سـجن يُـوسُـف

البارت ٢ _ 𓂆 _

‏لا الديار دياري ولا الرفاق رفاقي ، عبثتُ بأماكنِ لا تُشبهني .
' محمود درويش '

________________________________

عْقد العزم على الخيرِ يبثُ النشاط في نفسِ صاحبه وهذا ما جرى معه فقد أستيقظ "تميم" بنشاطٍ وتفاؤل عكس ما كان عليه أمس فقد نهض في ساعة مُبكرة رغم عدد الساعات القليلة التي غفاها فتوضئ وصلى فرضه وهو يدعو الله أن يوفقه وينور طريقه ليكون سبب في إماطة "يُوسف" و "حبيب" وأمثالهم مِن حياة الآخرين وبعد أن إنتهى سمع طرقات وكان يعلم ممن فابتسم وذهب ليفتح الباب فقابل الوجه الذي يبعث الطمأنينة في نفسه .. أخته وتؤامته وكُل عائلته فبعد أن أذن الله أن يسترد آمانته في أبويهما أصبحت كُل ما يمتلكه وهو كُل ما تبقى لها

ردت له الإبتسامة وهى تقول بحنان أُم :

- صباح الخير شوفت نور أوضتك مفتوح وعرفت إنك صحيت .. أحضرلك الفطار يا حبيبي ؟.

فنفى برأسه وتقدم منها وهو يربت على وجنتها بحنانٍ ويقول بهدوء :

_ صباح النور يا حبيبتي .. لا إفطري أنتِ بالهنا ، أنا صُحابي مستنيني هروح معاهم عشان عندنا إنترڤيو في مُستشفى جديدة فهفطر معاهم .

فتوسعت بسمتها وهى تقول له بفرحة :

- بجد مستشفى إيه ؟!

-تبع "أحمد" صاحبي لمّا عرف إللي حصل بليل قالي وعرض عليّا أروح أقدم معاه وربنا يقدم إللي فيه الخير .. إدعيلي بس .

فنظرت له بحنان كإنه إبنها وليس تؤامها وردت عليه وهى ترفع يدها في وضعِ الدعاء :

- يارب يا "تميم" يوفقك وينصرك ويجبر خاطرك يا حبيبي وأفرح بيك .

فضحك بفرحةٍ وقبلها على وجنتها وهو يقول لها :

- همشي أنا بقى عشان متأخرش ، هجيبلك ال white chocolate إللي بتحبيها ..

ولكنه أكمل بشر كأي شقيق مصري قبل أن يخرج مِن المنزل :

- لكن ورب محمد لو معملتليش الكيكة إللي بحبها ما هتشوفي مني حاجة حلوة تاني ..

ضحكت وهى تومئ برأسها وتقول له :

- مِن عينيا يا استاذ "تميم" هتيجي تلاقي أحلى كيكة .

فبعث لها قبلة في الهواء بعد أن ودعها وخرج مِن المنزل فتنهدت وهى تدعي الله في سرها أن يحفظه ويرده لها مجبورًا سالمًا وذهبت لتبدأ روتين تنظيفها للمنزل وعمل "الكيكة" التي يُحبها تؤامها

***********************

بعد أن إنتهى مِن عمله وذهب لبيته وجد هاتفه يدق برقم "حبيب" فرد عليه وجد الأخير يقول له بنبرةٍ مرحة :