Heaven's POV:
_____________________________
هل مرّ أسبوع على تلك الحادثة؟ في الحقيقة أنا لا أعرف ، لم أفكر في حساب عدد الأيام ولا الساعات ، بما أنّي أعرفُ جيّدًا النهاية فما الداعي لمعرفة الموعد حتى؟
كنتُ فقط أحسب الأيام لموعد حضور صوفيا مرّة أخرى ، وغدًا موعد عودتها.لم أفكر في شيءٍ قط سوى أخذ حمامٍ ساخن هذا أول وآخر ما أحتاجه ، ولكن بعد ذلك عليّ أن أتجهز للخروج مع هوڤر. الخروج بصحبة هوڤر!
يبدو ذلك غريبًا جدًا بالنسبة لي ، لقد أردت الخروج ولكن ليس هذا النوع من الخروج ، خروج مجهول .. رُبما أموت فيه.
كان انعدام الثقة هو أسوأ ما أعيشه حاليًا مع هوڤر ، لا أثق بأفعاله ولا بكلامه ولا به هو كهوڤر.
أسفل الماء الحار ، كل الذكريات وكل الأحداث في الأيام الماضية قد غزت ذاكرتي ، كل حدثٍ وموقف. لم أفكر للحظة بأنّه من الممكن أن تصل بي الأمور إلى هنا.
لقد أنكرتُ حقيقة أن انجذابي لهوڤر كان قاسيًّا ولا يمكنني محاربته أو إيقافه ، كانت مشاعر رغم سذاجتها غريبة بشكلٍ قويّ ، لا يمكنني السيطرة عليها ، ظننتُ بأنّ ذلك كان قد انتهى إلى أن رأيتُه على وشك الاختناق بين يديّ إيدن ، كاد قلبي يندفع من حلقي في تلك اللحظة ولكن كان عليّ تذكير هذا القلب العليل بمدى المسافة التي عليه الاحتفاظ بها ، لأنّ آخر ما أردتُ لهوڤر أن يعاملني على أساسه .. أن أكون عاهرته كما إدّعى إيدن.من المؤسف أنّي فقدتُ القدرة على البكاء منذ زمن ، بكائي البارحة بعد مغادرة إيدن كانت أول مرة منذ مدة طويلة ، حتى بعد خروج هوڤر وتركي بمفردي لم أستطع إيقاف تلك الدموع وعويلي الخائب ، كنتُ قد فقدتُ السيطرة على نفسي في تلك اللحظة وخشيتُ أن أعود بعد ذلك إلى سكب دموعي في الأماكن الفارغة ، كعينا هوڤر..
خرجتُ من الحمام وروب الاستحمام فوق جسدي وقصدتُ الخروج من الغرفة نحو غرفة ملابس هوڤر. فتحتُ دولاب الملابس للبحث عن الفستان من بين جميع تلك القمصان السوداء والبيضاء وتلك السترات كبيرة الحجم.
وجدته ، لقد كان فستانًا أبيضًا طويل بأكمام طويلة أيضًا .. لِمَن كان هذا الفستان بينما هوڤر يعيشُ وحده في هذه الشقة؟
أخذته وعدتُ نحو غرفتي ، لم يكن عليّ التساؤل كيف لفستانٍ نسائي أن يصل إلى شقة يعيشُ فيها رجل أليس كذلك؟
وحين انتهيتُ من تصفيف شعري وارتديتُ الفستان أدركتُ أني لم أكن أملك حذاء ، هوڤر يفكر في تغطية جسدي ولكنّه لن يحملني على كتفيه أيضًا !
ألقيتُ نظرة أخيرة على نفسي عبر المرآة ، حقًا .. لمن يكون هذا الفستان؟هبطتُ للأسفل ، لطالما أرعبتني خبايا هوڤر ، لم أكن أستطيع تخمين ما يفكر به وما التّصرف الذي سينبعث منه ، إلى الآن يُرهقني هذا التساؤل..ما الذي دفعني نحو هوڤر ولماذا ركضتُ نحوه بدلًا من الركض بعيدًا عنه؟ ما الذي كنتُ آمله؟
إنّها الثامنة هوڤر .. أين أنت؟
خطوتُ أقصدُ المطبخ ، كنتُ جائعةً بحق ، إن كان هوڤر ينوي قتلي فعلى الأقل لأمت ممتلئة المعدة.
وبعد أن أعددتُ شطيرة عدتُ نحو غرفة المعيشة وجلستُ أمام التلفاز ، بطريقةٍ ما كنتُ قد تعلمتُ طريقة استخدامه.
أنت تقرأ
A Thousand Times And Over
Romance" لن يعرف الطائر الأسير ما تقدّمه السّماء المفتوحة ." هذه العبارة التي كانت محفورة على خاصرة هوڤر ، تحسستها .. ليس فقط بأناملي بل بروحي أيضًا ، هوڤر الذي كان يعرف جيّدًا كيف تكون معاناة الطائر المُكبّل ، لقد جعلني أتذوق المرارة التي عاشها ذلك الطائر...