كان آدم لاعبًا كرة قدم موهوبًا يلعب في فريقه المحلي، كان يلقب بنجم الملعب بفضل مهاراته الاستثنائية. لكن ما لا يعرفه أحد هو أنه يعاني من هواجس غريبة تطارده ليلاً. لم يكن يتحدث عن ذلك مع أحد خوفًا من التهكم عليه أو عدم فهمهم لمشكلته
عندما بدأت هذه الهواجس، بدا الأمر برؤى غريبة تظهر له أثناء النوم. كان يحلم بالتواجد في ملعب مظلم مهجور، حيث يلعب مباراة وحيدًا دون جمهور. كلما اقترب من المرمى ليسجل هدفًا، تتلاشى الكرة ويستيقظ هو مفزوعًا ومضطربًا. تزايدت هذه الأحلام المزعجة وتحولت إلى كوابيس مرعبة تضم وحوشًا غريبة ومخيفة
مع مرور الوقت، بدأت حالة آدم تتدهور. أصبح يعاني من اكتئاب شديد وأصبح غير قادر على النوم بسبب هذه المضايقات الليلية. تأثرت أداؤه في الملعب وأصبح يفقد تركيزه ولا يستمتع باللعب كما كان في السابق. صار يفكر بالتوقف عن اللعب نهائيًا، لكن الرياضة كانت حياته ولا يمكنه التخلي عنها
في إحدى المرات، كان آدم يتجول في الملعب بمفرده بعد التدريب، عندما شاهد شخصًا غريبًا يتجول بالقرب من الأشجار في ظلام الليل. حاول التقرب ليتعرف على هذا الشخص، لكنه اختفى فجأة. اعتبر آدم ذلك من وسائل مضايقته ولم يكن على يقين من وجود شخص فعلي
في الأيام التالية، بدأت المواقف المرعبة في التكاثر. كان يسمع أصوات غريبة تأتي من خلف الجدران في منزله. رأى أشباحًا بلا وجوه يراوحون بين الأشجار خلف نافذته. تحوّلت حياته إلى جحيم، لم يكن قادرًا على التعامل مع كمية الرعب التي يعيشها يوميًا
بالإضافة إلى ذلك، بدأ آدم في التحدث إلى نفسه والشكوى من أمراض نفسية لم يكن لديها فعلًا. لم يتبق لديه أي أصدقاء للتحدث إليهم وأفراد عائلته كانوا مشغولين بأمورهم الخاصة
مرت أشهرًا من العذاب والرعب الدائم على آدم، حتى أصبح عبءًا لنفسه وللآخرين. اضطر للبحث عن مساعدة احترافية. ذهب لطبيب نفسي وبدأ بالحديث عن كل ما يشعر به ويعاني منه. تشخيص الطبيب كان واضحًا، إنه يعاني من اضطرابات نفسية شديدة ناجمة عن الضغوط النفسية والتوتر
استمر آدم في العلاج لفترة طويلة، وببطء بدأ يشعر بتحسن. زالت الهواجس تدريجيًا، وعادت السعادة إلى حياته. تمكن من التغلب على الاكتئاب والهواجس الرهيبة التي كانت تطارده
ما تعلمه آدم من هذه التجربة المرعبة هو أنه لا يجب تجاهل المشاعر والضغوط النفسية. يجب على الناس التحدث عن مشاكلهم والبحث عن المساعدة عندما يكونون في حاجة إليها. فالشفاء النفسي يأتي بتوجيه العناية والاهتمام للصحة العقلية والعاطفية..