كانَ هُناك مجموعة قراصنة تُسمي"قراصنة المُحيط"
وكانَ قائد هذهِ المجموعة يُسمي "القُرصان لويس"
كانَ عِنده خُطاف في يدهُ اليُمني، وكانَ أعور ويضع قطعة قُماش سوداء علي عينهُ اليُمني تحمُل شعار الظلام.
وفي يومٍ من الأيام، في ليلة سوداء، كانت الرياح تهُب كالعاصفة، والأمطار تملئ السماء، والأمواج تعلوا السفينة، في رحلتهُم للمُحيط وهُم في طريقهُم للكنز، وبالقُرب من خندق مريانا، وفجأة سمع لويس صوت يأتي من البحر، يشبه صوت وحش البحر الذي كانَ دائمًا يسمع عنه، وشعرَ بحركةً سريعة تدور حول السفينة، بدأ القلق يظهر علي وجه لويس، وهو يُنادي علي القراصنة بصوتٍ عالي: يا قراصنة، أرفعوا الأشرعة، البحر بدأ يغضب علينا....
وخرجَ من وكره، وصعد علي أعلى السفينة، وأشارَ بخُطافه للأعلي قائلاً: إستعدوا، لقد بدأت المعركة مع وحش البحر....!
وفجأة ظهر وحش من بعيد علي ضوء القمر، سحب لويس سيفه استعدادًا للقتال.
وفجأةً سكت لويس وهو ينظر للوحش قائلاً: أختبئوا أنهُ وحش الكراكُن العملاق.
ثُم نزل لويس لوكره مرةً أخرى، ليُفكر في حلٍ، ثمَّ نادى على وزيرهُ، القُرصان"ماركوس"
ماركوس: يا قائد، أنهُ وحش الكراكُن العملاق، ويُعتبر من أكبر وحوش المُحيط، يصعُب علينا قتلُه
لويس بحماس: أنتَ تعلم يا ماركوس إني أعشق المُغامرات.
نظر إليه ماركس بأستغراب، وهو يقول لنفسهُ في حيرةً...! هل يستطيع مُحاربة وحش الكراكُن....!؟
لويس: ماركوس، أذهب بلغ القراصنة أننا سنواجه وحش عملاق، ويا إما ننتصر عليه يا إما نموتُ جميعنا..
خرج ماركوس وصعد لمكان عرش لويس قائلاً بصوتٍ عالي: يا قارصنة، مُستعدين للمعركة...!؟
ردوا القراصنة بحماس: نعم، أننا مُستعدُين يا وزير...
بعدها خرج لويس وقف بجانب ماركوس وأشار بخُطافه ناحية جزيرة قريبة قائلاً: سوف ننتظر هُناك حتي يبزوغ النهار، وبعدها نُكمل طريقنا للكنز.
وفاجأةً ظهر ذراع طويل في مُقدمته أسنان حادة، يُشبه ذراع الأُخطبوت، ضرب السفينة بقوة، اهتزت السفينة وكادت أن تُغرق من قوة الضربة.
وقع لويس علي الأرض وفقد الوعي، وبعدها أختفيَّ الوحش، وبدأت الامواج تعلوا والبرك يُضيء لهُم الطريق.
نظر ماركوس ناحية الجزيرة، لَكن الضباب كان يُعيق الرؤية، والُتراب يعمي أعيونهُم.
بدأ ماركوس يعمل على إستعادت وعي القائد لويس، وبعد ما فاق لويس، نظر للجزيرة وهو يتمني أن يصل إليها بسُرعة، لأنهُ شعرَ بخطورة الكراكُن، وبعد دقائق إصطدمت السفينة بحجر كبير، والذي جعلها كادت أن تنقلب.
فجأةً سمعوا أصوات غريبة رغم الهدوء الذي كان يملاء المكان...!
نزل لويس من السفينة، ثُمَّ نادى علي القراصنة قائلاً: أنزلوا يا رفاق وصلنا للجزيرة..
لاكن ماركوس يعرف جيدًا ما الذي يدور داخل هذه الجزيرة من مخاطر، لَكن رفض أن يخبرهُم عندما رأى الأمل في عيون القراصنة.
وعندما وصولهُم للجزيرة، كان الضباب يملئُها، والغيوم تملئُ السماء.
وفجأةً شعور بحركةً سريعة تدور من حولهُم، وصوتٍ كزبزبات الكهرُباء.
بدأ الخوف يدُق في قلوبهِم، لكن لويس كان يُحاول تهديئتهُم.
أوراق الشجر كانت تتساقط، ويتساقط معها شعر دابة كبيرة، كانت الشعرة تتجاوز طول أحدهُم.
بدأ لويس يُحمس رجالُه قائلاً: لا تخافوا يا رفاق نحنُ هنا في أمان، وبداخلهُ خوف يملئ الجزيرة.
وفجأة بدأت الجزيرة تهتز، وأوراق الشجر تتساقط بغزارة، والضباب يعمي أعيونهُم.
وفجأة ظهرت أمامهُم دابة كبيرة، غريبة الشكل، ذات شعر كثيف وطويل، لها أعيون كثيرة
وقفت أمامهُم قائلة: اهلا بكُم في جزيرتي، جزيرة الموت....!
أنصدموا من كلامها، وهُم ينظرون لأنفُسُم، كيفَ دابة تتحدث...!؟
وهُنا أقترب ماركوس من لويس قائلاً له: أتعلم من هو هذا المخلوق...؟
-إنها الدابة آثوس.
أخرج لويس سيفهُ ومن خلفه القراصنة، ورجع ماركوس للخلف لأنهُ يعلم خطورة هذهِ الدابة.
وقبل أن يقترب لويس من الدابة بسيفه، أصدرت صوتً يشبهُ زبزبات الكهرُباء قائلة: أنا الوحيدة القادرة علي إخراجكُم مِن هُنا، لَكن أخبروني لماذا أتيتُم لجزيرتي..!؟
رد عليها لويس قائلاً: نحنُ قراصنة المُحيط وكُنا في طريقُنا للبحث عن الكِنز، ولَكن واجهنا وحشٌ ضخمٌ جدًا.
ضحكت الدابة بصوتٍ عالي قائلة: أنهُ وحش الكراكُن، ويُعتبر من أكبر المخلوقات في المُحيط، وفجأة صدر صوتٍ عالي من البحر، وخرج الكراكُن.
مخلوق ضخم، كثيف الشعر، لهُ أذرُع كثيرة يُشبه الأخطبوط، ولهُ أسنان كثيرة وحادة.
نظرت لهُم الدابة قائلة: إختبئوا، انهُ غاضب.
وأشارة لهُم علي كهف قريب من الجزيرة وقالت لهُم أدخلوا هذا الكهف، هُناك ستجدوا الكِنز، ولَكن سوفَ تواجهكُم بعض المخاطر.
أقتربوا من الكهف، لَكن وجدوا علي بابهُ سلاسل عملاقة، لم يستطيعوا كسرها.
نظر لويس بغضب، فوجد نافذة مفتوحة، أشارَ للقراصنة بُخطافه قائلاً: أدخلوا من هذهِ النافذة؛ فأقتربوا منها ودخلوا واحد تلوا الأخر، كان المكان مُظلم والضباب يملائه، ورائحة الموت تُغطي المكان.
أقترب ماركوس من لويس قائلاً: هل تظُن أن الكِنز موجود هُنا يا سيدي، أم هذهِ الدابة تلاعبت بنا، وينتهي مصيرُنا في هذا الكهف اللعين..
نظر له لويس مُبتسِمًا قائلاً له: لا تقلق يا ماركوس، حتماً سنموت، إذا كان هُنا أو من وحش البحر.
أنار لويس الشُعلة وأقترب من مكان الكِنز، وعندما وضع يدهُ علي الكِنز، إنهار الكهف وأصابتهُم اللعنة.
ماركوس بخوفٍ: يجب علينا الخروج من هُنا يا سيدي، وإلا موتنا جميعنا.
حمل لويس الكِنز علي كتفه، وأخذ يُهرول مُسرعاً ناحية النافذة، خرج ماركوس وحمل الكِنز من لويس وبعدها خرج لويس خلفه.
لَكن إنهار الكهف علي باقي القراصنة، ولم ينجوا سوا لويس وماركوس ومعهُم الكِنز.
ومن ثم عادوا للجزيرة مرةً أُخرى، لَكن وجدوا الدابة مقتوله، ويظهر عليها آثار وحش البحر.
بدأ اليأس يدُب في قلوبهُم، ورائحة الموت تُحيط بهُم من كُل جانب، لَكن لويس مازال عندهُ أمل للنجاة.
عادوا للسفينة مرةً أُخرى، علي أمل أنهُم ينجوا من الكراكُن العملاق، ويعودوا لقبيلتهُم ومعهُم الكِنز.
حمل لويس الكِنز وبدأ في قيادة السفينة، ومن خلفهُ ماركوس يُراقب الكراكُن بمنظاره، مر وقتٍ طويل ولم يظهر الكراكُن بعد.
جلس لويس وماركوس وفتحوا الكِنز، ليروا ما بداخله.
وفجأة سمعوا صوت يأتي من فوقهُم، نظرَ لويس للأعلى، ولم يرى سوا أسنان حادة وأذرُع تُغطي السفينة.
صرخ لويس بصوتٍ عالي، ورفع سيفهُ الحاد، وقطع أحد أذرع الكراكُن، الذي هرب واختبئ في قلب البحر.
لم يأخُذ لويس نفسهُ، وهجم عليهِم الكراكُن مرةً أُخرى، وضرب بذراعه بقوة علي السفينة حتي تحطمت جميعُها، وغرقت بأكملها.
وبعدها أختفى الكراكُن مرةً أُخرى، لَكن ماتَ ماركوس، ولم ينجوا سوا لويس ومازال يحمل الكِنز الذي شق كُل هذهِ المسافة من أجله، وحارب كُل هذهِ المخاطر حتي يعود لقبيلته بالكِنز.
وعاد لهُم بمُفرده، بعد مُغامرة صعبةً للغاية، وأصبح هو القائد الوحيد الذي نجى من وحش الكراكُن العملاق، بعد رحلةً طويلة في أعماق المُحيط، وأصبحت قصته تُروى للأجيال، وعُرف بقُرصان المُحيط.بقلمي/أحمد جمعة السرحاني "العَزِيف"
هُنا حيثُ أعزفُ علي ألحان الرُعب، حتيَّ يدُق ناقوس "الموت"
أنت تقرأ
كتاب مملكة الرعب المميت
Horrorلطالما حدَّثني ابني الصغير الذي يَبلُغ مِن العُمرِ ثلاثة أعوام عِدة مرات عن امرأة كانت تزور غُرفته كُل ليلة وتأخُذ في الغناء لهُ حتَّى ينام، وعندما طلبتُ مِنهُ أن يَصِفُها لي، قال: فتاة جميلة ترتدي فُستانًا أحمر ولا تمشي مثلنا على الارض بل تطفو فوق...