كانت تطالع البحر بشرود و هى تدري أن متاهة الحياة لن تنتهي! ستظل تعبث بماضيك و تشتت حاضرك و أحيانا تهدم مستقبلك، هذه هى الحياة عزيزي، كلما تراك صلبا قويا لا تكسر تضع العوائق فى طريقك و تدفعك نحو المستقبل المظلم، تسلبك كل قوتك و طاقتك و كأنك فى حرب و مطالب منك الإنتصار كل مرة تعطيك الصفعات! و لكن تتأكد دائما أنها ستدرجك نحو الحقيقة الثابتة و هى الموت عزيزي و فى النهاية لم تنتصر فستهزم بالرغم من كل تلك الجولات، حاصرتها الذكريات مثلما تفعل فى كل مرة و لكن تلك المرة خاصة كانت بمثابة شعاع وهاج قد رمى بوميضه تجاه الأحزان و بات يعاود ذكريات دفينة كانت قد أغلقت قلبها عليها، و لم تكن لتسمح للبوح بتركها، قيدتها داخلها كالسجين فقط لتتحلى بمظهر القوى، و لكنها بدأت فى صدام الماضي الأن، تشعر بالتشتت! و الضياع! و الفقدان! تعلم أن ذاك الشعور لن ينتهي و سيظهر مع أقل موقف، فالتراكمات لم تتركها على حالها و هدوئها العاصف حتما فى يوما من الأيام سينتهي، و لكنها ستجازف بكل ما أوتيت من قوى لكي لا تجعل صندوق الأحزان يفتح من جديد و تدرك الحقائق مرة أخرى، فدفاتر الماضى قد أغلقت بصعوبة و لكن فتحها لم يصير تلك المرة بالسهولة التى تدركها، الحقائق إذا تبعثرت تلك المرة سيكون تكلفته ثمينة للغاية، فى تلك الأثناء لم تلاحظ ذاك الغريب الذي طالعها بنظراته الثاقبة و هو يحاول معرفة من تلك الساكنة؟ و هو يعلم أشد العلم أن صراع الحزن داخلها لم يمت بعد، كان يتأملها من بعيد بملابسها الفضفاضة و حجابها الطائر، كانت غريبة فى طلتها و تلك المرة التي يجهل عددها من المرات الكثيرة التي رأها فيها، فطالما رأها و طالما انتظرها، دائما ما يأسره سكونها و هدوء أفكارها رغم أنه يعلم أنها ليست بذاك الهدوء و أن الحرب بدلخلها لم تسكن بعد فلقد صاحبه التخمين، طالع سوارها كل دقيقة و أخرى و هو متأكد أنه ينتمي لشئ من الماضي ربما أب أو أم أو صديق أو لربما حبيب مغادر! و أقفل شرودة على تلك الفكرة و هو لا يعلم لماذا ينجذب لتلك الفتاة كلما رأها؟ و لم يكن يدري أيدوم اللقاء أم تنتهي القصة قبل أن تكتمل؟
#قصة_لم_تكتمل.
#فدوى_خالد.
أنت تقرأ
مراسيل
Historia Cortaلكُل عابرٍ داهمته الدُنيا و فاض به الأمر .... لكُل مُحبٍ فاضت مشاعره ليعُبر عن حُبه.. لكُل قارئ يُطالعني بكُل حُب... الأن أكّتبُ إليكم جميعًا لتوثيق تلك اللحظات العابرة على حياتي و لكي أحاول أن أبث العبق فى نفوسكم. أنا الأن أجاهد لكي أظهر إليكم و كُ...