London
28/2/2016
4:06 AM«هاري، لا تبدو بخير، هل يجب أن نبلغ الشرطة؟»
همس جينا وهي تقترب مني تربع ذراعيها أمام صدرها ترتجف والرياح تضرب أجسامنا بينما تحدق بليليان بغرابة أعادني للواقع.
إنها ليليان نعم، ولولا الظلام حولنا ربما لتعرّفت جينا على من تملك نفس عينيها، رغم أنني ظننت بأنها ستفعل بمجرد رؤية الدمية.
لا تبدو كدمية أرنب مكرّرة، شكلها مميز وغير مألوف.
ظننتها ستعرف دمية شقيقتها التي خرجت بها من المنزل منذ سنوات، لكن يبدو الظلام وشكل ليليان المريب لم يساعدوها.«سيدتي، الطقس سيزداد سوءًا لنذهب.»
ينقذني الرجل وهو يضع عليها معطف ثقيل ويفتح لها باب السيارة، لكنها وقف مكانها تستمرت بالتحديق بليليان، فثلاثتنا هنا نرتجف من البرودة رغم المعاطف الثقيلة علينا، وهناك من ظهرت من اللامكان تحدق بنا بصمت من وراء خصلات شعرها الطويلة بفستان عاري ودمية متسخة بيدها بكل ثبات وكأنها غير طبيعية.
بدت مخيفة حتى لي، فلم أستطع إبعاد عينيّ من عليها وكذلك الرد على جينا وطمئنتها، لاطمئن نفسي أولًا بحق السماء.«انتبه لنفسك هاري.»
تودعنيّ بمجرد أن ازدادت قوة الرياح وتدخل السيارة بعد أن فُتح الباب الخلفي لها، وبقيت أنا وتلك المتصنّمة أمامي بمفردنا.
وبنظرات لم تبدُ لى جيدة أبدًا تتبعت عينيّ ليليان جينا والسيارة حتى اختفوا.لما أنا صامت؟
لحظة ما الذي يجب فعله بهذه اللحظة؟
الاتصال بالشرطة؟ أو المصحة ربما...«ليلي...»
لم يكن الهدوء بصوتي تلك المرة مفتعلًا كالمعتاد، بل متفاجئ من معرفتها لطريق بيتي وربما من الموقف الذي وضُعتُ فيه للتو، والذي لن يتوقف إلى هنا بالمناسبة، فداخلي ينبئني بليلة أسوأ من هذا الطقس.
تنتبه لي أخيرًا وهي تعتدل ناحيتي وسريعًا ما تبدلت تعابير وجهها السوداء لأخرى مرتاحة عند ألتقاء أعينينا، ترمقني بشبح ابتسامة ووجهٍ باهت.
وكل تساؤلاتي عن مدة صمودها بهذا الشكل قد انتهت وهي تجاهد لتحرك شفتيها للحديث لكن لم يخرج منها أيّ حرف، وتسقط بمكانها فاقدة الوعي، ألم أقل أن اليوم لن يمر على خير؟
وإن عرفت مسبقًا بأنه كذلك فماذا سيحدث الآن؟ لقد مرّ حوالي ربع ساعة من السكون، ليليان نائمة على الأريكة بدون حياة بينما أجلس أمامها بكل هدوء أحدق بها كشخص فقد صوابه للتو.
مازلت لا أستوعب فقط أنها هنا، من بين كل الأماكن ومن بين كل الأشخاص، هي هنا، معي على أريكتي!
أنت تقرأ
Bitter Caramel || ّكَـرَامِـيـل مُـر {H.S}
Misteri / Thriller-الأهم من معرفة متى يصبح الكراميل مر والعسل سام، أن تتعلم كيف تهرب قبل فوات الأوان. «عَـامْ 1999 نَـشـرتْ صَـحِـيـفة (The Times) البريطانية مـقـال بـعـنـوان (شَـيْـطَانٌ بَـجَـسـدِ طَـفْـلَـة) بـصـورةٍ لـطـفلة فِـي الـسـادسة منْ عـمرها، مُـلـطَـخـة...