الفصل الثاني "انتحار"

89 15 4
                                    

****************
كم هم وحوش, هؤلاء القادرون على تزيين كذباتهم بالدموع..
****************
بعض الكلمات قادرة على خلق قلب يتألم بينما أخرى قادرة على خلق قلب يحتضر, نعم هذا وصف بسيط لما سيحدث, ربما في الظاهر هم أُناس ودودون لكن في الواقع هم أفاعٍ ودت لو تبخ سمها في كل مكان, ربما كانت بداية اللقاء طبيعية و ودودة الى حد ما فقط حين قولهم:

-البقاء لله يا سمر

لكن في الحقيقة ليس للود مكان في تلك العائلة...

و ما إن عرفت "نغم" أن المتحدثة هي ابنة خالتها حتى قامت على مضض لتلقي عليها التحية في حين أن قامت "سمر" بعد أن ظننتها احدى صديقات أختها...

-أنتم ايه اللي جابكم؟ أنا قلت لكم بموضوع وفاة ماما بس مطلبتش حضوركم

قالتها "نغم" بانفعال لم يستقبله من أمامها إلا ببرود أعصاب لترد والدة "ندى" بقولها الذي أشعل نيرانًا كان قد ظن البعض أنها انطفأت بقولها:

-متتحمقيش أوي كدة بس و تقولي ماما, أنا و أنتِ عارفين كويس إنها لا ماما و لا نيلة

لم تصدق "سمر" ما تسمعه و قبل أن تعقب بأي شيء أشارت "نغم" غلى أختها بالدخول الى الغرفة لكنها نظرت لها بمعنى أنها لن تفعل, لترد "نغم" بسرعة حتى لا ينكشف السر الذي خُبِئ لفترة طويلة بقولها:

-خلاص يا "سمر" خليكِ هنا و أنا هدخل أتكلم معاهم في موضو...

-مين دول يا "نغم" و ايه الهبل اللي بيقولوه دة؟

بعد مقاطعة "سمر" لأختها بهذا الحديث ازدادت ضربات قلبها و ظنت أنه لا مفر من إخبارها بالحقيقة, بينما في ناحية "ندى" و والدتها فنظرا لبعضهما بانتصار؛ فأول خطة من مهمتهما قد أوشكت على النجاح...

استأذنت "نغم" من الحاضرين ثم دلفت الى احدى غرف المنزل مصطحبة ورائها أختها و خلفهم سارت الأم برفقة ابنتها و ما إن دلفوا حتى أغلقت "نغم" الباب جيدا ثم جلست على أريكة من الأرائك تفرك عنقها بتوتر, و قبل أن تنطق بأي كلمة وجدت "ندى" تبدأ الحديث قائلة:

-شكلك كنتِ بتحبِ خالتك أوي يا "سمر" ,مش كدة؟

-خالتي! خالتي مين!

قالتها "سمر" باندهاش مصحوب بتوتر من "نغم" و ابتسامة من الآخرين برعوا في عدم إظهارها لتكمل "ندى" بقولها:

-خالتك اللي بتاخدِ عزائها دلوقتي

-بس دي مش خالتي, دي أمي

تصنعت "ندى" الدهشة مما قيل فباغتت بسؤالها:

و يبقى الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن