يجبرنا القدر أحياناً إلى سلوكِ الطريق الخطأ ، فقط لأننا نريدُ إتباع من نحب ، و لكن هل هذا منطقي يا ترى ؟؟
.
.
رفعَ صاحبُ الشعرِ الوردي الهاتف إلى أذنه مجرياً إتصالاً هاتفياً و كان آخر ما قاله " إنتهت المهمة " يقولُ تلك الكلمات و هو ينظرُ إلل سماءِ الليل السوداء القاتمة ، و لكن ما يميزها هو تلك النجوم التي تعطي بعض الأمل عند النظرِ إليها .
.
.
قاطعاً هذا الهدوء صوتُ نحيبِ مدوي و بعضُ التوسلاتِ للحياة ، و الرحمة .
" أي رحمة تطلب لقد خنتَ الزعيم و نهاية الخيانة هي الموت ، يجبُ عليكَ أن تعرف أكثر ما أمقته في هذهِ الحياة هو الخيانة .. الخيانة فقط " .
يقولُ تلك الكلمات و هو ينظرُ إليه بتلك النظرة المجنونة ، و تلك الإبتسامة التي يبتسمها ، و كأنهُ مستمتع بهذا ، يبدو في عينيه الزرقاء تلك مسٌ من الجنون ، رافعاً سيفه قاطعاً ذلك " الخائن القذر " كما يقولُ هو .
.
.
" اللعنة عليك هيتاني ران لقد قالَ أنهُ سوف يكونُ هنا بعد أن أتصل عليه ، و لكن هاتفهُ مغلق " .
قال تلكَ الكلمات بغضب لقد واعده زميلهُ في العمل أن يأتي ، و لكن هاتفهُ مغلق يبدو أنهُ مغرق بالأعمالِ هذهِ الأيام بسبب أن هناكَ العديد من الخونة الذينَ بدأوا يظهرون .
.
.
لم يشعر صاحبُ الشعرِ الوردي بأن هناك كياناً واقفاً بجانبه فقد كان ينظرُ للسماء سارحاً بها ، بالنجومِ ، و القمر اللذانِ يزينانها هذهِ الليلة ، كيف يمكن أن تكونَ بهذا الجمال .
ما لبثَ حتى شعرَ بوجود شخصٍ آخر واقفاً بجانبه كان شابة بمقتبل العمر أي بعمرهِ تقريباً تضع الضمادات على عينيها ، حاملة بيدها عصى ، ذاتَ شعرٍ ، قصيرٍ ، مبعثر ، أبيضَ كالثلج .
كانَ يضن أن قمرَ و نجومَ هذهِ الليلة هي الأجمل ، و لكن يبدو مخطئً ، هذا ما فكرَ به عند رؤيتها .
.
.
شعرت بأن هناك من يحدقُ بها هي لا تستطيعُ الرؤية ، و لكنها لديها حدسٌ مبهر ، إن اللّٰه يعطي و يأخذ ، ربما أخذَ مني البصر و لكن أنعمَ عليَّ بواحسٍ أخرى خارقة .
.
.
" لماذا تحدقُ بي ؟؟ " قالت كلماتها و هي تنظرُ أمامها .
جفَ حلق صاحب الندب هو لم يعرف ماذا يقول ، حتى هو لم يكن يعلم لماذا كان ينظرُ لها ، ربما لأنها كانت جميلة ، أو لسببٍ آخر ؟؟ لم يكن يعرف لماذا لذلك صمت لن يقل أي شيء و أعادَ نظرهُ للسماء .
.
.
مرة بضعُ دقائق كان يلقي بها صاحب الندب كل ثانية نظرة على التي بجانبه أرادَ أن يحادثها ، و لكن لم يعلم ماذا يقول .
.
.
حتى تم كسرُ الصمت بينهما " هل السماءُ جميلة اليوم ؟ "
نظرة لها ثم أجاب " نعم " .
" هل تستطيع أن تصِفها لي ؟ " .
نظرة لها مرة أخرى لم يكن يعلم لماذا طلبت منهُ هذا الطلب ، ربما لأنها ترغبُ في رؤية السماء ، و لكنها لا تستطيع ، لم يكن سانزو غبياً كان يعلم أنها لا تستطيعُ الرؤية ، و الأهمُ من ذلك وجدَ أخيراً سبباً لتحدث معها .
" حسناً لنرى ، هُناك قمرٌ شبه مكتمل الليلة ، و هناكَ أيضاً نجومٌ كثير اليوم ، و هناك بعضُ الغيومِ الصغير التي تحاوطُ بالقمر ، و لكنها لا تخفي النجوم " .
.
.
" هل أنتَ قاتل ؟ "
نظرَ لها بصدمة كيف عرفت ذلك ربما لأنَ رائِحة دماء ذلك الخائن قد إلتصقت به ؟
" كيفَ عرفتِ ذلك ؟! " أردفَ بتلك الكلمات موجهاً السيف إلى عنقها .
" هناكَ رائِحةُ دماء قوية في الأرجاء ، و إذا أنصت جيداً هناكَ أيضاً بعضُ الآهات و النحيب قريب من هنا "
" لا تقلق لن أخبرَ أحداً "
" و ما الذي يجعلني أصدقك ؟ " قال تلك الكلمات بتساؤل ناظراً لها في إنتظار الجواب المقنع الذي سوف تقدمه له .
" لأنني حتى لو أخبرتُ أحداً بهذا من سيصدق كلمات فتاةٍ لا تستطيعُ الرؤية " قالت تلك الكلمات بثقة و حزم و كأنها غيرُ خائفة من الموت ، و من السيف الموجه إلى عنقها ، و الذي بحركة واحدة سوف يقطعه .
.
.
ما زالَ صاحب الشعرِ الوردي منصدماً لماذا لم تتوسل ألا أقتلها ؟ ... لماذا لم تبكي طالبة الرحمة ؟؟ ... لماذا هي واثقة جداً ؟؟
هو حتى لم يرى تتعرقُ من الخوف ، على العكس كان شامخة رافعة ، الرأس ، واثقة ، رأى فيها إحتراماً لذاتها لم يرها من قبل .
.
.
ربما قد يغير رأيه و يجدها مثيرة للإهتمام .
يتبع ..
~•|~•|~•|~•|~•|~•|~•|~•|~•|~•
لا تنسوا تصوتوا و تعلقوا تقديراً لتعبي و أعطوني رأيكم .
شكراً على القراءة ، و دمتم بخير .
أنت تقرأ
𝐆𝐫𝐞𝐲 𝐞𝐲𝐞𝐬 ❀ 𝐒𝐚𝐧𝐳𝐮 𝐡𝐚𝐫𝐮𝐜𝐡𝐢𝐲𝐨
Mystery / Thriller" أنتهت المهمة " قال صاحب الشعرِ الوردي أثناء نظره لسماء الليل ، و الهدوء الذي يكسره صوتُ نحيب . . . " كيف هو شكل السماء اليوم ؟ "