لو أنني اسيرٌ لأحدٍ لما اخترتُ سِوى عينيكِ مُتَّكّأ !
-
متى كبرت؟ لا بل متى كنت صغيرًا حتى؟
فأنا لم ارى يومًا انني صغير على ذلك الهم اذ انني كبرت عليه و على هذا الغم مذ ان ولدت وسم بي العذاب وقسم لي الوجع فلا طفوله هنيئة ولا واقع سليم يجعلني احن قليلا .. قليلا فقط لتلك الليال وانا لم المح اي طيب او نوايا حسنه من والدي مذ صغري او انصافٌ منه .. فأبي كما كان الان كان في صغري وحشًا بل وافظع من قسوته الحاليه !
اتذكر تلك المره جيدا عندما كنت العب في مكتب ابي بيدين ترتجف ونابض يبكي فأنا ارى وعيد ابي ومن سينجيني من تلك الوعيد من ! لم يكن ليتركني ابي اتواجد في مكتبه لكن في ذلك اليوم عمي كريستيان اتى وكنت العب معه اذ كان يحملني ويلاعبني لأنني كنت صغيرا جدا حينها ولا اذكر كم كان عمري
فجلست قربه اريه العابي حيث ان ابي لم يسمح لي بفعل ذلك يومًا او يرى ما اريده ان يراه فعمي كان بمثابة والدٍ لي ، وبعد ان قدم ابي ببعض الملفات تراجعت للخلف واتجهت لزاويه بعيده لألعب بمفردي
كنت الوحيد في هذا المنزل لوقت طويل انا فقط وحدي مع شر ابي وصمت امي اذ انها الان ترقد في فراشها والدمع يغطي محاجرها لان ابي ضربها وهي حاملاً للمرة الثانيه فلقد قالت لي ان اخي مات والان امي حامل مرة اخرى فضربها وبلا سبب وعندما حاولت التدخل ضربني ابي والقى بي ارضًا انا الاخر وظلت امي تبكي بحزن وانا رفقتها اتأمل اللاشيء واحاول ان اساعدها الا انني كنت صغيرًا ولا اعرف التصرف لكنها اخبرتني ان اخرج لألعب وانا ستنام وخرجت دونما حيلة .. فلا اعلم ما افعل قامت احدى الخادمات بندائي وحينما اتيت إليها امسكت بيدي واخذت بي لنلعب سويًا ... وبعد ذلك اتى عمي بحلواي المفضله واخذه ابي الى مكتبه فورًا وقال انه سيذهب ليحضر بعض الاشياء .. في اثناء لعبي رمقني ابي بطرف عينه فأستقمت بدوري وهممت لاخرج لكن اوقفني عمي فقلت بكذب متقن : انها الثامنه عمي انه موعد نومي علي ان انام طابت ليلتك عمي .. طابت ليلتك ابي
جمعت حاجياتي وخرجت واثناء خروجي رأيت احدى الخادمات كانت تستمع الى الباب وحين ان رأتني رمقتني هي الاخرى بقسوة فأسرعت اعود لغرفتي قبل ان تهم لضربي فهي كثيرا ماتفعلها ، بعد ذهاب عمي انتظرت بضع سويعات ثم قررت العودة للمكتب فانا نسيت احدى العابي وبالتأكيد ابي قد ترك مكتبه وسيتسنى لي احضارها والا سيحطمها فألعابي تلك احصل عليها من عمي وامي في احيان اخرى واخبئها من ابي جيدا ، ذهبت الى المكتب احمل سيارتي وقبل خروجي سمعت صوت ابي يقترب فسقط قلبي وخارت قواي وافلتت السيارة بفزع قبل ان ادني واحملها وركضت بخفه ادعو الا يستمع ابي الى ضجيجي
اختبئت خلف احدى الارائك وجلست احتضن سيارتي خائفا مما سيؤول اليه الحال ان لمحني ابي كنت منكمشًا خائفًا اخشى حتى ان يسمع صوت تنفسي وانتفض كلما اقترب لحين استقر في منتصف المكتب وسمعت صوتًا أألفه نظرت من احدى الفتحات التي تكونت من خلال الاريكتين لأرى الخادمه ألبا تتقدم الى ابي بوجه غاضب محتقن ولم تكن ترتدي ثياب الخدم المعتاده ورأيت ابي يقوم بتعديل ياقة بذلته ويتأفف وبدا متمللاً والتعب يعتليه فقالت هي بصوتها العال : انت تريدني ان استمر بدور الخادمه فقط لئلا تحزن هي وتتحجج بالصغير ماشأنه بي انه طفل جيريو طفل صغير انا بدأت اكرهه بسبب حججك واكره ان اؤذيه لكن فكرة انه العائق بيننا تزيدني كرهًا له !
