حكاية علي و بتول(٤)

1.9K 59 0
                                    

_دي جميلة بنت عمي
=امممممم و هي جميلة فعلاً
_انتِ هتروحي مشي برده و لا هتركبي؟
=ابتسمت: اطلع يا علي أنا هركب من على أول الشارع
_طب هوصلك
=اطلع ياعلي أنا مش صغيرة بقا و انت شكلك مرهق
و فعلاً طلع
كنت حاسة بلهفته
أو تردده و توهانه
طلع المرة دي من غير ما يصر على إنه يوصلني
كأنه ماصدق
و انا اتمشيت زي مابحب و كذبت عليه
كان في نغزة وجع في قلبي
و كرامتي و نفسي موجوعين
و خوف كبير أوي جوايا
أنا...
أنا بحبه!
بس هو مش مهم عنده...
و رجعت بنت عمه اللي لاحظت نظرة عنيه الغريبة ليها
نظرة وجعت قلبي
و مع ذلك كنت عادي و حتى قعدت معاها شوية و اخدت و أديت معاها في الكلام و كان واضح إن امه و اخته مش مرحبين بيها في حين كان باباه ساكت و كأنه بيقيم الموقف و هو كان زي العيل الصغير اللي مش عارف يتصرف و مع ذلك كأنه كان مشتاق!
و حتى...
لبعض الوقت كأنه نسيني!

مرت أيام كانت روحي مطفية
و كنت متجاهلاه بس كنت منتظرة بأمل
بس طول الايام دي كأنه مش موجود!
و دا وجعني منه أوي
خصوصا إن عرفت من اخته إن بنت عمه دي رجعت تاني و اعتذرتله و بقت تقريبا كل يوم عندهم!
لحد ما أخيراً لقيته بيتصل بيا و بكل هدوء قال من غير مايكتر في الكلام:

_انتِ معزومة عندنا النهاردة و هتقضي اليوم معانا، هعدي عليكِ اخدك...

و بالفعل كان مستنيني تحت البيت
سلم عليا بروبتيته المعتادة
و مشينا في سكوت لحد ماقال باستغراب:

_غريبة يعني ساكتة غير عادتك!
=منتظر إيه مني يعني!
_طبيعتك مرحة و ابتسامتك دايما على وشك و انتِ النهاردة عكس كدا، انتِ زعلانة مني في حاجة!
=أنت شايف إنك غلطان في حاجة؟

بصلي و سكت
نفس بصت العيل الصغير اللي حاسس بذنب و متردد
اتنهدت و سكت و كملنا مشي لحد مالقيته بدأ يتكلم و يحكيلي زي عادته و أنا اسمعله من غير رد لحد مالقيته اتضايق!

_أنا بكلمك على فكرة!
=و أنا بسمعك
_لأ انتِ مش مهتمة! لو مضايقة من حاجة قولي!
=قُلتلك بسمعك يا علي مالك!
_طب إيه رأيك في كلامي أوافق على طلب المدير؟
=أنت عايز إيه!
_يوووه! منا بسألك إيه برودك دا!
=مش ملاحظ إنك عصبي و إحنا في الشارع خد بالك
اخد نفس عميق و بصلي تاني بعدها و كأنه مستني ردي علي سؤاله فتنهدت و قُلت:
_لو أنت شايف إنه طلبه دا في مصلحتك و إنه مش هايجي على صحتك و حياتك  و أنت قدها يبقا ليه لأ خصوصاً إنه كدا فيها مرتب أعلى...

بصلي بسكوت للحظة و بعدها ابتسم:
=صح كدا زي مانا كنت بفكر بس متردد و انتِ كلامك صح...
هزيت راسي بسكوت و بعدين لقاني و قفت فاستغرب فقُلت:
_أنا هرجع بيتنا تاني أنت كنت عايز اللي يريحك في قرارك و خلاص و بعدين شكلك عايز تتخانق و أنا مفيش حِيل
مسك أيدي بسرعة و قال:
_استني هنا انتِ عبيطة يا بتول! مالك النهاردة!
=أنت اللي مالك!
حسيته اتوتر تاني لكنه اخد نفس و رجع لثباته و مسك أيدي و قال:
_يلا بقا عشان مستنينا في البيت...

و ياريتني ماروحت
كانت هناك
كانت بتتصرف بطريقة ماعجبتنيش معاه
و فهمت انها قاصدة
و هو كان عادي و بيتعامل عادي من غير مايهتم
و كأنه نسي نفسه
و مامته و اخته و باباه كانوا مش راضيين عن طريقتها
في حين إني ساكتة و بتعامل عادي و بتفرج
لحد ما وصل بيها الأمر من الوقاحة إنها طلعت ورانا الشقة و هو بيوريني ديكور جديد و اللي كنا متفقين عليه و في وسط الكلام قالت:
_تعرفي إن دي كانت هاتكون شقتي أنا

مردتش عاليها كنت بسمعها بهدوء و مستنياها تكمل وقالت:

_كنا مخطوبين، حكايتنا زي اللي بنسمع عنهم، بنت العم لابن عمها من وهما صغيرين و كبرنا على حب بعض

كنت ساكتة و مبتسمة عكس اللي جوايا
كنت منتظرة رد فعل منه
تكذيب
يزعق
أو حتى يصلح الوضح من باب الزوق
لكن لقينا اخته طلعت و هي بتبص ناحيتها بضيق و قعدت تتكلم و فهمت إنها بتحاول تمشيها في حين كان هو اغلب الوقت ساكت زي سكوتي...
كملت اليوم
و أنا برده بتظاهر بطبيعية و بتفرج على الوضع
أدافع!
اعمل مشكلة!
ابدأ كيد زيها و لو بداته حقيقي الوضع في مصلحتي أنا!
أنا لو بدأت مناورات معاها مكنتش هتعرف تواجهني
هي متعرفنيش
زي ماهو برده مايعرفنيش
بس...
اعمل كدا ازاي و ادافع عن حقي فيه إزاي و هو محلك سر!
محسسني بوجع و قهرة...
اليوم انتهى و هو قرر يوصلني و عند بيتي وقفنا وقبل ما اطلع قُلت من غير ما ابص في عنيه:
_ علي انا مش عايزاك، طلقني...
يتبع...
#رجال_لكن_ظرفاء(حكاية علي و بتول)
#غادة_عادل

رجال لكن ظرفاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن