...

236 24 23
                                    

-

يمشي بالأرجاء بهندامٍ يوحي عن ماهية مكانته، مجرد بدلةٍ رسميةٍ سوداء بربطة عنق بلون أحمر قاتم و شعرٍ مصفف للخلف مظهراً ملامحَ وجهه الخالية من التعابير و لكن مع كل هذا فهو يبدو وسيماً بطابع رجولي لا يمكن أن يخفى عن الأعين.

خارج مبنى المطار الضخم المكتوب فوقه بخط ظاهر "مطار طوكيو الدولي" استقبله رجل آخر بشعرٍ أشقر و عيون واسعة زرقاء مبتسماً و انحنى بشكلٍ طفيف عندما اقترب الآخر منه قائلا بصوت هادئ: أهلا بعودتك سيد ليفاي.

أجابه ذو الشعر الليلي بنفس الهدوء: أهلا آرمين..آمل أنني لم أتأخر.
نفى آرمين مبتسماً ثم أشار بيده نحو سيارةٍ مصفوفة جانباً: هيا سأوصلك لمنزلك كي ترتاح سيدي..المسافة ليست هينة بين اليابان و ألمانيا.

مشى ليفاي نحو السيارة بهدوء ليفتح السائق له الباب كي يدخل و يدخل بعده آرمين جالساً قربه بينما باشر السائق القيادة خارجاً من منطقة المطار فقطع صوت آرمين ذاك الصمت الذي دام لثواني مردفاً بابتسامة هادئة كعادته: إذاً سيدي..كيف كانت رحلة عملك بميونخ؟ أجرت الصفقة جيداً؟

أجابه ليفاي ناظراً للنافذة بهدوء: تعلم أن هذا السؤال معروفٌ جوابه لا؟ أنا لم أخسر صفقة قطُ بتاريخي المهني لذا فالنغير الموضوع...أنا أثق بإدارتك لأعمالي و شركتي بغيابي لذا لن أسألك لكن ماهو جدولي لليوم؟

ناظره آرمين باستغراب متكلمًا: سيدي أنت أتيت اليوم لذا فالتعتبره إجازةً و اعمل غداً..سأتولى الأمور عنك لذا لترتح قليلًا.
تكلم ليفاي ببرود: لهذا حافظت عليك كل تلك السنين كنائبي أرليرلت..أنت متفانٍ بعملك لكنني أود مباشرة العمل من الآن، لا أحب الشعور بالفراغ هكذا.

تنهد آرمين و أخبر السائق أن يتجه لمنزل ليفاي كي يستحم و يغير ثيابه على الأقل...يمشيان الآن بممر في الوكالة متجهين لمكتب ليفاي لكن الأكبر لفت نظره رؤيته لآنسة تدخل جهة المعاينات فاستوقف آرمين قائلًا ببرود: آرمين، أود منك أن تسبقني لمكتبي و تجهز أعمالي لليوم حتى آتي إليك..سأذهب لجهة المعاينات و آتي بعد نصف ساعةٍ ربما.

أومأ آرمين لأنه لم تتسنى له الإجابة لأن الآخر تحرك مباشرة دون إعطائه فرصةً للرد، دخل ليفاي للقسم و قابل الموظفة المسؤولة و سألها عن تلك الآنسة لتقول أنها موظفة جديدة إسمها ميكاسا أكرمان ليصيب ظنه بها.
هي ابنة صديق والده و قد قابلها مرة واحدة فقط قبل عدة سنوات!

أخذ ملفها بعد أن قال بأنه هو من سيجري المعاينة بدل الموظف الذي كان سيفعل ذلك، دخل الحجرة و جلس أمام سوداء التي تنظر له بهدوء ولا تفصل بينهما سوى طاولة فقط.

قال ببرود نبرة و ملامحه بعد أن أدرك انها لم تتعرف عليه: صباح الخير، ميكاسا أكرمان؟
أجابت بهدوء: صباح النور، نعم سيدي.

مُعَايَنَة عَمَل-Preview workحيث تعيش القصص. اكتشف الآن