ميغومي 6
توجي 30كان توجي واقفاً أمام باب المدرسة منتظراً خروج طفله...
لم يمر كثير من الوقت حتى شعر بأصابع صغيرة تمسك يده...
"اه ميغومي...كيف كان يومك ؟"
اردف صاحب الندبة بابتسامة صغيرة بينما يسير مع صغيره للمنزل
"جيد...لا شيء جديد..."
رد الفتى بهدوئه الذي ورثه غالباً عن والده...
"حسنا المهم انك استمتعت...ماذا تريد أن تتناول اليوم؟"
"لا بأس بأي شيئ..."
فكر توجي قليلا ثم اردف
"حسنا لا مزاج لدي للطبخ...ما رأيك بالذهاب لمطعم..."
"حسنا...لنذهب"
"حسم الأمر لكن أولا علينا الذهاب للبيت و تغيير ثيابك"دخل توجي للمنزل و أغلق الباب بينما سبقه فحمي الشعر لغرفته بدل ثيابه و خرج لوالده...
"انتهيت ميغومي ؟"
"أجل..."
"حسنا...اجلس على الأريكة ريثما أجلب سترتك الجو بارد"
همهم ميغومي و جلس مكانه...
بضع لحظات و أتى توجي ... ألبس الصغير ثم أمسك يده و خرجا من المنزل
قرر أخذ السيارة فالمكان بعيد قليلاً...
جلس ميغومي في الكرسي بجانب والده...
لاحظ توجي ان الصغير يواجه صعوبة في ربط حزام الامان...ابتسم بخفة و ربطه له
اعطى هاتفه لميغومي ليتسلى قليلا ريثما يصلان...
استغرق الامر نصف ساعة و كانا قد بلغا وجهتهما...
ركن السيارة..ثم فتح الباب للصغير و انزله...
جلسا على الطاولة يختاران من القائمة..
"اذا غومي ماذا تريد؟"
"كاري مع الدجاج المقلي.."
"حسنا"
طلب توجي طبقين من الكاري و الدجاج المقلي مع عصير الليمون...
بضع دقائق و كان الطلب على الطاولة..
كان توجي يتناول بهدوء بينما ينظر لطفله و كيف تجمع بعض الفتات حول فمه...برغم انه طفل ذكي و هادئ للغاية لكن بالتأكيد لديه تصرفات كتلك...
تنهد الاكبر و سحب منديلا و مسح فم الصغير الذي شعر بالاحراج...
فجأة لاحظ توجي تغير ملامح طفله للخوف....
امسك يده و سأل بهدوء
"ما الخطب صغيري؟ هل هناك شيء؟"
لم يجبه الصغير بل أشار لزجاج المطعم...
على ما يبدو كانت لعنة ذات مظهر مرعب بالنسبة لفتى في السادسة...
تنهد توجي و دفع الفاتورة ثم خرج من المطعم و حمل الصغير الذي يحاول إخفاء خوفه و حشر رأسه في رقبة والده...
"ميغومي لا تخف هيا... إنها لعنة ... صغيري عليك الاعتياد على رؤيتهم..."
اردف توجي بينما يمسح على ظهر الصغير بلطف...لم يجب الآخر فقط اكتفى بايماءة..
أراد توجي تلطيف الاجواء لذا سأل ميغومي
"ما رايك بالذهاب لمدينة الملاهي ؟"
ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجه الصغير...
"أجل!"
فتح الآخر باب السيارة و وضع ميغومي في مقعده و ربط حزام الامان بينما جلس هو مكانه و شغل السيارة...
لم تكن الملاهي بعيدة للغاية...عشر دقائق و كانوا هناك....
ركن توجي السيارة في الموقف ثم انزل ميغومي و بدآ جولتهما...
كان توجي ممسكاً بيد الصغير كي لا يضيع...
لاحظ توجي ان فحمي الشعر ينظر لمحل المثلجات
اشترى اثنين واحدة بنكهة الشوكولا التي يفضلها الفتى و الفانيليا له...
"أبي دعنا نركب العجلة الدوارة...."
