الجزء الثالث

36 9 14
                                    

الفصل الثالث
إلى أي مدى وصل بي الجنون و التطور...  هل طريق مسدودة..  إلى أي وادي ستهوي بي الحياة تلك المرة؟!
ألم تكتفي من عقابي على ذنب صغير اقترفته؟
لماذا نعيش في عالم يئِد البنات فكريا و عاطفا...  بينما الذنب نفسه يقترفه الشاب ولا يوجد من يحاسبه..
لماذا أكره أنوثتي لماذا لا يفهمني أحد..  لماذا يسخر منى الجميع حينما نباهي بحب شخص ما..
صحيح المرأة العربية مرغوبة لا راغبة..  ولكن ما المشكلة إن وقعت في حب عبد وكان حبهما شريف!
لم أعد. أفهم العالم من حولي و العالم لن يفهمني...  تلك المشاعر التي تمتلكها و أملكها واحدة كل منا يجري في عنقه الدماء كلنا ننتمى تحت مسمى البشربة... فأنا لست حشرة مثلا لماذا تفرق بين الرجل و المرأة لماذا تجعلني أكره كوني أنثي و أكره اليوم الذي ولدت فيه..

قادتني قدماي إلا حيث لا أدري لعله التطور مرة أخري لأعلم أي حد يحتويه تطوري المجنون..
ظللت طوال الليل أطوف الشوارع..  والجو قد استحوذ على مشاعري الجوع..  لم أجد ما يأكل.. فبقيت بجوعي أجوب شوارع و أرى أناس لم أرهم ولو مرة في حياتي..
شعري المشعث و الدماء التي تغطي ملامحي و التراب الذي ملأ بذلتي الرياضية..  گ متسولة الشوارع أو كما يقولون " الشحاذة "
جلست أمام أرصفة الشوارع أنظر للقمر..  أشعر بالنعاس و أخاف النوم.. فلمربنا اعتدى عليا أحد سكّري الشوارع..
كنت أنظر للقمر و أفكر كيف قتلت أيامي الجميلة بأفعالي كيف خسرت كل ما أملك... كل شيء ذهب.. إلا روحي التي تختزن كل ذاك الشر كل ذاك البغض كل ذاك الخداع..   
أذن الفجر و وقفت عن مكاني و أنثر الغبار عن ثوبي ثم بدأت بالسير مرة أخرى..
يا الله الشمس حارقة اليوم والجو شديد الحرارة.. رفعت شعري إلى أعلي..
و إذ بي و أنا أسير بروح لا أطيق حملها.. إنها روحي..
وجدت مستنقع يلتف حوله عدد من الناس وأول من لفت نظري حبيب و حبيبته..  أم و أطفالها..  شاب و أصدقائه..
في البداية خطرت ببالي فكرة... حينما شاهدت مستنقع الماء لكنني رفضتها عن ذهني تماما بعد ما رأيت تجمع الناس...
جلست إلى المسطبة التي تناظر المستنقع و كان الشروق يعكس حرارة الشمس في مظهر رائع يعيد لك الأمل..
أحيانا كنت أفكر بالعمل..  وأن تلك فرصة للإستقلال بذاتي..  لكنني أكره روحي أكره كل شيء يخصني أود التخلص من ذاك الشر..

بينما أنا جالس أمام ذاك المظهر الرائع و إذ بدموعي سقطت دون وعي مني و اعتلت جبيني حرارة أتت على فجأة حينما زار خيالي صوته وهو يقول " أنت لست ابنتي " بينما نظرات الجيران..

وإذ بي أسمع صوت عملة معدنية وضعها أحدهم بحوزتي..
لحظة لحظة ماذا؟؟!  هل ظن بي سوء.. أنني أبكي  للاستعطاف أو ما شابه؟!
رفعت وجهي فرأيته يغادر دون النظر إلى وجهي.. 
مسحت دموعي و قمت و لحقت به و ليتني ما قمت ولا نظرت إلى عينيه ليتني لم أره..
لحقت به و أنا أناديه و أقول "يا أستاذ يا أستاذ"  فقد كان يسير بسرعة رهيبة و كنت غاصبة من فعله..  ولكن ما إن سمع ندائي حتى توقف..

قتَلت زهرتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن