1

115 19 3
                                    

 (يا من اعتبرته حفيد لي...
لا اعلم لو كان ما فعلته في الماضي هو الصواب ولكني متأكد ان ما افعله الان هو الصواب لا شك ، ابحث عن الدوق، هو يعرف كل شيء ...
الحقيقة التي دفنت طوال تلك السنوات ستجدها عنده
فقط قطرة واحدة منك تكفي )

" ها قد مِت قبل ثمانية أيام وتركت لي رسالة غريبة المحتوى يا جدي"

حدث نفسه أمام بوابة من الحديد الصدئ استوطنتها العناكب وملأتها بشبكاتها الخيطية وألقى نظرة على ما وراءها من مساحة مهولة من نباتات مقتولة وأغصان متقطعة وأشجار بلا أوراق يتجلجلها قصر ضخم وشاهق مليء بالأتربة وكل ماهو متحرك عدا البشر.

هكذا عاود التفكير في قراره الذي ظنه أحمقا وتردد في التقدم فكل ما هو حوله يخبره أن يلتف فورا ويعود أدراجه وإلا أكلته العفاريت الوهمية الذي رسمها له عقله

تأمل بصمت الغابة المهجورة ، النباتات البالية ، القصر الغريب ، والهدوء المحيط بالجو

"لكن عن أي حقيقة يتحدث؟ "

تنهد بيأس على هذا السؤال الذي لا يعرف إجابته ولكنه يعرف شيء واحدا..... أنّ الإجابة بالتأكيد ستكون موجودة في هذا القصر وعند ذلك الدوق بالتحديد ، لكن بجدية أيوجد من يمكنه الحياة في هذا المكان؟

عدّد خطواته بعد اتخاذ قراره النهائي بالمضي قدما وليحدث ما يحدث ليس وكأن هناك من ينتظره بكل الأحوال وعلى الرغم من عواء الذئاب الذي يخيفه والظلام الحالك إلا أن إرداته وضوء القمر كانا أقوى من أن يتوقف بعد أن قطع شوطا طويلا إلى هنا ويا لحظه! فقد وصل ككتلة سليمة إلى مدخل القصر دون أن يظهر وحشا يلتهمه ويقطعه إلى أشلاء أو حتى جني من عالم آخر يلتهم روحه ويحل محله في جسده ، ولربما ظن أن ثور ضخم سينطحه من الخلف ويتركه يستنزف دماءه حتى الموت . عقله كان مليء بالقصص المخيفة ولا يزال حتى هذه اللحظة

"ع..عذرا!!.."

رمى كلمته أمام المدخل بإرتجافة طفيفة إثر الخوف ، ومع أن صوته كان منخفضا إلا أن صداها تردد حوله حتى تلاشى بالداخل

لم يجبه أحد لكنه استجمع شجاعته وخطى خطوات قليلة .كان المكان مظلما ظلام المحيطات بالكاد يرى شيئا وباردا برود القطب الجنوبي حتى تجمدت أطرافه.

"هل من أحد هنا؟ "

استمر الصمت لثواني عديدة حتى أتاه ردا من صرير باب خلفه يُغلق بعنف غير سامحا حتى لنور القمر الخافت بالتسلل

نظر خلفه بفزع ليجد أنّ المدخل المفتوح الذي دخل منه قد أُغلِق من تلقاء نفسه فازدادت ضربات قلبه معلنة عن بداية لنوبة خوف قادمة ، جرى بإتجاهه يحاول فتحه لكن لا جدوى مهما حاول مرارا وتكرارا فقرر الاستسلام لمصيره الذي أحضره إلى هنا واستدار لاكتشاف هذا القصر لعله يجد أحدا وفي نفس الوقت يفتح له الباب ليذهب ، ولكن عقله الذي خلق له هذه الفكرة هو ذاته قد سخر منها

I am Faded || أنا أتلاشىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن