Part 39

8.5K 188 9
                                    

هز فهد راسه بالايجاب ؛ وقت كانت صغيره ، ماتو اهلها .
ناظره الدكتور بفرح ، قدر يحدد مشكلتها ؛ كمل ، صار شي لها ، بكيت ، انهارت ، جلست لحالها كيف وش صار معها بالضبط . 
م كان فهد يعرف وش صار معها بالضبط ، لكنه كان يجاوب الدكتور ، من كلامها قبل معه ، ومن شرحها له وش صار معها بالضبط ؛ مرت عليها فترة ما بكت فيها ، وجلست خمس شهور ما كلمت احد ، هذا الي اعرفه .
هز راسه الدكتور ، وكان خايف من نقطه ، نقطة انها يصير معها نفس قبل ، وانها تجلس فتره طويله ما تتكلم مع احد ؛ وقت جبتها هنا ، لحظتها ، شفت منها اي شعور ؟ لو بسيط .
هز راسه فهد بالايجاب ؛ انهارت وقتها ، كانت اول مره اشوف فيها دموعها .
ناظره الدكتور ، وكان فقط يحتاج اجابه وحده ، حتى يقدر يحدد حالتها ؛ تعرضت لصدمه في فترتها ذي ؟ صدمه قويه ؟
هز فهد راسه بالايجاب ، وابتسم الدكتور ؛ تحتاج ترتاح الحين فقط ، صدمتها القديمه ، عالجتها صدمتها الحاليه ، اذا انت صادق وانها بكت ، بينت شعورها ، هذا يعني انها تدريجاً وترجع نفس قبل ، قبل تتعرض لاي صدمه في حياتها من قبل ، كانت مريضه نفسياً بتبلد المشاعر ، وم اظن ما تعرف وش يعني تبلد المشاعر ، لكنها بدت تتعالج منها الحمدلله ، لكن كل الي ابيه منك ، ان اي شخص قريب من قلبها ، يكون معها ، فترتها هذي تحدد اذا ترجع نفسيتها احسن او تسوء ، حاولو انكم تخلونها تتكلم ، واعطني ابسط تفصيل يصير بينكم ، لان ممكن يكون دلاله على تحسنها ، قدامها العافيه بإذن الله .
هز راسه فهد بالايجاب ، وعينه تراقب الدكتور لين اختفى من قدامه ، ولف بنظره على غرفتها ، واقترب من بابها يشوفها ترجع تنام ، او بالاصح ، تبتعد عن عالمهم ، ورجع يجلس هو على الكراسي ، ينتظرها ، ما ودها يجبرها على الكلام ، وده بخليها تاخذ راحتها ، ومرت ساعه ونص ، وهو يناظر باب غرفتها ، يحرسها ، حتى ما يكون فيه غريب يدخل ، وقف من جديد ، يناظرها ، وعقد حواجبه من شافها واقفه ، وثواني ودخل ، مسك ذراعها ؛ لا تسوين شي لحالك ، ناديني انا موجود .
هزت راسها بالايجاب ، وتقدمت وهو معها ، ودخلت الحمام ، ناظرت نفسها بالمرايه ، مو ليان الي تعرفها ، ونزلت دموعها فوراً ، وانحنت على نفسها ، تبكي ، تطلع كل مشاعرها الي حبستها من قبل ، بكت موت حليمه ، بكت كلام مناهل ، بكت افعال اسماء معها ، بكت افعال سمر ، بكت موت اهلها ، بكت ضرب بدر لها ، بكت اعتراف فهد لها ، بكت كل حدث المفروض هي تبكي فيه ، دخل فهد من طولت في الحمام ، ورق كل قلبه من شافها منحنيه على ركبها تبكي ، يسمع صوت شهقاتها ، وتقدم هو ينحني لها ؛ ليان .
رفعت نظرها له ، بعيونها المغورقه بالدموع ، وتقدم هو يحضنها ؛ ودك بالبَكي ؟ انا موجود ابكي في حضني ، لا تبكين بعيد عني ، تدرين ليه ؟ مين يمسح دموعك لو جلستي لحالك ؟ انا امسحها لك .
