مفزوعا استيقظ من نومه وهب جالسا وقد انتقل فزعه لزوجته التي أمالت رأسها للأعلى بانزعاج مستفسرة:
- فيه إيه؟
لم بكن فزعه نابعا من رنين الهاتف المحمول الذي قطع سكون الليل ونومه ،فقد كان معتادا بعض الشئ على اتصالات من حين للآخر في تلك الأوقات،بل نغمة الرنين التي يخصصها لشخصيات من النوع التي لايتوقع اتصالها الا مرات معدودة في العمر كله ,وخاصة في مثل هذا التوقيت ،وزير الداخلية شخصيا يتصل ،لم تحدث من قبل سوى مرة واحدة فقط منذ أكثر من سنة وكانت عقب مكالمة من رئيس الجهاز ،واتصل ليؤكد له أهمية أحد القضايا وقتها واهتمامه الشخصي بها ،وكان الإتصال في منتصف النهار ومتوقعا جدا،أما اليوم فاتصال مفاجئ بدون أي مقدمات بدون اتصال مسبق من رئيس الجهاز الذي هومحور الربط الطبيعي بينه وبين وزير الداخلية،
تناول الهاتف المحمول واضعا سبابته على فمه اشارة لزوجته بالصمت ،هامسا لها بتوتر
- وزير الداخلية
أتاه صوت الوزير من الطرف الآخرقائلا:
ازيك ياسيادة العميد ،بص اسمعني كويس وركز معايا أنا عارف اني صحيتك وخضيتك بس صدقني الموضوع عاجل وغريب حتى أنا مش عارف أصلا أحدد هو من اختصاصك ولا لأ بس انت اللي جيت على بالي ،عايزك تلبس وتجيلي حالا مكتبي أنا نازل حالا رايح هناك وعايزك تقابلني فورا
-حاضر يافندم طبعا تحت أمرك مسافة السكة ان شاء الله
-عميد خالد تجيلي مباشرة مافيش أي مخلوق ياخد خير أيا كانت رتبته أو منصبه
-أكيد يافندم مفهوم طبعا
أنهى المكالمة وجلس على طرف السرير يحدق في الحائط أمامه يحاول استيعاب ماحدث للتو ،بالطبع لم تصبر زوجته على قلقها وفضولها بطبيعة حال المكالمة الغريبة فسألته بمزيج من الفضول والقلق
-خير ان شاء الله ،طمني في إيه
-مش عارف ياايمان ،بس أكيد الموضوع كبير ربنا يستر ،معلش بقى سبيني أفوق دقيقة عشان لازم أمشي فورا
-ان شاء الله خير ،بإذن الله تطلع حاجة بسيطة
في شرود جاوبها
-إن شاء الله
عاد لأفكاره ثانية يحاول ترتيب عقله قبل النهوض ،وقد ألح عليه تساؤلات عديدة ،موضوع مهم لدرجة استيقاظ وزير الداخلية في منتصف الليل ثم يتصل به مباشرة ،لماذا لم يتصل بمدير الجهاز أولا كما تقتضي القواعد واللياقة والمنطق والعقل حتى؟ ،لماذا وصف الأمر بالعاجل الغريب ،غريب؟ ليس خطير مثلا التعبير المعبر في مثل هذه الحالات الطارئة،ربما أثار النوم لم تفارقه بعد وليس في كامل تركيزه
انتزع نفسه من أفكاره ونهض فغسل وجهه ورأسه وارتدى حلته الفاخرة التي يدخرها للمقابلات والمناسبات المهمة ،صفف شعره بعناية ،شرب رشفات من الماء وقضم قطعة من الشيكولاته لتغيير ريقه من أثار النوم ،ورشف رشفة أخيرة من الماء وانطلق في طريقه وقد ضاق صدره...
أنت تقرأ
مبعوث الزمن الأول
Fantasiaجريمة بيع آثار تفتح الباب للعثور على بردية غامضة تهدد إرث الحضارة المصرية كله، بردية نابعة عن قصة حب بين شاب وفتاة ولكنها حتما قصة حب غير عادية