استدار ابي يبحث عن شيء بعينيه الداكنه وقال : هيبي وغد الا ترين انه يعيقني انا ايضا ؟تلك الحمقاء لم ارد الانجاب منها لكنها لا تستمع إلي وانجبت طفل عنيد والان حامل بأخر مجددا وهي تحقق مراد ابي وانا افعل ذلك لان هيبي ان علم انك لست خادمه كما يظن وانك ..
قاطعته : انا ماذا؟ حبيبتك المنسيه التي امتثلت لأمر شخص والقيت بها عرض الحائط والان تجبرها لتكون خادمه فقط لأنها تريد البقاء بقربك!
صرخ بها بيأس : ألبا ، انا مجبر مثلك تمامًا لايسرني لقاؤنا الخفي ولكن تعلمين ان ابي
قاطعته بقسوة وعين دامعه: ليس اباك انت يتيم جيريو لما تستمع الى شخص تافه وتتزوج ابنته الغبيه قسرًا فقط لأنه اخرجك من مأزق واجبرك على ان تكون ابنه ويستغل ذلك في كل حين ويهددك فقط لأنك سقطت في الديون لمرات عدة وكدت تسجن وانقذك بماله وعائلته ايحق له بذلك ان يستغلك للأبد ! انظر انا كان بإمكاني منحك اكثر مما تريد لكنك رفضت والان نقاسي سبب رفضك اللامبرر .. الست حبيبتك مذ صغرك؟ اولست!!
تنهد ابي وتعكر صفو مزاجه وكأنما ذكرته بما لايحب فقال بصوت خفيض به نبرة رجاء التمسها لأول مره : ألبا .. انا احبك مذ ان تلاقينا في المدرسه و انا ممتن لتلك المنحه التي جعلتني التقي بحب حياتي .. وانت تعلمين ان ذلك الوغد اجبرني على الزواج بأبنته لحاجتي للمال ويستمر بذلي ولكن ألبا انا ابذل جهدي لجمع المال الذي قدمه لي لأسدده اليه وحينها سأترك ابنته له اعدك
قالت بحزن ونبره باكيه : وهل ستترك اطفالك؟ اتظنني لا ارى حبك المخفي لهيبي واهتمامك به؟ اتظن انك ستخدعني بقولك انك ستتخلى عنه لأجلي ان كنت ستفعل فلم هي تحمل طفلك الاخر الان؟لم هي تنجب! لست ابني سعادتي على حزن اطفال لاذنب لهم جيريو
شد على قبضته واستدار إليها بعتب: ألبا ، هيبي سيكون بخير مع والدته كما طفلي الذي بين احشائها انا لست اب جيد لذا سيكون علي ان ابقى بعيدا عنهم .. ولنتزوج ألبا مللت علاقتنا المخفيه هذه .. اعدك لن يحدث شيء سيئ مجددا لابأس هيبي سينسى وجودي فهو لايحبني ولا يناديني بأبي حتى
امسك بيدها فعانقها وبادلته العناق المحب ورأيت ابي كما لم اراه ابدًا .. ضحوك وبهيج وسعيد .. وكأنما الحب يسري داخله
قال ابي بصوت هادئ : ليتني استمعت الى كريستيان حينما قال لي انه سيتكفل بالمال ولكن كبريائي منعني من ان اخذ منه المال رغم انه كان صديقي الاقرب مذ المدرسه الى الان .. لم اكن لأذل او اهان او اجبر على الزواج ان كنت حقًا اخذت منه المال .. احيانا الوم عائلتي لكونهم تسببوا بعقده النقص تلك التي لدي بت اكره المساعده والمال واي شيء يقدم لي واراه مهينًا
كنت مجبرًا ، فأخذت المال من ذلك الرجل وليتني لم اخذ.. ليت ! لم اكن اب جيد ولست زوج جيد انا مجبر على العيش بهذه الحياة الممله فقط لأظفر بك في نهاية الامر .. انتظريني ألبا
شدت عليه وهدأت فأمارات الحب علت وجهها وانطفئ الغل منها وقالت بهيام : سأنتظرك دائما لأنني احبك جيريو انا تركت عائلتي و اتيت لأبقى معك فلا تخذلني ابدا انا سأبقى معك دائما
ابتسم وقال بينما يضع رأسه على كتفها :تعلمين انني اكره ان اكون اسيرًا لكن لو أنني اسيرٌ لأحدٍ لما اخترتُ سِوى عينيكِ متكأ ! ، ذاتَ خودٍ و نَضرة ، نُزوع هَوى الحاضِر
مكملةٍ وفيك من الميلُ ما يتوغل صَدري
شجيّة الودادِ و انتِ سليلة الجمال للناظر
خفق قلبي وتوسع بصري اذ ان ابي لم يقل لأمي صباح الخير يومًا حتى وبعد ان نظرت اليه يبادلها القبل بمودة ويهيم بها .. تذكرت كم صفعه نالتها امي وكم ضربه حطمت قلبها ومذ ذلك اليوم لم اعد كما كنت ..
