الفصل الثامن و الاربعون : ليلة طويلة (2)
—-
إرتشفتُ قليلاً من القهوة الساخنة التي أحضرتها من المطبخ سابقا ، في محاولة للتمسك بيقظتي خلال هذا الوقت المتأخر من الليل. كانت القهوة ذات رائحة قوية، وحرارتها تسري في أعماق جسدي . في الوقت الذي كنت فيه أحاول جاهدًا أن أبقى يقظة احتساؤها كان له طعمه المر قليلاً، ولكن ذلك لم يكن يهمني، فقد كان الهدف هو تنشيط عقلي وتركيز على المذكرات الموضوعة امامي
قرأت الكلمات بعناية تامة و لم أرغب في تفويت أي مقطع أو جزء .
"أنا لا أعلم، لكن هل ربما عدت بالزمن؟" بدأت الكلمات تقفز أمام عيني. "أعلم أن ما أقوله غير منطقي وجنوني للغاية، أنا ذاتُ نفسي أشعر كما لو أنني أصبح مجنونة يوما بعد يوم . لكن الصفحات من مذكرتي لا تزال مكتوبة بخط واضح. لا يعقل أن هذا محط هراء أو وهم" كانت الجملة الأخيرة تثير المزيد من التساؤلات في ذهني حول الشئ الذي كانت تتحدث عنه سيرينا ، لكنني حاولت ضبط نفسي و استكمال قراءتي
"استيقظتُ اليوم بشكل غير عادي، وبطريقة جيدة على عكس ما هو معتاد بالنسبة لي. كان ذلك شعورًا غريبًا وشبه غير واقعي، وكأنني كنتُ أعيش في عالم موازٍ. في البداية، لم أفهم كيف كنتُ قادرة على المشي رغم شعوري بانتفاخ غريب في جسدي. خطوتُ ببطء إلى المرآة في الزاوية، محاطة بالضوء الخافت الذي كان يدخل من خلال ستائر نافذتي."
" نظرتُ إلى انعكاسي في المرآة، وكان الأمر أشبه بصعقة كهربائية. وجدتُ نفسي أصغر سناً مما كنت عليه، حيث اختفت جميع التجاعيد التي كانت تشوه ملامحي في ما مضى . بدلاً من ذلك، ظهرت بشرة ناعمة ومشرقة. لكن ما فاجأني أكثر هو حجم بطني، وكأنني في مراحل متقدمة من الحمل." مالذي يحدث هنا تساءلت بدهشة شديدة هل يعقل ؟
أنت تقرأ
لقد أصبحت أما لشريري الرواية!!
Fantasíaفي لحظة كانت حياتي مليئة بالاجتماعات الهامة، الرحلات الدولية، واتخاذ قرارات كبيرة . أنا، التي كانت اسمها يُنطق بإعجاب واحترام في عالم الأعمال، وجدت نفسي فجأة محاصرة في حكاية خيالية، تجسدت في شخصية قد قرأت عنها سابقًا ولم تكن سوى أم شريري في رواية مل...
