Part twelve ● هَافَافُوبْيَا

223 25 25
                                    

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إستيقظ هو من نومه يحدق بسقف الغرفة بعقل ضائع وأنفاس مبعثرة..

و هو شيء ليس من عادته.. أن توقظه أفكاره وسط لياليه تؤرقه مبعدة عنه النوم متعبة عقله وقلبه..

لكن منذ أصبحت هي جزءا من دقائقه وثوانيه.. كانت لياليه بإسمها وأحلامه تحت أمرها.. توقظه ليذكرها كأول كلماته.. وينام وعيناها تشغل باله تسرق أنفاسه..

الحب بحد داته ملحمة يصعب فهمها.. أكثر تعقيدا من الإليودة وأكثر صخبا من هيرود يجعل الفئاد كدق طبول الحرب.. كأن الإله في اليوم الذي خلقه به جعله بجناحين أسرع من السهام و بأعين كفيف يصدق أي شيء يقال..

وحتى لو وجد من ينكر مادته.. فهو كفيء يختفي عند سطوع شمس الفجر مع أول خيط ضوء تنسجه السماء.. من ينسج قناعاته بنفسه حول شيء تراه عيناه حقيقة.. ماعليك سوى صفعه بتلك الحقيقة كي يسترجع عقله ويرى ذلك الضوء مع شروق الشمس..

لكن ديون لم يصفع.. بل ضرب بقوة إلى أن أغمي عليه باسقا بأي كلمة جحود أو انكار قالها بحياته.. ومن شدة الضوء أصيب بالعمى غارقا بهيام الخريف ونسيم الليل ينسج ذكرياتها بين خياله و واقعه..

نهض من فراشه يمشي بينما يبعثر شعره بتعب نازلا نحو المطبخ بعد أن جف ريقه يشعر بالعطش..

لطالما كان النوم بالنسبة له أمرا مقدسا وأقرب شيء لقلبه.. فلا يمكن إيقاظه بأي شكل اذا غفت عينه.. لكن يبدو أن هناك من غيرت ديانته إلى حبها فعد الليالي ذاكرا إسمها..

نزل الدرجات بشرود ثم مد يده للأضواء يشغلها ناظرا حوله.. لكن ما رآه جعله يدعر بشدة ظنا منه أنه رأى شبحا بغرفة الجلوس..

ليتراجع للخلف بفزع ماجعله يضرب ساقه بالطاولة وراءه ويثعثر ساقطا على الأرض..

رفع رأسه بملامح مرتعبة و أول ما قابله هو عينا من أرقت لياليه مسندة رأسها للخلف بينما ترفع قدميها على الأريكة تحتضنها
بدراعيها.. ومن ملامحها يبدو عليها الإنزعاج من الضوء مع حاجب مرفوع يدل على إستغرابها خوفه منها..

قضب حاجبيه ينظر لها بنوع من الصدمة ليقف ممسكا بدراعه التي سقط عليها يتجه نحوها بخطوات ثابتة..

بينما تتبعه هي بعينيها بهدوء.. وقف أمامها ليجلس الفرفصاء يصبح بنفس طولها يوسع عينيه رافعا حاجبيه.. ثم نطق بكلماته وكأنه يتهمها بجريمة ما وبدت عليه الجدية..

" سرقتي نومي.. والآن تريدين إيقاف قلبي.. "

وضعت هي عينيها على عينيه بعد أن كانت تجوب بها بعيدا بسبب منظره الذي يبدو مغريا بالنسبة لها.. مع ملامحه الناعسة والمبعثرة.. وصوته العميق ببحة نوم.. لكن ما لم تفهمه هو متى سرقت نومه؟!..

𝓢𝓲𝓷𝓪𝓶𝓸𝓷 𝓛𝓲𝓹𝓼 ¦¦ شفاه القرفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن