9 | البداية

867 27 14
                                    

كانت نيران تسير برفقة يونس بإتجاه غرفتهم لتقول بتساؤل وهي تمر امام غرفة يسرى
" وين راهي يسرى ؟؟ ..عندي بزاف ماشفتهاش !؟"

يونس وهو يعبث ل
بهاتفه
" صباح قاتلي بلي راح ترجع للبلاد..."

توقفت نيران قائلة بصدمة
" كيفاش ؟؟...علاش ترجع راني متفاهمة معاها تعاوني !!؟"

يونس ببرود
" كل واحد حر في قراراتو نيران ملازمش نتدخلو في واش بغات غلقي الموضوع وخلينا في حالنا .. "

تأففت وهي تشتم بهدوء كي لا يسمعها ..
لقد إنزعجت من هذا التصرف الذي قامت به يسرى على الأقل لو أخبرتها قبل ذهابها. ..
لما كل هذه العجلة ؟؟
ولا شيء لها في البلد كي تعود ..
هي أساسا لا تملك عائلة ...
مالذي قد يجعلها تذهب دون إعلان مسبق ..؟؟

__________

أغلق باب المنزل خلفه ودخل بخطوات بطيئة في إتجاه غرفة إبنته كالعادة ..
فتح الباب بهدوء خشية أن تكون نائمة ..
لكنه وجدها تلهو بهدوء وتصدر أصواتا لطيفة ..
رفرف قلبه بحب

إقترب منها وحملها بين يديه يقبلها وهي تبتسم بمجرد رؤيته ..

كانت هذه الغرفة تشهد على إبتسامته وسعادته بين كل ما يعيشه ..
بين كل تلك العواصف التي مر بها وااحروب التي إضطر لدخولها مرغما ...
كانت إبنته نورا يخرجه من ذلك الظلام الذي غطاه ...

همس بصوته الرخيم
" نتي هي كلش ...نتي واش بقيتيلي ما تتبدليش عليا وما تخلينيش "

تنهد بعمق وهو يراقب حركاتها الطفولية ...
لما لا يستطيع أن يشعر بالسعادة ؟!
لما هو بائس رغم إمتلاكه لعائلة ومنصب يحلم به الكثير ؟؟

سمع صوت إغلاق الباب تليه شهقة زوجته "ليليا"
فلم تتوقع وجوده هنا ...
خصوصا في هذا الوقت من النهار ..

نظر لها بطرف عينه وقال
" غلقي الباب بشوية "

دحجرت عينيها بضيق من ملاحظاته التي لا تنتهي وليس لها معنى ..

جلست على الأريكة وهي تمسك بقارورة الحليب تود إطعام إبنتها لكنها لن تتحدث معه ..

طال الصمت بينهما ليقول بهدوء بارد
" علاش راكي هنا تقلقي فينا ؟؟...واش خصك !"

قالت ببرود يماثله

" لحق وقت الحليب تع ريم "

هز رأسه ونهض قائلا
" ما تطوليش راني راجع "
قبل جبهة إبنته وخرج من الغرفة دون أن يضيف كلمة ..
في حين أمسكت هي بإبنتها
نظرت لها بحزن كبير وقالت
" كنت حاسبة كي تجي نتي للدنيا يتبدلو بزاف صوالح ...كنت حاسبة كي تجي نتي يرجع يشوفني ..بصح كي جيتي ولى عمى .."

لم تكن صدفة! ( مكتملة )Où les histoires vivent. Découvrez maintenant