أنا المع بشكل كبير، حتى مع هذا السواد الذي يطوف حولي، أنا رفيقة القمر.
"هناك نجمة تدعى ب ڤينوس تظهر غالبا مع القمر عند بداية الظلام ،هذه النجمة تبدو وكأنها معجبة بالقمر لكنه لا يلاحظ وجودها لأنه مشع وساطع تذكرني تلك النجمة بالذين يقعون في الحب من طرف واحد ، لكن بجمالية أكثر ، النجمة أيضا تتسائل"هل من الممكن أن يلاحظ القمر توهجي..؟"
كان ذلك مقطعي المفضل من تلك الرواية التي تحكيها لي جدتي في كل فراغ، عشت 19 سنة في الخفاء . أتجنب الاضواء الضجة الناس وكل ماقد يخل بسكينتي التي اعتقدت أنني فيها . ولكن لم يكن هناك سوى الفوضى ، ولا شيئ آخر عداها . اتعلم ذلك الشعور عندنا تكون في مكان صاخب حتى يصبح الأمر انك في مكان فارغ؟ هذا بالضبط ماكنت عليه.
انهيت مراحل دراستي ولم أصل لحلمي . اعطيت نفسي فرصة ثانية ولكنك تشاء والله يشاء أمرا اخر. حسنا ، الأمر محبط ولكن ما افعل! خرجت ذاك الصيف للبحث عن عمل بدل البقاء في المنزل .
وجدت متجرا لبيع الادوات الطبية وقبلني سيد العمل. لم اكن تلك الفتاة الضحوكة التي تبيعك الحديث بسهولة . عكس رفيقاتي في العمل متملقات ، كثيرات الضحك والصخب كأنهم تشعن؟؟؟
اخذن ضوئي .
مرت بضع ايام ثم تركت العمل لعدم تقبلي لتلك الصاخبات، رغم أن أجري كان عال. لكنني اشتري راحة بالي.
قررت الاشتراك في ناد رياضي . كنت واثنان من رفيقاتي نتردد لهناك مابقي من الصيف .
في احد تلك الأيام والبارحة بالضبط.انهينا ساعات النادي لذالك اليوم ، وقبل الخروج من الصالة عرضت عليا صديقتي القيام بفكرة متهورة . فاتصلنا بصديقي السابق، كان رده جميلا لم يقم باحزاني أو ردي. لطالما اعتقدت أنه شخصي المناسب لكنه لن يكون ! اظطررت لقطع المكالمة . لم أكن أنوي العودة له على اي حال .
في مساء ذاك اليوم أعاد الاتصال بي ، لم أكن قرب الهاتف رأيته متأخرة. بعد مرور ساعة ونصف من اتصاله قررت أن أعيد له . رد عليا وبدا أنه مشغول وكما كان الحال أخبرني أنه سيعيد الاتصال بي لاحقا. مرت ساعات ثلاث ثم أرسل لي رسالة تنص على أنه لم يدخل البيت بعد ، لا يزال في الخارج مع رفاقه. حسنا .
منتصف الليل ، هاهو يتصل، ايجدر بي الرد؟ رفعت السماعة ، تحدثنا لساعتين . تحدثنا وكأننا كنا دائما معا. كانت الحقيقة أنني من تحدثت ، لا اعلم ان كان يخفي أو تلك حقا حياته . انا كثيرة الكلام خصوصا معه . أخبرته بتفاصيل تفاصيل مامررت به في غيابه، اكتفى بالرد عليا أو الاستماع . وعندما القي الكرة في ملعبه يعيدها لي . لا بأس على اي حال قد اعتدت على هذا.
بعدها عدنا !
ليس هذا ما أريده حقا .
لقد مرت بالفعل خمس سنوات لنا معا ، تنفصل ونعود تنفصل ونعود . لقد سأمت الوضع أصبح مملا .
من جهة اخرى، طيلة ما مضى من الوقت سابقا لم أكن أرى نفسي مناسبة له . إنه شاب رياضي ، غني ، وسيم في نظري له تلك الشخصية التي في ابطال الروايات غامض وقوي .. انتم تعلمون .
عندما كنت أحدثه كانت كلماته تخرج بعناية ، مدروسة ومتسلسلة وتصيب صميمي ،حتى أنه كان يترجم أفكاري بدلا عني ، لطالما واجهت صعوبة في التعبير عن نفسي . لقد كان القمر الذي استمد شعاعي منه .
الى أن حدث الانفصال اخر مرة . جلست مع نفسي كثيرا افكر وافكر وتعافيت من كثير الامور ... ها أنا مجددا أفقد لغتي ولا استطيع التعبير لكم . لكن مافي الامر أنني أشعر أني عرفت قيمة نفسي . وانا ارى ان لا احد أجدر به مني .
انا ڤينوس ، رفيقة القمر ، حتى مع هذا السواد الذي حولي ، أنني أشع وانير دربي .