فبعد خروجهم المطول اذ انهم ظلا هناك لوقت طويل قبلات وشراب وضحكات وحب منتشر ..
هرولت لغرفتي سريعا اختبأ خلف فراشي بخوف كبير ولم انم ليلة انذاك ..
لم تكن صفعه ولم تكن ضربه كانت طعنه من نوع أخر
ان اعلم ان والدي يتيم وكان يعيش في ميتم وعند خروجه من الميتم تبدأ حياته بالتخبطات والتعب فهو وحيد وفقير ولا اقرباءله او احد سوى صديقه المقرب كريستيان والذي ساعده وسانده كثيرًا استأجر له شقةً وجلب له مؤونه وحينها بدأ بالعمل والجِد انشأ شركته بمساعدة صديقه وشعر بالخجل من ذاته فهو يرى ان صديقه فعل له الكثير وحينما واجهة صعوبات ادت به الى الفشل احتاج الى الكثير من المساعده فبسبب تلك المعاناة رفض ان يأخذ من ألبا ورفض مساعدة كريستيان واصراره ولم يجد سوى ان يقبل بعرض العم ويل فأخذ منه المال الكثير وظل العم يحاول بشتى الطرق ان يجعله ممنونًا له طوال الوقت ، كأقراضه الكثير من المال بشكل مفاجئ ومعاونته واجبره على ان يكن له دين حتمي وذلك لأن العم ويل هو عم جيريو الحقيقي ولكن والد جيريو تم نفيه من العائله و الارث لأسباب مجهوله والقي بالابن في دار الايتام مذ طفولته وعندما كبر عاش حياة متخبطه وبعد تلك المعاناة يجد ان الشخص الذي ساعده طوال الوقت هو عمه والذي فعل لذلك عمدًا لعلمه ان اخيه توفي وان ابنه سيكن لهم الحقد ان علم بحقيقتهم لذا اجبره على ان يكون مديونًا له اولاً وبذلك فرض عليه العودة لعائلته ، عائلة لودر ويعود كفرد اليهم وزوج فذلك العم مجددا عندما رفض جيريو البقاء معهم واكتفى بزيارات اجباريه فرض عليه الزواج بأبنته لئلا يكن لجيريو اي مجال للهرب او التراجع وقيده رغمًا عنه .. رغم الثراء والعائله
كان جيريو حزينًا ومكبلاً ولايطيق صوفيا تلك التي تهيم في حبه وحاولت بشتى الطرق ان يحبها لكن لم يلتفت اليها وهي تعلم تماما انه يخونها علنًا مع ألبا والتي هي حبيبته ... ولكنه تحت رحمة والدها
وضياعه جعله يظلمها رفقته وذلك ماجعل كريستيان يقف ضده ويرفض مواساته ويجبره على التحرك
توترت العلاقه بين الاصدقاء وتخللها الكثير من التنافر لحين اعتذر كريس منه واصبحت العلاقه عاديه وتتحول لمشادة احيانًا ...
علم كل ذلك من خلال السنين واستراق السمع
فكبر هيبي واعيًا ان امه مرفوضه ، وهو مرفوض ، وليم مرفوض ،وكذلك ماي
وان العائله المرغوبة لن تأت ابدا فعاش وكبر على تلك الفكرة ....
ورغم موت العم ويل جيريو لم يفكر بتصحيح وضعه اذ انه تحول للأسوأ ..
-
استقطاع للذكريات المتهاويه .. وعودة عند نقطة الحب
-
أنت تقرأ
منسيّ | لانهاية لك في داخلي ...
Ngẫu nhiênماغرّك بِحُزني لتتمّنى داومَه وماذا رأيتَ ببؤْسي لتُخلده بي؟ .. - هُنا الطريق باردٌ وقاس انا الطريقُ المُّظلم فلا تمري بي انا موحش .. لن اسرك انا سَوّداوي اكثرُ مِما تَظنين وانا بعيد لستُ بقريب لستُ منسيّ ، لكنني لا أذكر ... - قَد تْشفى جروحي الت...