صمتٌ كان يعم المكان ولا يُسمع إلا صوت الأنفاس ، الثلاثة رجال ينظرون إلى بعضهم بفضولٍ وحيرة ، فقررت ديما الحديث وأخيرًا قائلة بوجهٍ كئيب: لقد ماتت ، منة قد ماتت .
فقال ميلارد: أنا... أنا اسفٌ على تذكيركِ بأمر موتها رحمها الله .
فردت هي: ليس هناك ما يدعو للاعتذار ، فأنا لم انساها قط من الأساس .
صمت هو لثوانٍ ثم قال: يبدو أنها كانت مقربةً للغاية منكِ ، كيف تخطيتِ أمر وفاتها؟
نظرت له بوجومٍ وهي تقول: ومن قال أني تخطيته؟ أنا لم أتخطاه ، ولكن لم أكن أملك خيارًا أخر غير التعايش مع الأمر لقد أُرغمت على ذلك ، ثم من وجهة نظري أن الموت كان خيرًا لها من الحياة .
حدق بها بعينين متسعتين وهو يقول: كيف تقولين أنكِ تتألمين على فراقها ولكنكِ ترين أن الموت أفضل لها؟
ردت هي: لكي لا أكون أنانيةً ، فحياتها تعني أن تعاني هي ولكن أكون سعيدةً بوجودها ، ومماتها يعني أن تكون مرتاحةً هي وأن أكون متألمةً على فقدانها ، ولكن ما يهون الأمر أننا لنا لقاءٌ أخر يوم يشاء الرحمن .
أخذ نفسًا عميقًا هو الأخر وقال: طريقة تفكيركِ مريحةٌ نوعًا ما .
فردت هي مع ابتسامةٍ بسيطة: لذا عليك الاستماع إلى ما أقوله والفعل به .
صاح فانيتاس مقاطعًا لحوارهما كالعادة قائلًا: يا رفاق دعونا نكمل اللعبة .
وأكملوا لعبتهم وهم يتحدون ويسألون بعضهم وتتعالى اصوات ضحكاتهم في المكان حتى أذن اذان صلاة العصر وانتهى الاذان بالفعل وهم جالسون ،
فقالت ديما: فل تذهبوا أنتم للصلاة بالمسجد وأنا ايضًا سأقوم للصلاة .
ثم اخذت حقيبتها من على الطاولة واخرجت منها بعض المال ومدت به إلى روبرت وهي تقول: روبرت إذا سمحت أحضر لنا بعض المثلجات وأنت عائدٌ من الصلاة ، فهذا الحر الشديد لا يصلح معه إلا ثلاجةً من المثلجات .وقبل أن يرد روبرت صاح ميلارد قائلًا: ولماذا لم تقولي عن أنكِ تريدين المثلجات بينما كنا نلعب؟ ، فنحن لدينا ثلاجة مثلجات بالفعل ولكننا نسينا أمرها تمامًا .
فقال روبرت: أنهي صلاتكِ وستجدي الثلاجة بالغرفة التي بجوار الغرفة التي احضر منها فانيتاس الطبق ، افتحيها وخذي منها ما تشائين .
فردت ديما: لست محرجةً ولكن دعوني أدعي ذلك ، احم اوه يا رفاق أنتم تحرجونني حسنًا سأنهي كل ما في الثلاجة كما طلبتم .
فقال فانيتاس: يا فتاة الثلاجة ضخمة وممتلئة ، لن تستطيعي تناول كل ما فيها هل أنتِ...
قاطع ميلارد كلامه قائلًا وهو يدفع فانيتاس وروبرت: كُلي بقدر ما تشائين وسنحضر معنا المزيد ونحن عائدون ، وهيا أنتما الاثنين لكي لا نتأخر عن الصلاة .
رحل الشباب الى المسجد ليصلون وكذلك اتجهت ديما إلى غرفة الصلاة بالمسجد ، وبعدما انهت صلاتها جاءها اتصالٌ وهي في طريقها لثلاجة المثلجات ، فأجابت على الهاتف وهي تتابع طريقها قائلة: مرحبًا وأهلًا بالمحظوظة لو تعلمين من رأيت اليوم ستنبهرين يا وئام .
فأجابتها وئام: من رأيتي يا تُرى؟
فردت ديما وقد وصلت إلى مكان الثلاجة وفتحتها بالفعل قائلة: والد و والدة زوجكِ يا فتاة .
فأجابتها الاخرى: من المبكر جدًا أن تقولين عنه زوجي فهو لم يأتي لخطبتي بعد حتى ، ها كيف كانوا هل هم طيبون أم اشرار؟ هل علي منع الزيجة من البداية أم لا؟
فقالت ديما: إنهم طيبون للغاية ، و الأب وسيمٌ للغاية والأم في غاية الجمال ، أريد أن اتزوج حماكِ من شدة وسامته ، يبدو عليه أن فانيتاس اخوه وليس ابنه .
أجابتها وئام: أحقًا؟ إذا هل سيأتي الأب لخطبة ابنه لي فأقع في حبه واترك الابن؟
ضحكت ديما وقالت: يبدو أن هذا ما سيحدث .
أنت تقرأ
صوب هاوية الهوى
Fantasyفي عالمٍ تحكمهُ المظاهر ويتخفى بين ثناياه الحقد يترعرع الشاب الذي اعتاد على أن يكونَ نجمًا لامعًا محبوبًا يلتف حوله الجميع ، وتنمو فتاة اعتادت ان تكون مرحةً ومفعمةً بالطاقة منذ الصغر ولكن يرى من حولها أن افعالها صبيانية لا تليق بفتاة ، يعيشان بشكلٍ...