حرب الرفقاء (ليلى والذئب)

الفصل الثاني والعشرون: يوميات السجن

جوان

كانت الشمس قد أشرقت بالفعل عندما جلست على الأرض الترابية داخل سجن قطيع ضي القمر أحدق بسرد النمل الذي خرج من جحره المتواجد بالحائط متوجه إلى قطع الخبز المتبقية من وجبة العشاء التي قدمت لنا أمس وكانت تلك الوجبة عبارة عن خبز بالسكر فمن المدهش أنه بالرغم من قول قطيع ضي القمر أنهم ليس لديهم فائض في الطعام لإطعام مائتي سجين لكنهم الآن يقدمون ثلاث وجبات يوميًا لأكثر من ألف سجين لكنها كانت وجبات ضعيفة لا تكفي لأن تغذي مستذئب فما بالك بألفا مثلي، كان الطعام الذي يقدم لنا يترواح ما بين خبز بالجبن أو خبز بالسكر أو خبز بالزبدة.

أردف ألفريد في سخرية:
- من الجيد أنهم يمنحونا شيء إضافي مع الخبز..

نظرت إلى الطعام الذي التف النمل حوله وعقبت قائلًا:
- ولكنك تهدر هذا الطعام الثمين بإطعامه للنمل..

كان كلًا من ألفريد وإلياس يمنحوني ربع الطعام المقدم لهم قائلان أن الألفا يحتاج بطبيعته الجسدية للكثير من الغذاء ولكنني كنت أرفض تناوله وكانوا يرفضون استرداده فكان ينتهي الأمر بإهدار جزء من الطعام كغذاء للنمل، تنهدت وأنا انظر إلى إلياس الذي أخذ بعض فتات الخبز الباقي من طعامه ثم قام بطحنه بين يديه والقاه في جحر النمل.

لقد مرت ثلاث ليالي على وضعنا بسجن قطيع ضي القمر، بعد أن علمت ليلى أنني جلبت محاربينا لقطيهم مجددًا رفضت الاستماع إلى تبريري وكان ذلك الأفضل فأنا لا أمتلك مبرر غير أنني أردّت الانتصار عليهم ورد كرامة الهزيمة التي لحقت بنا، ولكن يبدو أن الأمر أصبح محال الآن فمحاربين ضي القمر بقيادة بيتا الخاصة بهم وقدراتها الغير مفهومة لم يغلبوا في القبض على محاربين قطيعي بعد أن قامت ليلى بالسيطرة على حركتهم وشلها ومن ثم تم الإلقاء بنا جميعًا في السجن متهالك الحوائط.

قال إلياس وهو يضع كفه أمام وجهه متأملًا لسرب النمل الذي يسير على بطن كفه:
- المحاربون ينتظرون تصرف منك لإخراجهم من هنا..

نظرت إلى الحائط المتهالك وأنا أعقب قائلًا:
- ماذا عن هدم الحائط والخروج..

ليعلق إلياس قائلًا:
- سيمسكون بنا إن حاولنا الفرار..

فقال ألفريد في حماس:
- بعد هدم جدران هذا المبنى لن يكون لديهم سجن ليضعونا به..

ليجيبه إلياس قائلًا:
- قد يضعونا داخل أي منزل وسوف يكون أكثر ضيقًا لاستيعبنا من هذا السجن الضيق..
حدق ألفريد في السقف لبرهة وهو يفكر ثم أردف في إندفاع:
- المنازل يسهل الهرب منها فقط علينا القفز من الشرفة..

قام إلياس بإنزال كفه إلى الأرض حتي يتمكن النمل الذي كان يسير على كفه من العودة إلى منزله ثم نظر إلياس إلى ألفريد وهو يقول:
- القوة لن تنفعنا عندما نكون الطرف الأضعف..