الطفل الذي في داخلك يجب أن يجد منزلًا .
' شتيفاني شتال '_________________________
آراكَ أمامي تنتظرني ولكنّي واللّٰه أنا مَن في الإنتظارِ .. تنظُر لي لتُثير عاطفتي ولكن دموعي كالعازلِ .. رجفت يداي تمنعني مِن إحتضانك وما بيدي حيلةٍ ولكنّي سألجأ لصاحبِ الحيلةٍ وأدعو أن يُقربنا لتكون مُهدئي وهُداي وأكون لكَ الوطن المنيع .. أعلم فأنتَ مثلي مُتعبٌ وتنتظر أن تحيا لكي تكون في العشقٍ الصريع
جالسًا في ظلامهِ دموع تنزل بهدوء كعادة عُمر عاشه .. فهو لا يتذكر أنه في يوم عاش فيه بدون رفقتها .. أيعقل أن مِن كثرة ندوبك تُرافق دموعك !! تنهد عندما سمع رنين هاتفه فأجاب على المِتصل الذي لم يختلف حاله عنه كثيرًا فكُلنا مشتركين في شئ مِن أول نزولنا "الكَبد" ...
-أيوة يا "يُوسف" .. لا مش ناسي المعاد وأنا قبل ما أمشي ظبطت التلاجات وعملت تشيك 'فحص' على النواقص وكان فاضل قلب بس ...
إستمع لكلام صديقه فرد عليه وهو يضحك بسخريةٍ :
- معلش أصل أجبله منين قلب لا إتحب ولا إتجرح ولا شاف حرمان .. ياعم ده الناس سواد قلبها بيصبغ دمها فبتموت وفي الأخر بلبس أنا وحصتي بتنقص ..
يبدو أنه يتلقى توبيخٍ ولكن قابله بضحكةٍ وهو يرد عليه بصوتٍ يحمل أثر ضحكاتهِ :
- وأهون عليك ده أنا حبيبك ؟.. طب وربنا ماتعرف تعيش مِن غيري ، متتعصبش أوي كده ... لا لا خلاص أسف أصل لو الشتيمة وصلت لسانك أنا هيتقل مني كتير فهقفل بكرامتي أحسن .
وأنهى المُكالمة وهو يسرح في حياة "يُوسف" أيضًا ويسأل نفسهِ .. مَن ليس حزين !!؟
زفر وهو يقول لنفسهِ بسخريةٍ :
- أتنيل يا "حبيب" وخليك في خيبتك ..
وجاء ينهض ليجهز نفسه حتى يذهب مع "يُوسف" في موعدهم ولا يتلقي توبيخه المُعتاد وأمسك جهاز التحكم لكي يغلق التلفاز ولكن لفت نظره مشهد يُعرض عليه مِن المفترض أنه كوميدي والممثلة واقفة أمام ثلاثة رجال جالسين أمامها ويفصل بينهما منضدة وهى تعرض نفسها وجسدها عليهم مُقابل المال وتقول بكُل فجور وهى تكشف سترها وترفع طرف ثوبها لتظهر قدمها بسخاء وتقول جملتها الشهيرة وكانت ما يُسمى ب"تريند" لفترةٍ ما :
- هتدفعوا كام ؟!! خلصوا هتدفعوا كام ...
فعندما سمع "حبيب" جملتها بطريقة كلامها جلس مكانه بجسدٍ تجتاحه البرودة وتابع المشهد وهى تضيف ومع كُل جملة ترفع أكثر لتظهر رجلها أكثر :
أنت تقرأ
سـجن يُـوسُـف
Adventureمسجون داخل حيز أفكاره .. في سـجن وهو نفسُه مَسجـونه وسجـانه .. تَمرد وتَجبر بعد ما كان تحت ظل اللّٰه تعالىٰ وسُبحـانه .. فهل بعد سنوات مِن الجفافِ سيعود جريان الماء في أنهاره "مُحاصرون خلف قُـضـبـان وذكـريـات .. نحن مصاريع الـهـوىٰ"