مضي الليل كالدهر عليهم ، أخذ "أدهم" "طارق" وجعله يبقي في شقة "عمر" ، وقام بمداواة جراحه كذلك ، ظل فوق رأسه حتي إستعاد وعيه قبل مطلع النهار بقليل..
إنتفض "طارق" بفزع وأخذ ينظر حوله بأعين تفيض رعبًا ويتمتم بعبارات غير مفهومة قائلاً:
"نادين..متمشيش...نادين خليكِ معايا...نـاديـن..."
صرخ باسمها مرارًا ويبدو ان عقله ليس في حالة وعي كامل ، كتف "ادهم" ذراعيه كي يجعله يهدأ ثم أخذ يربت علي ظهره هامسًا بهدوء ونبرة مطمئنة:
"إهدي يا طارق مفيش حاجة..مجرد حلم وحش..إهدي يا صاحبي.."
هدأ قليلاً وأخذ عقله يستوعب أين هو ليتسائل بدون فهم:
"أنا بعمل إيه هنا؟
أصدر "ادهم" صوتًا ساخرًا من حنجرته وهمس من بين أسنانه:
"إيه ده بجد! مش عارف بتعمل إيه هنا؟! طب حور عليا وقول أنك فقدت الذاكرة.."
نهره "عمر" الذي كان يتخذ مقعد بجانب النافذه مجلسًا له قائلاً:
"بس يا ادهم سيبه الوقتي متضغطش عليه."
أحكم "ادهم" علي قبضته ثم صاح بنبرة غاضبة:
"اسيبه! أنا مستني يفوق بس ويستوعب أنه لسه عايش عشان أموته أنا علي نضافة"
تحدث "طارق" أخيرًا بعدما تحسس جروح وجهه التي ألمته بشدة:
"في إيه يا عم أنت وهو قالبين وشكم عليا كده ليه؟"
تعلق "ادهم" في ثيابه ساحبًا إياه بعنف ثم صاح به بغضب:
"أنت إيه اللي موديك عند جاسر هــا؟!"
دفعه "طارق بضيق ليرد عليه بنفس نبرته:
"وانت مالك يا ادهم متعصب عليا وبتحاسبني كأني طفل ليه ، انت صاحبي اه بس مش هسمحلك تعلي صوتك عليا بالشكل ده وتتحكم في حياتي ، أنا حر أعمل اللي أنا عاوزه"
حاول "عمر" الفصل بينهما قائلاً بهدوء:
"ادهم إهدي مينفعش كله ، وأنت اسكت متعصبوش"
سحب "ادهم" خصلات شعره للخلف بعنف ثم قال من بين أسنانه:
"أنت ليه مصمم تتحداه ، قولتلك الف مرة جاسر لو حطك تحت رجله هينهيك ، ليه مصمم تحرق قلب والدتك عليك! عاجبك منظرك ده وأنا واخدك من عنده شبه ميت؟!"
إنتفض "طارق" يقف أمامه يتحداه بنظراته قائلاً:
"عاوزه ينهيني يا ادهم ، يا أنا أموت يا هو يموت إنما مفيش كوكب يجمعنا سوي"
علت وتيرة تنفس "ادهم" وحاول التحكم في أعصابه قدر المستطاع لكنه فشل في ذلك ليرفع يده صافعًا "طارق" بغضب صفعة رن صداها المكان ، ليرتد وجهه للجانب الأخر ، وضع "طارق" كف يده علي وجهه ونظر "لأدهم" بصدمة ليردف قائلاً: