هذه هي الحياة

23 3 19
                                    

"اووف لأضع أغراضي في الخزانه وأرتدي سترتي وأصعد لأرى المريضه هل إستيقظت "
كانت تقف أمام خزانه بيضاء اللون بابها مفتوح لايظهر منها سوى بنطالها الأزرق وقدميها الحافيه وبجانبها كعبها رمته على الأرض خلعت معطفها الأسود لترتدي سترة المشفى البيضاء فوق قميصها الأبيض اللون وشعرها الأحمر المنسدل لمنتصف ظهرها رفعته بربطة على شكل فراشه وارتدت الحذاء الرياضي الأبيض وإنحنت لتربط شريطه وأعادت كعبها ومعطفها إلى خزانتها وأغلقت الباب خرجت من غرفة العياده لتتجه نحو المصعد وضغطت على أزراره إنتظرته لبضع من الدقائق حتى أتى
ذهبت في جولتها التفقديه لمرضاها بإبتسامه على فمها الممتلئ الذي لونه أحمر قاتم كالدم ولكن عيناها !
إنها حزينه!!
لمِ !!


بعد ثلاث ساعات من العمل الجاد عادت لعيادتها لشرب قهوتها بهدوء بعيدًا عن الضجيج لكن !
مزاجها سيء اليوم لاتعلم لماذا فقد استيقظت هكذا حتى أنها على الرغم في وقت فراغها لكن لاترغب في قراءة روايتها التي كانت متحمسه لها البارحه لدرجة انها الان لاتتذكر أحداثها المثيره !
ولكنها فقط منزعجه لاتفكر بأي شيء لكن تشعر أن دماغها منشغل في التفكير
قاطع سلسلة أفكارها تلك صوت الهاتف لترد عليه ويخبروها أنها يجب أن تحضر إلى غرفة الطوارئ بسرعه
ركضت إلى المصعد لكنه تأخر لتتجه بأقصى سرعه نحو السلالم وعندما وصلت وجدت ممرضه قالت لها : اتصلوا بنا سياره تعرضت الى حادث مروع وربما لن ينجو أحدٍ حقًا يقتلني الفضول كيف حدث هذا
: إتركي الكلام وحدثيني عن حالتهم بسرعه
الممرضه (في نفسها ) : أوليس من الجيد أنني أتكلم مع واحدة مثلك إنطوائيه ومنعزله ... ثم أردفت بإنزعاج: أنهم ثلاثة أشخاص الأب أصيب في رأسه بجروح بليغه وهناك قطعه من زجا السياره قد اخترقت بطنه و توقف قلبه مرتين في الطريق والأم حامل قد أجهضت أثناء الحادث وفارقت الحياة و هناك طفله صغيره تبلغ من العمر أربع أشهر هناك جروح في رأسها وهي مغمى عليها منذ نصف ساعه
بينما هما يتكلمان أحضروا المرضى ركض إليهم جميع من في الردهه وحاوطوهم ليقوموا بعملهم وبعد العمل الشاق وبذل أقصى الجهود لكن !
المنيه وافت الأب ليترك خلفه  طفله صغيره وحيده لتواجه الحياة بكل مآسيها ووحوشها وصعوباتها


كانت تقف في منتصف الردهه وتفكر بتلك الصغيره هل ستعيش في دنيا كهذه ؟ أم ستذهب خلف والديها ؟ ترى ماالذي يجب أن يحدث ! إن الأمر متروك للقدر إن الله وحده يعلم مايجب أن يحدث

خرجت تبحث عن مكان الصغيره أخبروها أنها في ردهة العنايه المركزه لأنها مازالت فاقده لوعيها يبدو أن الضربه كانت قويه على رأسها الصغير

كانت واقفه تشاهدها بإنكسار وتفكر مالذي سيحل بها بعد والديها وترى كم كانت لطيفه و نائمه كملاك صغير تضم يداها مبرطمت الشفاه يبدو أنها تعلم أمست وحيده
إبتسمت بحزن على لطافتها وبعد هذا الهدوء سمعت صوت أقدام تتجه نحوها عندما أشاحت بنظرها رأت المدير العجوز المتعجرف الذي كرهت مهنتها التي سعت من أجلها لسنوات وحلمت أن تمارسها بكل شغفٍ وحب
قال أمراً الممرضه : جهزي المريضه سينقلوها لغير مشفى فعند اتصالهم بأقربائها رفضوا تسديد فاتورة المشفى
كانت تنظر بتقزز نحو هذا الوحش وتفكر هل الفاتوره أهم من حياة الإنسان!أين الإنسانيه !ماذا عن القسم بشأن إنقاذ أرواح الناس!
قاطع تفكيرها صراخ المدير على الممرضه : إلى ماذا تنظرين أقول لكِ جهزيها بسرعه
قاطعته قائله تأمر الممرضه : لا تلمسيها
رفع المدير حاجبه بتعجب وقال : حضرة الطبيبه هل أنت صاحبة المكان ؟
نظرت له بشمئزاز وأردفت : أنا سأتكفلها
المدير : ماشأنك أنت ؟ هاه ؟لمِ تتدخلين ؟
أردفت بنفاذ صبر : أوليسَ المهم لديك تلك النقود التي تملئ جيبك لايعنيك الباقي أنا سأدفع لك ... يبدو أن هذه الصغيره بدأت مسيرة الوحده في حياتها بمواجهة أول وحش
غادر المدير غاضبًا مما حدث ولكنه لايهتم سوى للمال
تنهدت بضيق وبقيت تراقب هذه الصغيره

ITS A LIFE Where stories live. Discover now