مَـاجَتِ الأُنثـَى .

6.1K 174 27
                                    


عَجِيبٌ كَيف تُلاعِبُنَا الدُنيَا ، كَيف تمضغُنَا كقِطعةٍ مِنّ اللُبَان ، و حِين تعتَادُ علَيهَا تُبصِقُك كالقذَارة تارِكةً إيَاك للمَارة يدهسُونَك و يشمئِزُون مِنّك دُون رَحمَةٍ لِشبَابِك .

لكّن أوَليس هُناك مَنّ يُحَارِب.؟

بَشَمَت الشَابَة بالكُرسِيِّ الأوسَطِ ، أوسَط كَإصبعهَا الذِي إعتَادَت رَفعهُ تَحضِنُ بأظَافِرهَا المَطليَّة ، كَأسًّا منَ العَرَق الشَّامِيّ . و لطَالمَا فضَّلته عَلىَ خمُورِ الإنجِليزِ .

و بكَفٍ أُخرَى سِيجَارَةً محِشوَّة ، كُلُّ المُقترِبينَ منهَا يظِنُونهَا جدِيدَة ، لكِنهَا أعرَق مِن الكَراسِي بهذِه الحَانَة المُختَلطَة القَذِئةِ تَجبِذ بينَ التَّارَات الكُويوتَا خَاصتهَا .
مِن عَلى أرضٍ مَلأتهَا قطَراتُ نبيذٍ،. و مَنيٍ ، بَرمٌ ، و عجِيجُ البنَاتِ يستَرقُ سمِعهَا .

أذُنها نقيَّة هيَ منذُ توفِّي والِدُها العَجُوز ، قَدْ قِيل لهَا أنّها هِي من قتلتها،. لكِنهَا ترتَاح مِنذُ وفَاتهِ ، تَرتَاحُ مِنّ عذَاب عدم عطاء الحُرية.

إنتهَى الكَأسُ .

"مَزيدًا يَا سَيِّدَة؟. "

"شُكرًّا،. إسكُب للمُومِس أنَا ارقَى منَ الشُربِ منِ يدِ سَاقِي."

رَفدتْ مِحفظتهَا بعدَ الدَفعِ و ولَّتْ ، حتَى بعِد مَشيهَا باللّيالِي وَحيدَةّ ، يدِعونهَا بالقَاتِلة،. الإبنَّة القَاتِلَة.

  وقحاتُها تزِيدهَا كُرهًاا،. مَرأةٌ فنٌ هيَ إمَرأةٌ تتَزوجُ عُلبَ سَجائرهَا كَبدائِل ، و تَلجُّ لبَيتهَا الهَادِئِ مِنّ النافِذَة خِلسةٍ عنّ والدتِهَا.

تَحتسِي كُوبَ شَايِّهَا الأخضَر،. و ترَاقبُ الفَلكَ .

هيَ المَرأةُ الجَانِحة.

بيّون مَارغرِيتَا ، الفتَاة الكُوريَّة ذَات الأصُول الأروبيَّة ، ذَات مرَة و قبل حواليّ الخمس سنوَات ، كانت الطِفلَة مارغريتَا بِعمر 14 رُفقَة والدها بالسيَارة عائدِين مِن مُجمع عائلِيّ لَم يتضَمن الأُم ، الغَرِيب أنّ السائِق وَقتها كان مارغرِيتا .

الأبُ الغَير المسؤُول جَعل  طفلتِه تقُود بِهم السيَارة علَى الطرِيق السَرِيع ، فرَاح ضحِيَّة إهمَاله و وافتهُ المنيَّة.

الإبنَة نَجت و الوالِد تُوفِيّ ، فصَارت بُومَة الشُؤمِ الّتِي قَتلت والِدها بعيُون أمِّها.

مَاذنبُهَا؟ هِيَ الّتِي كُلّ لَيلَة ، تَجتَبذُ أطرَافهَا و رُكبهَا للصِدرِ و بيَدهَا الخِنجَر .

𝙼𝚊𝚛𝚐𝚊𝚛𝚎𝚝 : المرأةُ الجانِحَة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن