2

181 17 6
                                    

كنت تائها طوال السنوات الماضية وعندما قدمت إلى هنا تهت أكثر ، بين ليلة وضحاها حبست في قصر ضخم مالكه بارد مخيف وخادمه عجوز كتوم ولا أحد سوانا يعيش فيه

ليتني لم آتي ، كنت أظن أنني سآتي للسؤال سريعا والمغادرة وكأن شيئا لم يكن ولكن أحلامي البسيطة دائما ما لا تتحقق فقد حدث كل شيء سريعا .. سريعا للغاية ، أسرع من استجابة العقل البشري للأمور ، في ثانية كان مغشي عليّ ودماء عنقي تتناثر في كل مكان ، كان وحشيا ومؤلما ...

لم أُرِد سوى السؤال .. ولكنه اتخذني حبيسا في لُبّ عشه الضخم .. طعاما طازجا يتغذى عليه .. وما كان لي إلا الخضوع فما أنا إلا وهن ضعيف مقابل تلك القوة العظيمة

ليس وكأن هناك من ينتظر عودتي من الأساس..

دهاليز قصره وسراديبها بممراتها .. كلها محكمة الظلام متوحشة ، باردة ، وقاسية .. لا نوافذ لنفاذ شعاع شمسي وحيد ، ولا فتحة واحدة للتهوية ، أنفاسهم ليست كأنفاسنا حتى ، مقدار احتياجهم للأكسجين أقل منا بكثير ، حتى احتياجهم للطعام ، كأس واحد يكفيهم لفترة لا بأس بها ، لكن الوحش هنا .. لا يكتفي أبدا ، مرارا وتكرارا ، كل يوم ، نهارا ومساء ، ضحى وعشية ، يأتيني في كل الأوقات يسحبها ويسحبها ويسحبها حتى كدت أجف ذات مرة لولا أن تدارك نفسه ، إنه لا يخشى عليّ الموت ، لكنه يحتاجني حيا لشيء ما لم أفهمه حتى الآن ، كان من المفترض أنني أنا من أحتاج مساعدته ولكن كما قلت ، انقلبت الأمور بسرعة لم يستقبلها عقلي الضعيف

أولئك لا يتحدثون معي كثيرا.... لا يتحدثون نهائيا ، أسير بين الحوائط أحاور حجارتها كبديل لي ، إن توقفت عن التحدث تماما سأفقد عقلي حتما ... اعتدت الأمر منذ وقت طويل ، معتاد على التكلم مع نفسي ، ولكن أن لا يوجه لي أحدهم جملة واحدة حتى لأكثر من اسبوعين يبدو الأمر جنونيا حتما لا أقدر على تحمله بتاتا .

استدعاني الشرس إلى عرينه ليُنهي على ما تبقى من سوائل بداخلي ، سرعان ما توجهت إلى هناك ، لا يُسمح لي بالتأخير ، لا أريد التحدث عن ما حدث لي في المرة الوحيدة الذي عاندته فيها .. لم تكن مرة وحيدة لأكون صريحا .. أنا أتحداه دائما لأخسر بالطبع ، إنه من أولئك القوم الذين لم يعرفون معنى الرفض ، أوامرهم مطلقة تنفذ وفقط ، حتى وإن كانوا على خطأ ، هم لم يكونوا على خطأ مطلقا .

إنه نوعي المفضل ، نوعي المفضل في الإغاظة ، مشاهدة صدمته عندما أعارضه وأعانده بل أرفض رفضا صريحا لأوامره ، إنها متعة لا يعرفها إلا العنيدون أمثالي ، على الرغم من أن لها نتائج كارثية على نفسي ، لكني لا أكترث ، ليس دائما ... أحيانا تكون الكوارث أكبر من تحملي .. لا بأس طالما أستمتع برؤية غضبه

هرولت بين الممرات التي حفظتها عن ظهر قلب حتى وصلت إلى المكان المحدد ، باب ضخم خلفه أسد هائج بانتظار فريسته ، لا تنتظر مني الدق على الباب وانتظار إذنه للدخول ، أنا لا استأذن ، أدخل وأخرج كما أشاء وليحدث ما يحدث ، إنها من إحدى أتفه الأمور البسيطة التي تغضبه ، لو علم أنني أستمتع بهذا لألقى العقاب عقابين فأكثر وأظنه يعلم بالفعل .. لا مجال للشك إنه يعلم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 31, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

I am Faded || أنا أتلاشىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن