الفصل الثاني عشر

106 10 0
                                    

أمسكت'ندى' بهاتفها نقرة هنا ونقرة هناك تتصفح هذا وتتنقل بين هذا إلى أن وجدت صورة'شريف'كمنشور رفعه على صفحته الشخصية حتى وجدت فتاة ما تعلق بطريقة تثير الشكوك على صورته، وتضع له قلبين اعتدلت في جلستها، ونقرت على اسمها؛ لتدخل لصفحتها الشخصية فوجدتها غير مرتبطة ويضع لها 'شريف'الكثير من القلوب الحمراء!
توعدت له بالكثير إن كان يخدعها، ويظنها لقمة سائغة حاولت أن تهدئ من روعها، وأن تسكن ما تشعر به الآن ولا سيما اضطرابها نحو إن كان تحبه فعلًا أم يُملئ فراغ وسكون حياتها شخص يهتم لها ويتحدث معها وهذا جل ما تريده...
.................................................................
وقفت'فدوى'تتطلع لما يحدث بالبيت بحقد وأعين حاسدة سرعان ما بدأ 'سلطان' التحضيرات، وامتلئ البيت بالرجال يسارعون في جعل كل شيء على أكمل وجه تطلعت للعمال وهم يجددون غرفة'عز' وضعت يدها على صدرها تستمع لدقات قلبها المشتعلة ودت لو أضرمت النار في البيت بِرُمَّته وأنهت كل هذا...
لمحت طيفه ليصعد بعذابها درجات خرج'عز' من غرفة'رحمة'؛ لكي يترك للعمال مجال بإتمام عملهم، تقدمت نحوه بخطوات مستعرة إلى أن وقفت أمامه رمقها بازدراء تقدم ليتجاوزها ولكنها أمسكت ذراعه وقالت بنبرة قاتمة:
"ناويت يا عريس."

نظر لموضع لمستها فأمسك برسغها، ودفعه بعنف بعيدًا، وعاود النظر لها، وهو يخرج منديلًا من جيبه، ويسمح كتفه، وسرعان ما كانت لفعلته الأثر فاحتقن وجهها بالدماء سريعًا ولم يرض فقط باحتقان وجهها فرد عليها بابتسامه تعمد فيها إتلاف أعصابها:
"باركي لي يا فدوى."

صرت على أسنانها بغيظ ثم أطلقت ..... قبل أن تحدق فيه بقوة متحدية إياه:
"ده أنا ها رقصلك كمان يا عريس."

مط شفتيه وهو لا يا زال يحافظ على ابتسامته معلقًا بسخرية:
"وعمي ها يوافق وبعدين ما أنتِ كبرتي على الكلام ده."

اقتربت منه أكثر وهي تقول بهسيسٍ :
"وحياتك عندي و ها أعرفك إن كنت غالي عندي ولا لا لتندم."

أطلق زفيره قبل أن يعدل من ياقة قميصه وقال:
"أنتِ ميتندمش عليكِ يا فدوى بلاش تاخدي قلم في نفسك."

ثم أمسكها من رسغها بعنف وسرعان ما تبدلت نبرته بنبرة أشد قسوة:
"أنا مش عايز صداع."

ثم دفعها بعيدًا وأكمل طريقه فشهقت وهي تستند بيدها إلى السياج، وظلت في صدمتها على وقاحته التي تزداد يومًا بعد يومًا معها...
.....................................................................
كانت'رحمة' تسير مع والدتها'إيناس' بلا رغبة أو فرحة كالعرائس اللاتي يتجهزن لزفافهن ببهجة وسرور لشريك حياتهن فقط كان تسير لتبتاع لوازمها من ملابس ومستحضرات تجميلية من مكان لأحر تضع البطاقة الائتمانية، وتكتب الرَّقْم السري وفي النهاية تركته لوالدتها تكتبه هي بعد أن وضع أبيها مبلغ وقدره في حسابها؛ لكي تشتري ما تريده ولا ينقصها شيء...
حاولت أمها أن تزيل هذا الحاجز الذي أحاطت به نفسها منذ موافقتها على هذا الزواج...جاهدت مرة والثانية فكانت ردودها المقتضبة تثبط من كل محاولة...
أمسكت'إيناس' بيد 'رحمة'وسحبتها وهي تشير بحماس لإحدى المطاعم :
"رحمة حبيبتي بصي المطعم دَ أكله حلو أوي تحبي نرتاح فيه شوية وبعدين نكمل لف؟"

يجعلني أبكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن