرة صوته من الرجاء إلى التهديد ومن الخوف إلى الغضب ثم خاطب ميدو قائلاً :
"يبدو أنني لن أسلم هذه المرة . "
سعال حاد .
"اسمع أيها الشاب لم أعصي سيدي قط طوال فترة خدمتي له لقد وثقت بالسيد أركون بشدة لأنه النور الوحيد الذي يهدف لتخليص البشرية من أخطائها ."ثم علا صوته
"أنت وأخوتك خطأ الإنسان الأعظم أنتم عالة على البشرية أنتم كالأمراض ضرر دون نفع دسستم في عروقنا وتغلغتم فيها وسوف نستأصلكم من الجذور حتى إذا مت هنا فسوف يأتي غيري ويكمل ما بدأت حتى يأتس يوم يجلس فيه البشر على مائدة ترسو فوق رؤوس جثثكم الخبيثة ولهذا لن أدعك تقتلني هكذا لن أموت هباءاً نعم هذا صحيح ."
أطلق حبلاً من حقيبة ظهره بسرعة ولف نفسه و ميدو بإحكام ثم ضغط على صدره بقوة فخرجت شرارة واتجهت نحو منتصف صدره ، لقد لغم نفسه مثل أتباعه لذا عندما أحس بالعجز والهوان وقرب الأجل قرر نسف ميدو والمكان معاً وهو يقول بهلع شديد بعدما ارتسمت ابتسامة خبيثة تحاول اقناع نفسه بأنه يسير على النهج الصحيح :
"سآخذك معي أيها الملعون إذا تحتم علي الموت هنا فعلى الأقل سأخلص البشرية من واحد منكم "
تنهد شديد .
"نعم نعم أنا أفعل الصواب لست نادماً أجل لست نادماً إنني الآن في السماء إنني الآن في السماء وأنت ستدفن تحت ركام هذا البيت أجل أجل هيهيهي ."
لكن عندما أحس جسد ميدو بالخطر الشديد أغلقت هالته وانطفئ لهيبها وعاد إليه وعيه وبدأ يشعر بخطورة الموقف وقد بدا ذلك من الخوف الذب غزا عينيه وهو يراقب اللغم كمن يرى عداد ثواني حياته ينقص ثلنية ثانية، حاول التحرر من حبال مورن بكل ما أوتي من قوة لكن لم يستطع لكن فجأة أحس ميدو بارتخاء خفيف في الحبل ربما قد ضعفت يدي مورن فأمسك سكينته بخفة وسرعة وقطع بها السبابة والإبهام من يد مورن التي يشد بها الحبل فارتخى الحبل أكثر ثم قفز وخرج مهرولاً من البيت تاركاً خلفه مورن وهو ينظر إليه بعينين العجز وهو ينادي :
"لا ترحل لاا لا تعال إلى هنا لا يجب أن تبقى على قيد الحياة بعد كل ما فعلناه تنجو أنت ونموت نحن هذا غير عادل عد إلى هنا. "
لحظة خروج ميدو من البيت يهرول بسرعة ويبتعد دخل البيت رجل غريب ووقف أمام مورن ينظر إليه كيف يتألم فارتسمت ابتسامةتخبئ ورائها شيئاً على وجهه ذو البشرة الفاتحة وقال بهدوء :
"أرى أنك تعاني يا مورن ."
أزاح مورن نظره ليرى صندلاً أسوداً لرجل يرتدي منامة كرزية اللون يتخلل منتصفها رسمة رأس ثعلب برتقالية ممزوجة ببعض الإحمرار ، وبنطالاً قماشياً كحلي اللون تحت عبائته البنفسجية التي تغطي عينيه وشعره ، وسائر جسده فقال له بصوت مبحوح :
"من أنت . "
"أنا الآن من بيده خلاصك من محنتك يا مورن . "
"وهل وهل تستطيع مساعدتي لا لا تستطيع فاللغم على وشك الإنفجار وأنا وأنا ......."
"هل تخاف من الموت هل تريد أن تعيش . "
"حينها غمرت عيني مورن دموع اليأس والعجز وهم بالبكاء وقد أمسك قدم الرجل وهو يترجاه :
"لا أريد أن أموت لا أريد أن أموت الآن خلصني أرجوك أريد أن أعيش ."
ألم يخبرك أركون أنك عندما تهزم تفجر نفسك هل تريد أن تعصي سيدك يا مورن "
"لا لكن لم أستطع فعلها لقد ضعفت خلصني من هذا العذاب . "
عندها غطت الإبتسامة العريضةوجه الشاب وقال :
"ياللمسكين مهما زاد جبروت الشخص سيبقى ذليلاً أمام عتبة الموت ظننت نفسك أنك قادر على مجابهة باب الفناء ولكن هيهات . "
ثم جثى على ركبتيه وشق بدلته بكلتا يديه فرأى أن اللغم قطعة معدن لها أربع أسنان مغروزة في صدره ويوجد على منتصفها قطعة قماش مثبتة مبللة بوقود تخبئ تحتها البارود ويتدلى من تحت اللغم حبلاً يحمل الشرارة التي ستفجره ملفوفاً حول صدره وقد اقترب من اللغم فقام بنزع اللغم بشدة وعزم بيده العارية وسط أنين مورن وآاهاته حتى أغمي عليه من الألم ثم قال مع ضحكة خفيفة تنم عن سخرية :
"يا لسخرية القدر زرع اللغم في صدره كي لا يستطيع إخراجه عندما يشعر بالخوف ويبقى صامداً لكنه مع كل ذلك فشل في النهاية "
ثم استدار نحو المخرج وأردف :
"ميدو أرى أنهم أدخلوك إلى اللعبة أيضاً لذا وجب علي شكرهم لذلك لكني سأخفي سعادتي إلا أن يأتي الوقت الذي سألتقي بك فيه حينها ستصبح اللعبة أكثر حماساً فأنا أحب الألعاب ."
ثم حمل مورن على كتفه وبادر بالخروج بسرعة و تخلل بين الأزقة والبيوت حتى اختفى أثره فلم تمر لحظات حتى انفجر اللغم محدثاً صوتاً مدوياً ثم أتبعه حريق قام بالتهام البيت بمن فيه من أحياء وأموات .

أنت تقرأ
لعنة التناقض
Ciencia Ficciónلا يمكن جمع الشيء ونقيضه في مكان واحد ... لكن ماذا لو اجتمعا؟؟ النتيجة ستكون مخلوق كونتراست ......