الجزء السابع عشر

688 14 0
                                    


البارت 159❤❤❤

ورد : لا انتي ولا نوف ، انا البـطلة.
قطع حديثهم صوت الباب لمّا انفتح وناظروا له، دخل ابوهم وهو يدفع غالية بعربيتها ، ودخلت أمهم وهي شايلة كيس الأدوية
والثلاثة اللي دخلوا لـولا قوّتهم المتبقية انهاروا من عمق الصدمة .. ورد جالسة بصدر مجلسهم بعباية بس ، شعرها مفتوح وماعليها حجاب وهذي اول مرة يشوفونها بشكل كامل، وشايله نصف وجبة هديل وواضح انهم مسترسلين بالحوار ، من الفرحة اللي غزت قلوبهم ماقدروا يخفون إبتسامتهم ولا فرحتهم ، ورد رجف قلبها من دخولهم ونظراتهم لها، حسّت بخوف ماقد حست فيه من قبل وبان بملامحها ورجفة أطرافها .
ولا لاحظ خوفها الا هديل لإن الباقي من فرحتهم بوجودها ماركّزوا بردة فعلها.
هديل بهمس : اهدي ورد ، هم اختاروا لك حياتك قبل 18 سنه، اليوم محد بيختار حياتك غيرك، اللي تبينه بيصير، لاتنفعلين.
غمضت عيونها ورد وكأن كلام هديل نبّهـها وبلعت غصّتها وردت بضعف : نفسيتي تعبانة ولا فيني حيل آخذ واعطي
هديل وقفت وقالت بهدوء : يمه يبه ، ترا ورد اختي بتسكن عندنا وياليت تحترمون رغبتها وماتكلمونها ، نفسيتها تعبانه ولاتقبل النقاش .
غالية بفرحة : اخيراً سمعت خبر حلو قبل مااموت
خالد كان بيتكلّم لكن ماقدر ، ضاعت منه الحروف والكلام وذاب قلبه من فرط السعادة برجعتها .
أمـل بإبتسامة وعيون تلمع بدموع الفرح : اسـمــك ورد ؟ ماكذب من سمّاك ورد، عز الله انك ورده

ورد كان بداخلها كلام كثير متعرفت تصيغه بجُمل وعبارات ، كان الكلام بداخلها بصيغة جروح وآلام وضيقات وسـهر ، ماراح توصل شعورها ولاتشرحه ، فضلت الصمت ووقفت وقالت بهدوء : هديل ، خذيني لغرفتك بنام فيها .
غاليه : لحظه ياورد، ابوي عنده كلام
ناظرت فيه ورد بكل مشاعر الدنيا الشينه والزينه وكمّلت غالية : يبه ، ماعلقت عالموضوع ، ورد بتعيش في بيتنا
بين شحوب وجهه وبين شيباته ارتسمت إبتسامة وقال بتعب : عزّ الله ان اللي لفى الدار غـــالي ..
ورد بلعت ريقها والرجفة سيطرت عليها ثواني لكن أستجمعت نفسها وقالت بصوت هادي : شفت فرحتك هذي ؟ والله اني استكثرتها عليك، لكن جيت علشان اشياء بخاطري انا ، بجلس عندكم اسبوع او أقلّ ، انا عارفة اني ماراح اتحمل اسبوع وانا مقابلة وجيهكم .
هديل لاحظت نبرات صوتها تتغيّر وخافت تنهار مثل المرة اللي فاتت اخذتها بيدها وطلعوا للغرفة ، تاركين امل وخالد بفرحة مالها مثيل لدرجة أنهم حسّوا العمر رجع فيهم سنين .
خالد بإبتسامة ذابلة : ماراح تسامحنا، لكن الحمدلله يوم رجعت.
امل بتردد : عندي فكرة .. بتضمن ان ورد تبقى معانا .


البارت 160❤❤❤

امل : عندي فكرة .. بتضمن ان ورد تبقى معانا
خالد ناطر فيها لثواني وإرتسمت على وجهه علامات التساؤل وقبل ما يسألها نطقت غالية بكل إندفاع : لا يمه !
ناظروا فيها وكمّلت بهدوء : لاتفكرين ولا تخططين لشيء
اتركوا البنت تعيش بالطريقة اللي هي تبيها، لاتضغطون عليها
بلعت غصّتها امل ووجهت نظراتها لخالد زوجها ، هيئة الشايب البريئ الطاهر ذو الوقار والهدوء والحنيّة ، عكس ماكان عليه قبل عشرين سنة ، الرجل الجلمود الصخر القاسي ، سبحان من بـدل الحال وخـلاه ضعيف كسـير ، كلمة تهدّه وكلمة تجبره ، مشى بصعوبة ودخل غرفته ، وكمّلت امل تدفع غالية الى ان وصلت غرفتها ، دخلتها ونزّلتها عالسرير ومددتها ، غطتها وانحنت لها ومسحت على شعرها وهمست بهدوء : ماما اذا احتجتي شيء ناديني ، انا بكون قريبة
غالية ابتسمت وغمضت عيونها تتظاهر بالنعاس علشان امها ترتاح ، لإنها ماتتطمن على غالية الا لما تشوفها غرقانة بالنوم .
طلعت أمل وهي عارفة ان غالية ماراح تنام الحين لكنها تظاهرت بالنوم، تمنت لو تقدر توزع الحنان اللي بقلب غالية على خواتها ، على هديل وورد بالتساوي ، لكــنها عارفة ان هذا من أصعب احلامها ..
مرت من جنب غرفة هديل وسمعت اصواتهم الهادية ، حاولت تسترق السمع لكن ماقدرت ، كملت طريقها ودخلت لغرفتها .

سحابة لو حملت جبال، وحلوة لو شربت المر!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن