دفتر مذكرات..صفحة..۳۹..

16 2 2
                                    

.. الساعة تعلن السادسة إلّا عشر دقائق صباحا.
دقّ باب بیت بسمة ، فزعت بسمة من غفوتها، واسرعت
فیان لفتح الباب ، وخلفها ولاء متوترة .
کان ثابت وأحمد ومازن، دخلو البیت وهم مرهقون
ووجوههم شاحبه ، أما أحمد فکان يغلي من داخله
ویکتم حنقه ویکظم غيظه ، دخلوا البیت بلا سلام
ولا کلام ، وجلسوا في الإستقبال ، وقلب ولاء يكاد
يخرج من صدرها لهفةً ، لتعرف ما الذي حلّ بأمها
ومحاسن.
عندها نادى ثابت علی ولاء قائلا ::

**_ عمو ولاء.. جيبي لنا ولو بسّ مخاديد ننخمد
عليها.. ترانه هلكنه..

نفذت ولاء وهي ترتجف ، وخرجت بسمة وألقت
السلام على ثابت، ::

**_ الله يساعدك عمي ثابت ..

**_ يساعد بختچ عمي بسمة .. والحمد لله على سلامتچ۔۔

حاولت أن تعرف ماذا حدث لمهدية ومحاسن ، لکنها
ما ان رأت أحمد وهو ممدد علی الأرض واضعا ساعده
علی جبهته ليخفي وجهه، ایقنت ان الأمر جلل .
آثرت السكوت، ودخلت المطبخ تحاول كبت دمع عينها.
دخلت ولاء وهي تحمل الوسائد ، نظرت إلى أبيها،
وضعت الوسائد أرضا، حاولت وهي ترتجف أن تعطي
أبيها وسادة ::

**_ ييابه.. خللي المخد....

فصرخ أحمد غاضبا حانقا وبعيون محمرّة وقلب
يحترق ::

**_ وللللّيييي من گدّاااامیييی .. گححح....اا.اا...ب... برررااابیییگگگ.. مخلللف لییی جوووگگة كاااوليييه؟!!

خرجت ولاء فزعة مرعوبة باكية وترتجف ، وامسك
مازن بأحمد ليمنعه عن ولاء ، وثابت أغلق باب
الإستقبال وأحاط بأخيه وصراخ أحمد يأتي من خلف
الباب بالسُباب والشتائم .

فدخلت ولاء غرفة بسمة واستقبلتها فيان واحتضنتها محاولة تهدأتها ، فهمست في أذنها ::

**_ سلام قولا من رب رحيم ، سلام قولا من رب رحيم
اشششش .. خليه يطلّع إللي بگلبه حتى يهدأ.. ولازم
نتحمل منه كل ردة فعل.. الله يساعد گلبه .. تعالي
أمي تمددي يم هدير.. أروح أشوف بسمة.. هذي جايبه
والقهر مو زين عليها.. . أستغفر الله ولا حول ولا قوة
إلا بالله...!

جلست بسمة في أرض المطبخ تذرف الدمع بصمت ،
جلست قربها فيان وقالت بصوت خافت::

**_ الرجال گلبه مورم .. انتِ لا تحتكين بيه هالايام..
عوفيه شما صرّخ وعصّب .. هسه هو مو بوعيه..
الغيظ والقهر مالي گلبه.. ويارب يرجعن مهدية ومحاسن
بسلامة.. ياارب..

اتكأت بسمة على الحائط ومدت ساقيها ولوعة في
قلبها على أحمد ، وحظها العاثر ، فقالت وقد بلل الدمع
وجهها وسال خرّاج أنفها ::

**_ فيان.. من يوم وعيت للدنيا ولهسه .. وآني حاطه
أيدي على گلبي .. بعمري ما شفت راحه .. لو فرحت
وكملت فرحتي.. لااازم تجي ورة لحظة أمان.. سااعاات
قهر وحزن وخوف ومرار .. أنوب أني ما عندي بعد الله
بسّ أحمد .. هو صار دنيتي كلها .. وخايفة إذا يصير
عليه شي ..لأن هالمرّة مو مثل كل مرّه.. يزعل ويرضى
... هالمرّة بسّ الله الیستر.. الله اليستر....

دفتر مذكرات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن