أتذكرُ كل شيء جيدّا | 1

165 16 13
                                    


⚠️تحذير مُحتوى حساس | اضطراب طعام - ايذاء النّفس⚠️
-

استيقظتُ في منزلٍ ذو سقفٍ ليس كسقفنا ،
صداعٌ يلازم رأسي وجسدي مُثقل.
أستقيمُ على السرير ، وأحدق بالغرفة المنظمة التي أنا فيها ، تزامنًا مع فتحِ باب الغرفة يُقبل فتى ذو شعرٍ أسود ، ذو عينينِ بنيتان داكنتين برزَت في الضوء ، طويل القامة وعريض الكتِفين ،
وبمجرد أن تعرفتُ عليه ، خرجَ اسمه بينَ شفتيّ ، متفاجئةً لما أراه.
" كالڤن ؟ "
قلتُ ، بين صدمتي للفتى الذي أراه ، الذي أصبح شابًّا عريض الكتفين ، حدّق بي مبتسمًا
" يالها من صُدفة "
وأدرتُ عينيّ ، أي صدفةٍ هذهِ وأنا في منزله عمدًا منذُ البارحة ؟
" لابد من أنكِ تشعرين بالصداع ، الفطور جاهز في الاسفل " قال.

وتبعتهُ على تلك السلالم الطويلة بينما أحاول المحافظة على توازني ، كنتُ مرهقةً تمامًا وآثارُ البارحة لاتزال متمسكةً بيّ ، يساعدني كالڤن على النزول بينما يُمسك بأيمني ،
ترمقني فتاةٌ شقراء بمجرد رؤيتي ، نحيفة ذات شعرٍ طويل وملامحٍ هادئة ، ولكن لعلها فور رؤيتي لم تحافظ على هدوء ملامحها ، فقد بدا على وجهها الغضب ، أنها أخته ، إيميلي.
" كنتُ أعلم أن هناك ماسيغضبني أكثر من ماقلته لتوكَ ! " قالت ،
وحدقت بي بازدراء. وابتسَم كالڤن محدقًا بها
" اهدئي ، أنتِ منفعلة وحسب "
" أنتَ أحضرت فتاة لمنزلنا ! نمتَ مع ابنةِ صديقة والدتنا ! وهيَ تستيقظ صباحًا بينما ترتدي ملابسك !! لأي سببٍ لن أنفعل ؟! " قالت ،

وحدقتُ بما ارتديه ، شتمتُ نفسي مرارًا ، وازداد شعوري بالحرّ ،
أنا أرتدي ملابس غير ملابسي حقًا ،
حدقتُ بكالڤن ، بينما فكي سقطَ عاجزةً عن تبرير موقفي ،

" نحنُ لم ننم معًا ! " قلتها فجأة ،
وحدّق كالڤن بي ،
" مالذي يجعلكِ متأكدةً من ذلك ؟ أنتِ لاتتذكرين أي شيء "

وأصابني صداعٌ قويّ ، يبدو جادًا !
حدّقت به اخته ، عاقدةً يديها اسفل صدرها ،
ولعلّ تلك الاحداث جعلتني اشعر بغثيانٍ أقوى ، وحينها جلستُ أرضاً على ركبتيّ ،
هرعت تلكَ نحوي بكيسٍ بلاستيكي ، تضعه أمام وجهي وأتقيأ فيه ، تطبطب على ظهري ،

" كالڤن ! أحضر كوبًا من الماء ! "
قالت تأمر الساكن مكانه ،
يحضُر كوبًا يحمله بأيسره ويبعد شعري عن وجهي بأيمنه ،
نعم ، أنا بين عهدة اثنين لم أزرهما منذُ سنوات ولم نرَ بعضنا منذ المراهقة ،
حينَ فرغت ، تناولني كوبَ الماء وأرتشف منه قليلًا وأبعده

" لا أظن أنها بحالٍ جيد للخروج الآن " قال كالڤن ،

" نحنُ لن ندعها هنا سيد كالڤن أرنولد ! ستحفر قبركَ بنفسك اذا اكتشفت والدتي الأمر " قالت هي الاخرى ، مُصرة وتشدد على كلامها.

Apricity حيث تعيش القصص. اكتشف الآن