حلم بطعم اللهفة

44 2 0
                                    

إلى صديقي البعيد

لم أكتب لك منذ فترة ، و لا أملك عذرا ، كان بامكاني ذلك لكن لم أفعل ، شعرت أن الوقت ليس مناسب بعد ، مع علمي أنك طوال الوقت تنتظر رسائلي ، ولست آسفة على ذلك لأني كنت بحاجة لمزيد من الوقت حتى أعيد التفكير جيّدا في كل شيء يحدث بيننا ..

إياك أن تظن أن الوقت صار مناسبا لأني راسلتك الآن ، أبدا لم أكن لأرسل لك حرفا واحدا لولا أن هناك ما دفعني لذلك ، لقد حلمت بك و منذ لحظات أفقت منك ووجدت نفسي أكتب هذه الرسالة ، كنت بحاجة للكتابة ، أو ربما بحاجة لك ، أعلم أنّ فضولك الآن يسبقك لقراءة بقية الرسالة حتى يعرف التفاصيل ، أخبره أن يهدأ فلن يجد فيها شيئا عن الحلم ، سأحتفظ به لنفسي ، و لم أكن لأشاركه مع أحد حتّى أنت ، ( لقد كان هذا جوابا على سؤالك المعتاد _حتّى أنا؟_ )
ربما تتساءل لماذا ذكرت الأمر إن لم أكن سأخبرك عنه شيئا ، أنا أيضا لا أدري ! كنت فقط بحاجة لأخبرك به على الأقل ،

فمنذ لحظات كنت معي ، كنا هاربين من كل شيء مُحمّلين بحقائب أحلامنا و لا وجهة لنا سوى أرض واسعة .. لوهلة ظننت أنّي لا أحلم ..

الغريب في الأمر أنّي مازلت أستعيد كل التفاصيل في مخيّلتي و أشعر أنّي لم أستيقظ بعد ، ربما لاحقا قد أغيّر رأيي و لا أرسل لك شيئا، فإني أكتب الآن بدافع حلم لا أكثر من رغبتي في الكتابة نفسها ، أدرك أن كلامي بعيد عن المنطق لكن بالله عليك أخبرني أين المنطق في كل مايحدث بيننا ! لاشيء يخبرنا أننا على قيد المنطق ،
كل ما أستطيع قوله أنه كان حلما بطعم الدهشة ، خالي من رائحة الرغبة ، و لقد كان سببا كافيا لأكتب لك بعد انقطاع أراه طويلا ..

10:14h,,✍️

الى صديقي البعيدOù les histoires vivent. Découvrez maintenant