دفنت وجهها في حضنه ، هي موتها صار في حضنه ، تحس انها في حضن ابوها ، وهذا يكفيها ، حملها بين يدينه ، يطلع من الحمام يتركها ، على السرير ، ونزل راسها على المخده ، ومسك يدها ، يناظر في عيونها ، وبيده الثانيه مسح بسبابته دموعها ؛ تدرين اني اقول وش هي من بنيه هذي ، م تبكي ؟
بس والله صدق طلعتي ادميه وتبكين .
ناظرته بذبول ؛ ما كنت كذا ، ما كنت اسوي هذا كله ، كانت دمعتي على اي شي تطلع ، كل شي تغير بعد ما ماتوا اهلي ، صرت اكتم في نفسي كثير ، حتى رتيل ، حليمه ، ما كنت اقولهم اي شي ، اتذكر رتيل كانت تبكي على اتفه شي ، وانا على كثر ما كنت انضرب الا ولا مره نزلت دمعتي ، حتى وقت عزام يضربني ما كنت اعطي اي ردة فعل ، لاني تعودت ، كنت انضرب من بدر ، من اسماء ، من سمر ، بس كنت ارد ، الشخص الوحيد الي ما ارد عليه ، بدر ، لاني اقول انه ما صار معه كذا الا بعد وفاة اهلي .
وتقدم فهد لها يجلس جنبها ، يترك راسها على صدره ؛ لو تقولين لي لا ، ما ابيك ي فهد ، بقولك ما اخذ بكلام بزر ، وقت يصير عمرك 20 باخذ رأيك ، الحين انتي بنتي ، بعدين زوجتي .
غمضت عينها وسالت دمعتها ؛ تدري انه ذبحه علشانه ما اخذ الي يبيها ، يقول انهم رفضوه وقالو له انه لو صرت مثل اخوك فيصل تعال وما نرفضك ، يقول انه ذبحه علشان يقهر ابوه واخوانه في فيصل ، يحرق دمهم مثل ما حرقو دمه ، مات ابوه بعد ما مات ابوي ، جاته جلطه ومات ، يعني هو السبب في موت ابوه بعد ، مثل ما هو السبب في موت ابوي ، تدري ان بعد نواف هو السبب في احتراق عمارتنا ، والسبب في موت حليمه ، هو السبب الي خلانا نعيش عندكم ، هو السبب في تشتتنا ، هو هجم علي وقتها ، وقت كنت لحالي ، ما كنت اتوقع بيجي يوم ويأذينا فيه ، لانه كان انا مثل الاخ ، رتيل كانت تقول انه معجب فيني ، ويحبني ، وسمعته وقت كان يتكلم مع امه وانه وده اني اكون زوجت
بترت كلامها من حست بشد فهد لها ؛ ما ودنا بطّاريه ، لو اخذتيه وقت جبروك ، برملك وقتها ، واربع شهور وبعدين اخذك واخليك زوجتي طيب غصب ما يهم ، اهم شي انتي لي .
تنفست بعمق تدفن وجهها في صدره ، خجلها صار مكتسحها الان ، وضحك فهد ؛ احبك وقت يتلون وجهك ويصير احمر وقت تستحين ، يجعلني فدا لذا الوجه .
وابعدها شوي عنه ، يناظر وجهها ؛ من ذي اللحظة اي شي تحسين فيه بتقولين لي ، مو تكتمين ليان .
هزت راسها بالايجاب ، وناظرها ؛ الي فهمته ان العزام ، يكون اخو ابوك ، عمك يعني .
هزت راسها بالايجاب ؛ ما عرفت الا قبل ما يموت بنص ساعه .
رجع راسها على صدره ؛ مات وارتحنا ، علشان ما تضطرين تقولين له عمي .
ابتسمت ورجعت راسها على صدره تنام عليه . 

أحبك لو طالت المسافات ‏ واهيمك لو على مر الأزمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن