الفصل العاشر

437 35 27
                                    

الأحلام جميلة...
ولكن لا تتطابق مع الحقيقة..

فيستطيع الأنسان نسيان الماضي لبعض ساعات او حتى دقائق ..
ولكن هذا لا يعني انه نساه بشكلٍ كامل !!

في نهاية المطاف سيحدث ما يجعلنا ندرك اننا لازلنا ذوات الاشخاص من الماضي ولكن بهيئة جديد..

كنت قد قلت سابقاً لهم عندما كنت بالسابعة من عمري انني اشعر ان دمائي التي تسري بجسدي ملعونه ولكن لم يصدقني أحد ..

فها انا ... مجدداً .... ومجدداً .... الدماء تغطي يداي من جديد!

الماضي يتكرر ... والدماء تتجدد ... والمستقبل يتلوث ....

مهما حدث لن أحصل على بدايةً جديدة .

خرجت من شرودي باللون القرمزي الذي اصبح يغطي يداي عندما اوقف القابع بجانبي السيارة فجأة....

لا اعلم هل هو غاضب ؟ ام لا يبالي حتى بما حدث ؟

لا شيء ... لا تعبير ... لا يظهر على وجهه اي شيء استطيع ان افسر ما يفكر به داخل جمجمته!

خرج من السيارة بعد ان اغلق بابها بعنف خلفه ...

حسناً اظن انه غاضب قليلاً... ربما ..

عاد بعد لحظات يفتح باب السيارة الخاص بمقعدي ليقول بهدوء:" أخرجي."

نظرت ليده التي تحمل كيساً باللون الابيض وبالتأكيد يحوي بداخله على بعض المعقمات فرفعت عيناي ناحية عيناه التي لازالت داكنه ومظلمة اكثر من المعتاد وقلت بهدوء وتعب اتمنى انه لم يستدركه :" لا بأس ... فقط لنعد للمنز.."

قاطع حديثي يمسك بمرفقي بقوة يسحبني خلفه ناحية المقاعد الخشبية التي تطل على امواج البحر الهائجة لهذه الليلة لأدرك الان انه احضرنا الى البحر..

لم تكن لدي الطاقة الكافية حتى لأبعد يده عني لذلك جاريت ما يفعله وجلست على المقعد الخشبي بعد أن طلب مني ذلك ...

جلس هو بجانبي يخرج من الكيس بعض معدات الخياطة ثم قام بتعقيم يداه بالبداية ثم ارتدى قفازات طبية ليعقم يداه مجدداً..... هل هو لهذا الحد مهوساً بالنظافة !

تتبعت حركات يده التي امسكت بيدي التي كانت تنزف برفق ليقول:" الجرح ليس عميقاً ولكنه لا زال يحتاج الى الخياطة ."

اومأت له دون تحدث فأنا حقاً لا اعلم كيف انتهى بي المطاف برفقته بعد كل ما حدث !

كنت انظر له بتركيز شديد وهو يعقم يدي اليمنى لأشعر بلسعات المعقم ولكنني اخفيت انزعاجي من هذا الامر امامه فبعد ان انتهى من التعقيم امسك بإبرة الخياطة وقال :" وضعت مرهماً مخدر ولكنه موضعي لن يؤثر كثيراً لذلك سيكون الامر مؤلماً بعض الشيء ."

The sun goblin عفريتة الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن