في ليلة باردة في احد القرى وفي وسط الغابه
فتحت عيناها اللوزيتان في شيء من التوهان وهي تشعر بقطرات خفيفه من المطر لا تعلم اين هي او حتى من تكون ، ترى كل شيء غريب حولها ومظلم حاولت الوقوف والسير حافية القدمين جسدها بالكامل يؤلمها ، سارت مرتاعة مذهولة تقودها رجلاها نحو وجهة مجهولة تائهة بين الظلام وصوت الذئاب وتلك الاشجار الشامخه من حولها ، بعد مشوار طال وآلم قدماها الحافيه التي بدأت بالنزيف اخيرا رأت انوار بعيدة كسرت الظلام المحيط بها ، بدأت تسرع خطاها املا ان تجد اي مخلوق اي شيء يشعرها انها ليست وحيده
* * *
في مكان آخر...
كان قد عاد الشجارالمعتاد بين يزن ووالدته
•بني لقد كبرت لم يبقى لك سوى القليل للتخرج من الجامعة توقف عن تفكير الاطفال
•من قال انها امور للاطفال ؟ إنها حقائق ولكن البشر من يرفضون تصديقها
قالت في غضب وقد بدأ صوتها بالأرتفاع
•توقف عن الحماقات ، لقد سئمت من كثرة الدفاع عنك وعن تصرفاتك الغبية امام الناس وقد بدأوا ينعتوك بالاحمق
• سوف يروا ماذا سيكتشف هذا الاحمق ، وسأجعلك تفخرين بي
وقبل ان ترد والدته التي كادت ان تشرع بقتله لأنها لم ترى اي فائده من النقاش مع ذلك العنيد سمعوا طرقات خفيفة على باب المنزل ، نظرت الام ليزن باستغراب
•من يكون قد اتى في هذه الساعه؟
•وما ادراني ربما صاحب المنزل البغيض يريد اجره
* * *
فتح الباب وظهر امامها شاب طويل القامة ذو صدر واسع وعضلات مفتولك بعينان اشد سواد من عيون الظباء وشعرا اسود كثيف مسحوب بلحيه متوسطة الطول
•من انت
لم تفهم ما قاله وكان جسدها الهزيل يرتعد من شدة البرودة والخوف ، سمعت صوت آخر ناعم عكس صوت ذلك الضخم صاحب الصوت الرجولي
•من هناك يا يزن
ابتعد يزن عن الباب لفسح المجال لوالدته بالاقتراب وحين رأت الفتاة قالت في شيء من الصدمة
•من انت عزيزتي هل انت تائهة؟
•........
•امي اعتقد انها بكماء لم تنطق بحرف واحد
اقتربت منها الامرأة وامسكت يدها ، كانت دافئة جدا شعرت الفتاة كأن دمائها بدأت بالضخ للتو ، سحبتها الامرأة بلطف للداخل وهي تقول لها
• ستكونين بخير ادخلي الآن الجو بارد بالخارج وقد تتجمد عظامك لو بقيتي
جلست بجانب المدفأة بعد ان اعطتها سعاد ثياب غير تلك المبللة غريبة الشكل وضمدت لها جروح قدميها ، كانت تتفقد اركان المنزل اشياء غريبه من حولها لم ترى لها مثيل من قبل ،كانت كأنها طفله مولودة منذ ساعات تكتشف الحياة لا تعرف عنها شيء ، شعرت بمزيج من التوتر والخوف بسبب نظرات ذلك الشاب الذي فتح لها الباب والطفلة التي لم تتوقف عن الثرثرة كانت تائهة ولم يكن ليدها خيار سوى البقاء ،
جاءت سعاد بعد ان حضرت لضيفتها كوب من الشاي الدافئ
•الم تتحدث؟ قالت وهي اخاطب يزن
•لا... اخبرتك انها بكماء
•وجدت هدا الشيء الغريب في ثيابها كان مربوط بحبل محكم حول خسرها
اخذ يزن ذلك اللوح غريب الشكل مطوي لاربعة اقسام حاول فتحه كان يشبه صفائح حديد مرصوصة فوق بعضها ووجد بها حروف وارقام كأنها منقوشه داخل الصفيحة ، لم يفهم شيء ولم تكن تلك الحروف من اي لغة يعرفها كأنها طلاسم
•لا اعلم ، تبدو غري الشكل كأنها طلاسم او شيفرات معقدة
حركت سعاد يدها بإشارة للفتاة تسألها إن كانت بخير ولم يصدر اي حركة من الفتاة
•حسنا ، غدا علينا الذهاب لقسم الشرطة لربما وجدنا اي شيء يخصها او يدلنا لاسرتها لكنني اشك انها من منطقتنا لاننا هنا نعرف بعضنا ولا يوجد عائلات غريبة ولم يتم الابلاغ يوما عن فقدان احد فتياة السكان
•سأنام بجانبها
نظرت الفتاة لتلك الطفلة وابتسمت بارتياح شديد ، نام الجميع وبقيت هي عالقة في اللاشيء من تكون؟ من اين اتت؟ ما هذه اللغة اللتي يتحدثون بها ؟ هل ستبقى هنا كثيرا؟ هل لها عائلة؟ كانت كثير من الاسئلة تراودها بينما هي عاجزة عن فهم من تكون، كانت على وشك النوم حين وجدت يزن يدخل إلى الغرفة وهو يمشي بهدوء ظنا منه انها نائمة ، رفعت رأسها ونظرت إليه وحين التقت عيناهما سرح يزن بها قليلا ، شعر بمزيج من الإعجاب بنعومتها ونظراتها البريئة كطفلة تائهة والانجذاب لقصتها ، اشار لها انه آسف
•انا فقط اريد هذه الصفيحة لو سمحت
•......
