Heaven's POV:
_____________________________
حين يكون الصّمت هو كلّ ما أدركه ، ليس على الكلمات أن تأمل أكثر من ذلك بأنّي قد أطلق العنان لها وأحررها من حنجرتي ، وأعرفُ جيّدًا أن ابتلاع الكلمات لن يضاهي ابتلاعي للعواطف السخيفة والغريبة التي كانت تداهمني طوال الوقت. الأمر ليس وكأنّي أردت ذلك ، لم يكن ضمن حساباتي أن أترك نفسي لهوڤر ، لدرجة تجعله يملك الجرأة على احتجازي في هذا القفص الذهبي ، لا يتصرف هوڤر بتلك الطريقة منذ عرفته ، ظننتُ أنّه ليس ذلك الشخص الذي يحرر الرغبات المكبوتة ، ولكن حقًا .. متى توقف هوڤر عن مفاجأتي؟
في الثلاثة أيام التي مضت وأنا في هذه الشقة ، لم أقابل هوڤر ولا مرّة ، كنتُ أسمع صوت عودته في وقتٍ متأخرٍ من الليل بينما أكون في الغرفة التي أخبرتني السيدة صوفيا -مسؤولة التنظيف ، على لسانه بأنّها لي في الوقت الحالي ، الغرفة التي استيقظتُ ووجدتني بين جدرانها ذلك اليوم.
لا هاتف ، لا شخصٌ يمكنني محادثته ، ولا شيء في هذه الشقة سوى المجلات المملة والتلفاز الذي لم يسبق لي وأن استعملته قبل هذا ، حتى السيدة صوفيا أخبرتني أنّها لا تأتي إلى هنا سوى يومًا واحدًا في الأسبوع ، في أيّ لحظة سأنفجر.
ولكنّي حقًا كنتُ أتعمد العودة إلى الغرفة قبل مجيئه ، منذ حادثة تلك القبلة الغبية ، لم أملك الجرأة على النظر إلى وجهه أبدًا ، وحقًا كنتُ خائفة من أن يمتلكني الضعف في لحظةٍ ما وأصبح كوالدتي ، أكثر ما كرهته أن أكون مثلها.
في واقع الأمر أنا هنا حتى يسمح هوڤر بمغادرتي ، لسبب .. لسببٍ غبيّ وسخيف ، لقد فضّلتُ حياتي بالعيش مع هوڤر في نفس المكان على الحياة السوداوية التي كنتُ أعيشها ، بالرغم من أنّ المشاعر لا زالت مضطربة وخائبة ، تضرب خلاياي في لحظاتٍ من اليوم ، لماذا لا زلتُ أشعر بالخيبة من حقيقة هوڤر؟
لكنّي أيضًا ، لا أظنّ بأنّي سأعود لتقبُّل دانتي والمحاولة لأجله ، لا أظنّه يستحق ، لقد فعلتُ كل شيءٍ لأجله ، كل شيء ، في حين أنّه كان لا يكترث ما إن كنتُ حيّةً حتى.التاسعة مساءً ، في هذه الشّقة العملاقة ، وحدي بين جدرانها الضخمة وبيدي هذه المجلة الغبية التي تتحدث عن آخر صيحات الموضة وما دون ذلك. لقد تركت صوفيا قبل ثلاثة أيام ما يكفي من الطعام لمدة أسبوع حتى عودتها في المرةِ القادمة ، لقد كانت آخرُ شخصٍ تحدثتُ إليّه وستكون كذلك في الوقت الراهن.
تركتُ هذه المجلة على الأريكة وخطوتُ نحو المطبخ الذي كان بالفعل مفتوحًا على غرفة المعيشة ، وتوّجهتُ نحو الثلاجة ، لقد تناولت الطعام قبل ساعةٍ من الآن ولكن لا شيء يمكنني فعله عن سوى الأكل ، على الأقل هذا الشيء مسموح ، قد أشكرُ هوڤر للسماح لي بتناول الطعام وعدم المحاولة في جعلي أموتُ من الجوع. الشخص ذاته الذي أحيا أمعائي بقطعة هامبرغر.
لم أكن أجيدُ إعداد الطعام ، ليس لأني كنتُ أتصرفُ كأميرة بل لأنّي اعتدتُ على الطعام المعلب قليل الثمن.
أخذتُ طبق الباستا وجلستُ على المقعد أمام البار أتناوله بهدوء ، هذا المكان موحش ، إنّه كبيرٌ جدًا على شخصٍ واحد ، والآن على شخصين.
أنت تقرأ
A Thousand Times And Over
Romance" لن يعرف الطائر الأسير ما تقدّمه السّماء المفتوحة ." هذه العبارة التي كانت محفورة على خاصرة هوڤر ، تحسستها .. ليس فقط بأناملي بل بروحي أيضًا ، هوڤر الذي كان يعرف جيّدًا كيف تكون معاناة الطائر المُكبّل ، لقد جعلني أتذوق المرارة التي عاشها ذلك الطائر...