طلب الصغير بحماس ليجيبه والده
"لك هذا.."
ركب الاثنان في مقصورة في العجلة...
اجلس توجي ميغومي بحضنه كي يتسنى له رؤية افضل...
ما إن وصلا اعلى نقطة حتى تلألأت عيون الصغير من الدهشة...
"أبي...المنظر جميل للغاية من هنا"
عبر الصغير عن إعجابه بينما ينظر للأكبر الذي بعثر شعره بخفة
"سعيد أنه اعجبك!"
ركب ميغومي أيضا في السيارات و لعب بعض ألعاب الفيديو ثم تناولا البيتزا مع الكولا...
لاحظ توجي ان الصغير بدأ يتثاءب...
"غومي هل نعود؟"
أومأ الفتى براسه ليحمله والده للسيارة بينما تشبثت أصابعه الصغيرة بقميص والده...
وضعه في المقعد و اعاد الكرسي للخلف قليلا كي يستطيع التمدد بأريحية...
بينما وضع هو يده على المقود و اتجه للمنزل...
كان يلقي نظرة خاطفة بين الحين والآخر لطفله الذي غط في النوم...
مجرد رؤيته كانت تشعر الأكبر بالسعادة...
برغم أنه يتمنى لو أن زوجته كانت معهما...
ترى كيف كانت ستكون حياتهما؟تنهد بعمق و أكمل القيادة...
وصل للمنزل و حمل الصغير بهدوء كي لا يوقظه و صعد به لغرفته...
غير ثيابه و وضعه في السرير عندما اراد تغطيته استيقظ الفتى...
"اسف ميغومي هل ايقظتك؟"
"أريد الماء.."
ناوله كوبا من الماء شربه الصغير و أراد توجي ان يعيده للفراش قبل ان تمسكه يد الفتى..
"اريد النوم بجانبك..."
أردف الصغير بينما تحولت وجنتيه للون الوردي...
حسنا حتى توجي كان مستغربا من طلبه...
في العادة يفضل الصغير النوم بمفرده بحجة انه ليس طفلاً...لكن يبدو أنه خائف قليلا بسبب اللعنة...
ابتسم توجي و حمله و دخل لغرفته...
وضع ميغومي على السرير و أطفأ الأضواء و استلقى بجانبه ثم سحب الغطاء لأعلى..
كان الصغير يضع رأسه على صدر والده و الاخر يمسح على شعره...
بضع دقائق و انتظمت أنفاس الصغير...
يبدو انه غط في النوم سريعا...
لم يرد توجي اكثر من ذلك...
كل ما يريده حاليا هو حماية هذا الصغير...
يريد ابقاءه بعيداً عن أيدي عائلته...
يريد العيش معه و مشاهدته و هو يكبر...
يريد ان يجعله سعيدا...
تم سلب قلب توجي مرتين...
اولا اخذته والدة ميغومي و الآن استحوذ عليه هذا الصغير...للأسف...
كان للقدر كلمته...
اختفت تلك الحياة التي أرادها توجي بينما يلفظ أنفاسه الاخيرة...
لم يدر ان كان السبب هو قسوة العالم ام كبرياؤه الذي ظن أنه تخلى عنه بالفعل...
و يال سخرية القدر....
من بين كل الناس في هذا العالم...
إئتمن توجي طفله لقاتله...
طلب من غوجو العناية به...
لسبب ما كان متأكدا أن غوجو سيفعل...
و يبدو أن رهانه كان صحيحاً هذه المرة...
لقد اعتنى الآخر بميغومي كطفله...
استطاع إبقاءه بعيدا عن العشيرة و حماه منهم...
ميغومي برغم ان القدر دائما ما يقف في وجهه...
فقد منحه شخصين مستعدين لفعل أي شيء حتى التضحية بحياتهما لأجله...لم يكن ذلكما الشخصين سوى والده و الشخص الذي رباه...
بالتأكيد لن ننسى اول صديقين حصل عليهما...يوجي و نوبارا
و شقيقته التي لا تزال راقدة في سريرها...