الجزء الحادي والعشرون

649 16 1
                                    

البارت 199❤❤


جواهر، طلعت من غرفتها وهي تسمع صوت ضحكات جاي من غرفة ابوها، حست بضيقة الصدر تخنقها، رغم انها كانت فرحانة بوجوده ، ناظرت لغرفة سند وسرحت ثواني وحسّت بنغزة بقلبها لما تذكرت متى اخر مرة شافت سند، زمااان ماشافته ولا سمعت له حسّ، وماهي متأكده اذا كان موجود الحين ولا طالع ، لكنها تقدمت لغرفته بسرعة وفتحت الباب وطاحت عينها على سريره، للأسف كان موجود وواضح انه ماطلع من يوم مارجع ابوه، او بالأصح من يوم ماراحت من يدينه ورد .
تنهّدت بقلة حيلة، كانت بتطلع لكن شدها حركة غريبه من تحت غطاه
خافت عليه وتقدمت له وقالت بذعر : سنـد .
شالت الغطا عن وجهه وسكتت لبُرهه ورجف قلبها لما شافته يصب عرق
حطت يدينها على جبينه وشهقت وقالت بخوف : سند حرارتك مرتفعة
الله يسامحك ، ليش ماتقول
رجعت بخطواتها وطلعت من غرفتها ، بنفس الوقت طلعت ذكرى من غرفتها ووقفت جواهر وهي حاسة بشيء غلط، فيه شي متغير بذكرى للأسوء ولا عرفت تميزه لإن بالها مشغول بسند .
قالت بعتب : طلعتي الأربعين ؟
ذكرى عقدت حواجبها وكملت جواهر : من يوم ماماتت أمي وانتي حابسة نفسك بسريرك كنك نافس ، ماعلينا الحين خليك عند سند شكله تعبان
بروح اجيب له كمادات وخافض حرارة.
نزلت جواهر، وذكرى دب بقلبها الخوف على سند ودخلت غرفته بسرعة وانصدمت من شكله ، جلست جنبه وقالت بتوتر : اسم الله عليك
مسكت كفّه وسحبها بقوة وقال بصوت حاد : اطلعي
ذكرى انصدمت من نبرته لكن قدرّت : سند انت تعبان
دخلت جواهر وجلست جنبه بالطرف الثاني وكانت شايلة قدر صغير فيه مويا وبرمشة عين سند ضرب القدر بكل قوته وطار وانكب اللي فيه عليهم وصرخت جواهر وقال سند بصوت ارعبهم : برا اشوف انتي وياها
بسـرعة !
جواهر قامت وهربت وطلعت بسرعة، اما ذكرى وقفت واخذت مناديل وهي تمسح وجهها وايدينها ، انحنت واخذت خافض الحرارة اللي طاح من جواهر وقالت بنبرة هادية : اشرب منه وانفع روحك دامك ماتبي احد ينفعك ..
طلعت من الغرفة وسكرت عليه الباب ، طاحت عينها بعين جواهر اللي كانت تبكي من الموقف ، تبكي بشكل مُريع نرفز ذكرى وقالت بحدة : وانتي اي شي يبكيك ؟
جواهر بإندفاع : اجل تبيني اصير مثلك ماابكي ولا تنزل دموعي ؟
خافي من ربك انتي حتى امي مابكيتي عليها، امك وهي امك ماتت
وانتي مابكيتي ، صدق انك دايم بسريرك ومحد يشوفك
لكن انا متأكده انك مابكيتي !
تعدّتها ودخلت لغرفتها ، ذكرى كانت حاسة بحرب بصدرها ، نيران وسيوف تحرق بصدرها ولا هي قادرة تطلعها ، كان كلام جواهر للأسف صح ، كانت تحسّ بألم فضيع نتيجة انها ماتبكي ولاتشكي وهي عارفة ان هالشيء من أسباب الموت ..


البارت الـ 200❤❤

ذكرى كانت بترجع لغرفتها لكن استوقفها صوت باب غرفة امها ينفتح والتفتت بدون شعور ، لوهَله حست انها بحلم
وان امها بتطلع الحين، لكـن انكسر قلبها نصفين
وهي تشوف ابوها يطلع ، ويده بيد وحدة ماعرفتها .
طالعة من غرفة امها ، لكن مو امها ، عرفت بديهياً انها زوجته الثانية ماحطت إعتبار لأبوها اللي ماشافته من سنين طويلة، ورفعت يدها وأشرت على سلوى وقالت بصوت غاضب : هذي شتسوي بغرفة امي !
سلوى حسّت بخوف وناظرت لأبو سند اللي تغيرت ملامحه
وقال بحدة : هذا بدال ماتسلمين على ابوك ياقليلة الخاتمة !
ذكرى بحرقة : تغيب سنين طويلة وترجع بيوم وليلة تقول انا ابوكم
سلموا علي ؟معليش بس انا مااعرفك !
وهذي الحقيرة تطلع من غرفة امي الحين! الحين !
تقدم لها بإندفاع ومسك ذراعها بكل قوته وقال بصوت ازعج مسمعها وأرعب قلبها : انتي اللي تطلعين ، هذا بيتي ماهو بيت امك !
تركها ورجع لسلوى ، مسك يدّها ونزلوا وطلعوا من البيت، وذكرى جلست على الأرض وهي ماسكة ذراعها اليمين بكفها اليسار ، تجمّعت على قلبها من كل حدب وصوب الين حست انها بتستفرغ قلبها ، ماعادت تقدر تتحمـّل ، غياب سياف ، وغياب امها ، وقسوة الدنيـا وظلم ابوها ، بصدرها مشاعر سنين متكوّمة ، مابكتها لا بصدمة سيّاف ولا بموت أمها ولا حتى الحين وهي حاسة ان الكون بأكمله متراكم على صدرها ، قلبها دق بقوة الى ان حسته راح ينفجر ، قدرة التحمل عندها صارت صفر، يا تموت يا تبكي وتفرّغ اللي بصدرها وترتاح شوي.
قامت بسرعة وهي حاسة ان مخنوقة وتبحث عن هواء، دخلت غرفتها اخذت جوالها بيدين راجفة و لاشعورياً كتبت رسـالة وارسلتها لسياف ..

بأحد الإستراحات ، كان جالس سيّاف بين مجموعة من اصدقاءه ، رغم سوالفهم الكثيرة وصوت ضحكاتهم العالي الا ان سيّاف ماكان داخل معاهم بالمود ، عقله وتفكيره وروحه بمكان ثاني، مكان سكن فيه شهرين بس لكن روحه سكنت فيه العمر كله حسب مايحسّ فيه من مشاعر لهذيك الــبنت ..
مانــسى ولا يوم اي شيء يخصّها، هدوئها وصوتها ، ونظراتها اللي مليانة حنان، حتى وهي معصبة عليه وكارهته كانت نظراتها تناقضها ، شخصّيتها اللي ماشاف مثلها بحياته ، ركادتها وعقلها وحتى صوتها اللي نسى نبراته مانسى انه يحبه .
حتى برودها اللي من اسباب عذابه كان يحبه، كان يتمنى دايماً انها تعتذر له ، وحتى لو ماعتذرت له هو يبيها، متأكد انها بيجي يوم وتعرف فيه الحقيقة، ويمكن هذا اليوم جاء ويمكن ذكرى الحين ندمانة
لكن السؤال " ليه ماوصل منها خبر"
ماكان يؤمن بالتخاطر قبل لاتوصله رِسالة من ذكرى
بنفس الوقت اللي سأل نفسه " ليه ماوصل منها خبر "

سحابة لو حملت جبال، وحلوة لو شربت المر!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن