كانت الشمس قد غابت ، وبدأ الظلام يغطي المكان،
وجمت فيان في مكانها مرتعبة ، تقدم لها صاحب
الصوت، فعادت إلى الوراء، ووقفت بالباب وهي تصيح
مرعوبة ، ورفعت سلة الغسيل لتدافع عن نفسها إذا
هاجمها::**_ منوو.. منوو أنت...؟!!
**_ عمه على كيف.. لا تصيحين.. أني فرهاد..
فقالت وهي تتشاهد بفزع ::
**_ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
.. عزا العزااك.. هاي شجابك.. أمشي ولّي منّا .. تريد
تموتني مثل ما موتت نهر.. ولّي منّا لا ألم عليك الدنيا...؟؟!!!**_ دخيلچ عمه لا تصيحين.. أني ما باقي.. بسّ أريد
فلوس.. حتى أروح للشمال..**_ إبن الگو..او..يد .. جاي من عندي تريد فلوس..
مهزووم من السجن موو.. أويلي يابه.. راح انذبح..؟!!**_ عمه فدوه.. صار لي شهر مهزوم من السجن ..
اني وولد گدرنه ننهزم ..بس گبل يومين رحت لأبوي
بالختله وگال بعت الأول والتالي على الفصل...
..وردت أروح لعمي.. أبويه ما قبل گال هذا يسلمك للشرطة.. ونطاني عنوانچ... وآني من البارحة هنا خاتل واراقب بلكي تطلعين وحدچ...فقالت بنبرة غضب لكن بصوت خافت ::
**_ وآني اگول لك أمشي منا لا والقرآن هسه اخابر
الشرطة تجي تلزمك.. تريدني أساعدك يااا مجرم..؟!!
تخسه... ولك تروح فدوة لحذاء نهر.. ولد يسوه
راسك وراس أهلك يالنذل...ورمت عليه سلة الغسيل بكره وغضب ، فأبعدها بيده ::
**_ عمه أترجاچ۔۔
أثناء ذلك، خرج موج من بين أرجل فيان والباب وهو
يحمل طائرته ويلوّح بها في الهواء، أنتبهت له
ونادت عليه بخوف ::**_ تعال حبيبي موج..تعال ..
حاولت الإمساك به لتدخله البيت وتغلق الباب، لكنه
كان اقرب لفرهاد منها ، فسحبه فرهاد بكلتا يديه
وحمله بعنف وبدأ موج بالصراخ والبكاء، فقال فرهاد
بنبرة تهديد::**_ انطيني شكو عندچ فلوس .. لا أنهي الولد...
وأخرج من جيبه الخلفي مفك براغي ووجهه لرأس
موج الذي مازال يصرخ .
كانت أضواء المصابيح المنبعثة من البيت تعكس
ضوءً خافتا على المكان .
وقفت فيان مذهولة خائفة، رفعت ذراعيها وقالت
وهي ترتجف ::**_ عمه عوف الولد .. انطيني إياه .. هسه أجيب
لك فلوس.. بسّ انطيني الولد.. فدوة عمه عوفه...**_ تچذبين.. جيبي الفلوس يلله انطيچ الولد...
......في تلك الاثناء، أوصل بحر أمه إلى بيتها، وتوجه نحو
بيت فيان، دخل من باب المطبخ، فوجد هدير وقد
فتحت أبواب الخزانة، وبعثرت الطحين أرضا وهي
تلهو ، فحملها بحر وهو مستغرب غياب فيان عنها، ::