الليل بطبعه حالك السواد لكنه لا يظلم عليك الطريق فقط
لأنه يملك آلاف النجوم و قمر تنير طريقك مثل صديق يساعدك و ينصحكلكن الذي ازال نوره هو ما حوته تلك المدينة من أنوارها التي تعمي الأعين تزيل جمال و هيبة نور الظلام
هناك أنوار تنير طريقك في كل مكان و تسير مركبات بمفردها لكن ما لم يمسك الجزع و تنسى الحذر فأنت في بر الأمان
هذا ما حدث لراكب السيارة تلك هو تعجله و قيادة سيارته في الليل بسرعة كبيرة و لا تجد لا شرطي مرور أو أحد يوقفه
سارَ بسرعة كبيرة مما نتج عنه تحطم الإطارات ليبقى الباقي هو موتهُ و تحطيم سيارات الأخرى
فتح عيناه بصعوبة ما رآه وقتها كان غرفة بيضاء منيرة بصورة غير متوقعة وجد قربه فتاة بشعر بني قصير ترتدي ملابس بيضاء الزي التقليدي للمكان الذي فيه
تألم قليلاً و استقام بصعوبة و قال
"ماذا حدث ؟!"اجابته الممرضة بصعوبة لكنها مجبرة على إجابة المريض القابع أمامها
" تعرضتما لحادث سير بسبب سيارة متعجلة و صديقك الآن...." الآن ؟!.
" في حالة حرجة "
توسعت عيناه و أزال حقنة وريدية تمسك بالحائط و هو يسير مستميتا و طلب منها بكل ألم أن تدله على الطريق لم تستطع رفضه و هي تراه هكذا ارشدته على الطريق
هذه حياة العاملين في طب عندما يصل الأمر إلى موت يجبروا على فعل اشياء يكرهوها قد تكون مهنة مشرفة تنقذ حياة ملايين الناس لكنها مهنة تسبب الألم لملايين من العاملين
أمسكت ذراعه و حاولت أن تسنده حتى يصلا إلى الغرفة المخصصة لصديقه
دخل الغرفة لاهثاً تعباً متألماً لكن هذا لا شيء بسبب الصدمة التي وقعت عليه رأى صديقه و هو ملتف بضمادات من كل ناحية
نادى عليه صارخاً ليستيقظ
فتح المقابل عيناه قليلاً و قال من بين قناع الأوكسجين
" كويا هل هذا أنت ؟!"" أجل أنا هنا ستكون بخير لا تيأس!!!"
" أنا آسف يا كويا لكنها النهاية مع أني لم أرى البداية بعد"
" لا تقل هذا ستكون بخير زوجتك تنتظرك في المنزل ابنتك على وشك أن ترى النور.... قاتل.. أرجوك قاتل!!!"
" لم يكن لدي الوقت لرؤيتها كم أريد رؤيتهما الآن أردت أن أصبح جد و أرى حفيدي أعيش مع زوجتي العجوز"