كانت محاسن تجتمع عند سامر، امّا في بيته، أو في
الطابق الخاص من المطعم، يتبادلان الأحاديث، مع
لمسات بقصد أو دون قصد، كانت محاسن تحاول
الحفاظ على نفسها، لتشوقه أكثر ، وقد أرتسمت في
مخيلتها صورة زفافها على سامر .
وقد خصص لها يومي الأحد والخميس لرؤيتها، امّا
مجيد فكان يراقبها من بعيد ودون أن تدري وهو
يشتاط من الغَيرة والغضب ،وهو يراها مع شخص
غيره، بعدما اغدق عليها بالحلي وما تتمناه.
.... ... .. .
لم يتبقى على العطلة الصيفية سوى أيام، كانت فيها
فيان متعبة من حصة المراقبة للأدوار الإمتحانية
والحمل ، فطلبت من إحدى زميلاتها الوقوف بدلا عنها::**_ فاطمه.. تعالي اوگفي بمكاني.. متت.. روحي راح
تطلع..**_ خيرچ يا معودة.. شبيچ وجهچ انگلب ..؟!!
**_ هاا .. حاره .. واختنگت من البوخه.. ولعبانه
روحي.. تعالي اوگفي بمكاني.. بسّ اغيّر جو.. واغسل
وجهي وأجي..**_ تمام.. مو تتأخرين ..
**_ أن شاءالله...
كانت فيان تحاول إخفاء حملها بارتداء ملابس سوداء
فضفاضة ، فلم تشأ أن تخبر أحدا بحملها، كيّ لا يصل
خبر لبحر، الذي كان له بعض الزملاء في مجال
التدريس .
وبينما هي تجلس ارضا في حديقة المدرسة، تحت
ظل أغصان شجرة صنوبر كبيرة ، ألتفتت لصوت
المديرة، ،،بيادر،، وهي تحاور رجلا في الممر ، مدّت رأسها، وإذا بها تنصدم لرؤية بحر..
** بحر .. هذا شجابه هنا ..؟!!**
حاولت أن تخفي نفسها، لكن صوت بيادر الرّنان جاءها
وأسرع من سرعة الصوت قائلة ::**_ فياان عينيي .. ما خلصت فترة النقاهه مالتچ..
يلله أمي للقاعه.. ؟!!تفاجأ بحر بإسم فيان ، بقي ينتظر خروجها بلهفة
مخفيّة ، لم يكن لفيان من بدّ سوى تنفيذ أمر المديرة، أرتدت حذاءها الفلات، نهضت وبدأت تسير على مهل وعيون بحر تتبعها بشوق ، حتى دخلت بهو المدرسة.وبعد انقضاء ساعات المراقبة ، خرجت فيان مع زميلة
لها ،، أميرة، ،، مَشَين مسافة قصيرة لطلب سيارة
أجرة، أوقفت أميرة السيارة وبدأت بمحاسبة السائق
لكن فيان صاحت فزعة ** ياابه ** من يد سحبت
ذراعها جانبا ، أدارت أميرة رأسها لفيان قلقة، وفيان
تنظر في وجه بحر، حاولت أن تفلت ذراعها، لكنها
لم تستطع، فقالت أميرة متعجبة::**_ خير أبو موج.. شعندك ويه فيان..؟!!!
هنا ترجل سائق الأجرة وقال::
**_ هوو ..شنو سالفتك.. شعندك وياهن..؟!!
فقال بحر وهو ينظر لفيان التي انزعجت وارادت أن
تفلت ذراعها من قبضة بحر ::**_ فيان مرتي.. توكلي ست أميرة.. الله يسهل لچ..
انصدمت أميرة بكلام بحر، ركبت السيارة وهي تنظر
لفيان وبحر الذي قادها دون ارادتها إلى سيارته. وقال
وهو ممسك ذراعها::