سيء

39 7 2
                                    

لقد انتهى الامر بيننا منذ سنوات...لكن...اشعر كما لو ان الامر حصل في الامس فقط...انه...يستمتع بوقته...اراه يتسمع هنا وهناك مع الكثير من الفتيات...انه...لا يفتقدني...كما لو اننا لم نعرف بعضنا البعض...لا يكلف نفسه عناء القاء نظرة علي...هل...استحق كل هذا...؟ ماذا فعل...؟ انا...لست سوى سراب...

****

اتسيقظي...ميلودي...استيقظي "

رفضت ميلودي الاستيقاظ...كانت تضع وسادتها فوق رأسها حتى لا تسمع الضجيج الموجود في الخارج...كانت تشعر بالانزعاج الشديد " لا اريد الاستيقاظ الان...اتركني وشأني..."

كانت ميلودي تتحدث ببرود شديد...على الرغم من ان صوتها بدى متعبا للغاية ، نظر اليها زين في قلق " هل انت بخير...؟ هل انت متأكدة انك لا تريدين الاستيقاظ...؟ "

لا تقلق...كل شيء بخير...دعني أنّمِ الان..." قالت ميلودي بنفس ذلك البرود الشديد

نظر اليها زين وتنهد...ميلودي يا ميلودي...كم اشتقت اليها...

ميلودي يا ميلودي 

تمر الايام كما تمر عادة...تمضي الايام كما تمضي عادة...كل يوم...ذات صوت البكاء...ذات ذلك الازعاج...ذات الوسادة...ذات الشخص...ذات البيت...

توقفي يا ميلودي !" صرخ زين...لكن ليس لصراخه معنًى بعد الان...

نظرت اليه ميلودي بتلك العيون الدامعة...بذلك اللون الاسود تحت عينيها...ميلودي يا ميلودي...

نظر اليها زين بيأس...نظر اليها بألم...نظر اليها باشتياق :" لماذا تفعلين هذا...؟ لقد مات...لقد انتهى...لقد اندثر...ماذا تنتظرين ؟ تحدثي معي رجائا " 

نظرت اليه بألم وخوف...نظرت اليه بجزع...لم ترد تصديق الحقيقة...لكن...كان يجب ان تصدقها 

لماذا لا تزال تقف بجواري...؟ الست عبئا عليك...؟ " تردد صدى الصوت في انحاء الغرفة...نظر زين الى الارض...لا يعرف كيف يجيب...تنهد...ونظر اليها...فتح فمه ليقول شيئا...لكنه سرعان ما تراجع...

اغمض عينيه وتنقص بعمق :" اسمعيني يا ميلودي......انظري الي...انا...احبك...كما احببته...انا احبك...انت سبب عيشي...يفعل الجميع اشياء مجننونة للحب...اليس كذلك...؟ " نظر اليها بابتسامة يائسة...لم تجب عليه...ودفنت وجهها في المخدة...

ميلودي يا ميلودي 

تفتح عينيها وتغمضها ثانية......هل انا على قيد الحياة...؟ يوما اخر...؟ تدور تلك الافكار في عقلها...صمت تام...لا صوت سوى صوت خطوات زين...فتح الباب...ونظر الى الفتاة التي تنظر اليه بفزع...عينيها الجاحظتين...العرض الذي يتصبب على جبينها...تنفسها الضحل...

كابوس اخر...؟ " سأل...وهو يتنهد...

لم تعرف كيف ترد...الشيء الوحيد الذي استطاعت قوله هو :" انت...حي...؟" 

تنهد زين وأومأ  :" اجل انا حي...انا بكامل قواي العقلية والجسدية...كما اظن..." 

اختفت تعابير الفزع نت على وجهها بعد ان ادركت الامر...نظرت الى سقف الغرفة وسألت :" في اي يوم نحن...؟" 

نظر زين اليها...متأملًا ملامحها الميتة :" يوم الثلاثاء...لماذا...؟" 

لم تجب عليه...بل اكتفت بالتحديق في السقف

نظر اليها بيأس وتنهد...خرج من الغرفة...

ميلودي يا ميلودي 

......... 



Back to blackWhere stories live. Discover now