•حسنا سأعتبر ان سكوتك معناه موافقه
اخذ الصفيحة وهو يبتسم لها ببلاهة لشعوره بالخجل من دخوله المفاجئ واخذه لشيء يخصها
* * *
نظر إلى الساعة المعلقة على حائط غرفته والتي اشارت إلى السابعة صباحا
لم ينم في تلك الليلة ،كان يحاول طوال الليل فهم ما نقش على الصفيحة ويبحث على الكومبيوتر عن شيفرات مشابهة او لغات حتى
•اشعر ان دماغي سوف تنفجر ، انا متأكد انها كلمات مشفرة لم اجد اي لغة تحتوي تلك الاشكال الغريبه
حينها تدكر صديقه المهووس في الشيفرات
•كيف لم يخطر على بالي ، انا متأكد ان حسام لن يعجز عن فك هذه الشيفرة لقد كان ذكائه معجزة ويعلم بكل الشيفرات الموجوده في العالم لكن اين سوف اجده لم احدثه منذ اكثر من سنة بعد ان انتقل إلى روسيا ليكمل دراسته
هب واقفا في حماس لطالما احب المغامرات وتمنى خوضها وهو الآن يعتبر انها مغامرته الخاصه للبحث عن اصل تلك الفتاة وفك هذه الشيفرة
* * *
خرجوا جميعا من المنزل بصحبة الفتاة باتجاه قسم الشرطه ولم يجدوا فائده لانهم لا يعلمون عنها شيئا ولا حتى اسمها ،اخذت الشرطه عينة من ال DNA ليرو ان كان هناك تطابق بينها وبين احد اهالي القرية واخذو صورة لها وطبعوها في كل مكان في هذه القرية الصغيرة ، لم يتعرف احد عليها ابدا وكان شكلها غير مألوف فهي تمتلك بشره شديدة البياض عكس اصحاب القريه وشعر بالكاد يصل إلى اكتافها وعينان واسعة بلون العسل
وبينما يجولون القرية خرجوا إلى اطرافها ليسألوا السكان المتطرفين وحين وصلوا إلى جانب الغابة التي لم تتوقف الإشاعات حول وجود كائنات غريبة تجول بها في كل فترة وحين يقول بعض الاشخاص انهم يرون اضواء ساطعة تخرج منها ، كان لا يجرء احد على الدخول لها إلا بعض الشباب المتهورين محبين المغامرة واللذي كان يزن من ضمنهم
* * *
صرخت الفتاة فأوقف يزن العربة بخوف وصدمة
•ماذا حدث
نظرا لها بصدمة لقد صرخت، هذا يعني انها ليست بكماء ، لكن لماذا لا تتكلم ، خرجت من السياره مسرعة وهي تحاول سحب سعاد للخارج ، خرجت سعاد ويزن وهم ينظرون في دهشة لتصرفاتها الغريبه ، كانت تشير إلى الغابة
•هل رأيت شيئا ؟؟
•ماذا حدث لك هل انت بخير؟ سألتها سعاد بقلق
لم ترد الفتاة ابدا كانت فقط تشير إلى الغابه وهي تحاول ان تخرج اي حروف او اي كلمات تحاول ان تشرح لهم انها اتت من هناك ولا تذكر اي شيء بعدها ، ما هذه الفوضة اللتي اصابتها
• حسنا ادخلي انت إلى العربه وسأذهب معها لأرى ماذا تريد ان توصل لنا
امسك يزن كف يدها بحنان كان يشعر كأنها طفلة عاجزه عن التعبير عن ما تريد ثم نظر لعينيها بقوة وهو يخبرها من خلالها انه لن يتركها ابدا وهو لم يكن خائفا من الغابة لانها ليست بالمرا الاولى اللتي يأتي لها بهدف البحث عن الفضائيين التي هو مقتنع تماما بوجودهم ويحاول اثبات ذلك للعالم لكن كان سؤال وحيد يدور في ذهنه ، ما اللذي قد يأتي بفتاة إلى هذه الغابه سار كل منهما وهو يمسك بسد الآخر بقوة وكأن يداهما قد التحمت ببعضها ، هي كانت خائفة ومرتبكة وتمسك بذراعه كأنها طفلة خائفة من المجهول ، قادته في نفس الوجهات التي اتت منها كانت لديها قوة تركيز لم تتوه حتى عن المكان اللذي وجدت نفسها فيه وحين وصلت إليه اشارت له بيدها على الارض واستقلت في محاولة منها للشرح له عن ما وجدت نفسها عليه
• انتظري !!... انت لا تذكرين ما حدث سوى انك استيقظت هنا؟
هذا يعني شيئان ، إما ان تكوني قد اختطفت وضربتي على رأسك مما ادى إلى فقدانك الذاكرة رغم عدم وجود آثار لأي خدش او جرح او انك سقطتي من السماء ...
ثم تابع بأيتسامته البلهاء
•لكنني ارجح الخيار الاول والاكثر عقلانيه رغم انك تشبهين الملاك
مد يده وسحبها لتقف ، هزت رأسها بسؤال إن كان قد فهمها فبادر هو الآخر بالإماء لها ليطمئنها انه فهم ما تريد ايصاله
* * *
أنت تقرأ
فتاة من السماء
Romanceفَتَحت عيناها اللوزيتان في شيء من التَوهان وهي تشعر ِبقطرات َخفيفة من المطر لا تعلم اين هي او حتى من تَكون، ترى كُل شيء َغريب حولها ومظلم حاولت الوقوف والسير، حافية القدمين َجسدُها ِبالكامل يؤل ُمها ، سارت ُمرتا َعة َمذهولة تقودُها ِرجلاها نَح َو ِ...