قال أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله ﷺ :
( لا تسُبُّوا الشيطانَ ، وتعوَّذُوا باللهِ من شرِّهِ )
| صحيح الجامع (7318).
صلـوا على نبي الـرحمـة🤍🌸'.
________________________
وجّهت السيدة هالة ابتسامة ودودة لنور وهي تسألها :
_"إزيك يا سُكرة؟ عاملة إيه؟؟؟ "
إكتفت نور بكلماتٍ مقتضبة قائلةً بتحفظ :
_" بخير.."
_"نا زي جدتك يا نوري ممتكسفيش من تيتة. "
قالتها هالة بطريقة حنونة وكوميدية جعلت نور تضحك فضحكت هالة وابتسم مالك أثناء متابعته هذا الحوار المميز بين عجوزٍ عفيّة ضحوكة وطفلة مريضة قلما تتحدث مُستمتعًا بشجاراتهما حول أي نوع حلوى هو الأفضل مع الشاي.
وبعد ساعةٍ ونصف تقريبًا استأذنهما مالك ليغادر فطلبت منه السيدة هالة البقاء معها اليوم فاعتذر منها وأخبرها بأن لديه موعد مع فريدة في اليوم التالي وعليه إنجاز بعض الأمور لتسمح له والدته بالإنصراف بعد أن أخذت منه وعدًا أن يزورها في الأيام المُقبلة، ودعها وودّع نور التي ودعته بعناقٍ امتزجت فيه مشاعر الحزن والفرح والرضى معًا، وجه حديثه إلى أمه مُمازحًا لنور :
_"مش عارف ليه حاسس إن البت اللئيمة هتتحول لكيوت عيوطة."
عقبت قوله نور مُلاحقةً له باندفاعٍ طفولي :
_"بس بس قال عيوطة قال.."
ضحكت هالة وتابعت نور جملتها :
_"مين دي العيوطة؟ دا محدش غيرك هو هيبقى عيوط لما رجلي تخف. "
تركها مالك مُطلقًا شهقة مُصطنعة مردفًا بعدها :
_"هو أنا ساعتها هعيط فعلًا بس هعيط من الفرحة لإني هرتاح منك."
كتمت السيدة هالة ضحكاتها ورمقت ابنها مالك بحِدّة قائلةً له بمزاح :
_"ولد عيب كدة."
عقب مالك قائلًا بحنقٍ مُصطنع :
_"خلاص اتفقتو عليا؟؟؟..صحيح جتلك البنت بقى."
ضحك ثلاثتهم في مشهدٍ خلاب حتى تذكر مالك موعده وأشغاله وتذكر شيئًا غيَّر ملامح وجهه لتوجه نور له قائلةً :
"إيه هتتحول تاني؟؟؟"
اغتصب مالك إبتسامةً مزيفة وثم قبِّل رأسها بهدوء والتفت يودِّع والدته قبل أن يستدير راحلًا.
كان يتحدث بآليةٍ مقتضبة دون أن يرفع عينيه إليها، لكنها تستشعر الظلام الذي المطبق على صدره.. هذا الشعور الذي تحفظه عن ظهر قلب..شعور اليأس من تحسن الأحوال..الغرق.. الخيبة، التي ولدت لتكون هي أبرع البارعين فيها.
أنت تقرأ
كيف تصنع مريضًا
Romanceمضت السنون في لمح البصر.. لم يُدرك أن يأسه أعماه عمَّن يحبونه وعن سنوات عُـمره التي سرقها الحزن من بين يديه.. فقط أنامله تتحرك بعشوائية تُدوِّن كل ما يحدث بينما عقله لازال يعبث في غياهِب الماضي وزنازين دفاتره السوداء، ليفاجأ بالنور يضيء عتمة قبره عل...