«ㅤㅤ
وطيّلة الطريق ما أشاح نظراته المقرّفة عنه ولو لثانية، إلى أن توّقفت السيارة أمام مستودع كبيـر يضُّج بالحراس من جميع النواحي، ولا يوضح المبنى بشكل كبير لعدم وجود أنوار في المكان
تقدم إحدى الحراس يفتح الباب وقبّل ما يمد إيدينه أردف حسين بحدة: لا تلمّسها إياك
إنتفض يتراجع للخلف ويحني راسّه، أزاحها عنه وهو ينزل ورجع يسّحبها ويحملها بإبتسامة ترتسّم على محيّاه، إتجه بخطواته لداخل المستودع وتحديدًا في إحدى زوايّاه باب يوصل لمخزن، تقدم إلى إن وصل لمنتصفه رفع راسه على وقوف إمرأة أمامه أكمل خطواته يتجه لإحدى الأعمّدة إنحنى يتركها: قيّديها، وإن رجعت لوعيها بلغيني
تحركت فيروزه تنحّني وتسحب الحبال: ياليت نتجّاوز صيغة الأمر، لأن أصبحنا في نفس الكفة؟
سكن يقبّض كفه، زن على طرف شفته يصد ما وده يدخل في نقاش حاد لأنه على علم بذكاءها في حيّاكة الأمور! يلي أستطاعت تخدع ال بهي بأكملهم ما يصعب عليها خداعه« قصـر البهي »
كل ما ضاقت الدّنيا على قلبه، يختار الجلوس في مكتبه يختار الهروب من القلق المُفرط ومن كدره وكل المشاعر يلي تراكمّت على قلبه بعد هجوم قتيب ولومه
ازاح الجريدة اللي تذكر خسّارة - شام - والحالة يلي تسببت بخسارتها ومسّاعدة إحدى المتسابقين لها
عقد حاجبينه لوهلة: عُّدي! ما أظن ..
تجاهل تدقيقه لكونه كّلف شخص اخر بالمهمة، إستند للخلف يصدر تنهيدة من أعماق قلبـه
حرر قيّود أنفاسه وهو يفك ازرار ثوبه، ضيق يجتاحّه وعدم راحة يخيم على روحه وقلبه بعد ما وصّله مسج تهديدي ويلي زاد من علته عله! شعوره بإن عائلته تحت التهديد أكبر خوف لبهي لأنه يعظم العائلة، يعظم وجود كل فرد في عائلته.. وكان على علم إن هاليّوم راح يحين لمنصبه ولكثرة اعداءه ولماضي يختبئ خلفه، ولأسرار مالها اول ولا اخر في حياته .. ويدرك إن كل هالأمور تتبّعه مثل ظله..
مسح على عينيه بإيده المجُّعدة وهو يوقف ويشمر كفوف ثوبّه إستعداد لصلاة الفجر، وقبل لا يخطي خطوة أعلن جواله وصول مسّج سحبه يوجه نظراته للشاشة الخارجيّة وماهي إلا ثواني وإتسعت حدقته، إنتفض وتهاوى جسده على الكرسي..
فتح جواله يرتجف إتجه للرسائل وزاد هلّعه وخوفه، توارى خوف عظيم بداخله وهو يشوف حفيدته بحالة مُّزرية، شعرها متناثر، في اللاوعي ومقيدة بإحكام
إستوقف بصعوبة يتحرك ويتجه لإحدى الأسمّاء، ماهي إلا ثواني وردّ : سيـ
بتر حّروفه بنبرة حاده مرتجفة: تأكـ د تأكد من وجود شام في الكوخ الان يا نيّاف الان
سكر الخط وهو يجزم إن هالصورة مفبركة لأنه على علم بإنصيَاع شام لأوامره ومتأكد إن خوفها وحبُّها له يمنعها من خطو خطوة تعارض اوامره وغير حراسته يلي كانت تحّوف ارجاء قصره، إلا إنه ما يمنع خوفه ما يمنع هلعه لأنها حفيدته! لأنها شام
وقف أمام جّناحها وقبل لا يدخل طلع عادل من جناحها بملامح مهلوعة وإيدين تشد على مقدمة رأسه، يبّان خوفه: وصلتك؟
أردف عادل بنبّرة مهزوزه: ماهي موجودة يا بهي شكل الرسّالة واقع! بنتي يا بهي بنتي تضيع مني شلون وصلوا لها ش ل و ن
نطق البهي بحّدة: قصر حسّك ما ودنا شامة تسمع، وتحرك معي بلغت نياف يتأكد من وجودها في الكوخ
تجّاوزه عادل ينزل من الدرج بعجّل وخلفه بهي يستند على عكازه، تبدل حال عادل ما هدأت نبّضات قلبه رهبة وهلع على وحيدته ويوّضح على الفاعل متعمد نفور - بهي وعادل -
وقف عند زوايّة الباب من وصله إتصال ولف عادل بلهفة لناحيّته، رد بعجل - سيد بهي شام مالها أي اثر -
سكر يرمق عادل ويهز راسّه بالنفي، وسط إرتجاف إيدينه المجعدة
عادل: ويييييين وين يابهي! وين وشلون خل نتحرك نبلغ قلبي قلبي يحس فيها هالصورة واقع
سكر وهو يرمق عادل ويهز راسه بـ - لا -
أردف بحدة: ما راح نقدر نتصّرف وإنت في حالة عدم إتزان، عزم نفسك خل نعرف نتصرف بحكمة وما نجازف في خسارتها لا تستهين بالفاعل لا تستهين ولا شلون بياخذها من هالقصر المكوم بالحراس بسهولة
ما يخفي خوّفه ما يخفي هلعه إلا إنه متزن في المواقف الصعبة، متزن لأنه واجّه الكثير في عمله ويختار التصرف بحكمة وعقلانية مهما بلغت صعوبة الموقف
زن عادل على طرف شفته لأنه ما يّدري أي خطوة صح، وأي خطوة راح تأذي شام! رفع إيدينه يمررها على ملامحه وسط اوامر بهِّي للحراس بتجميع كل لقطات الكاميرا يلي مثبّته في كل شبر من قصره
تحرك عادل يمنه ويسّار بتوتر بادي على ملامحه: إن مسّها اذى يا بهّي أول من يلومك أنا
تحرك بخطواته وتوّقف على نبرة بهي الحّادة: إتزن ولا تخطي خطوة خطأ! حفيدة بهي ما يتجرأ على لمسّها واذاها أي فرد! إتزن وفكر معّي مين مبتغاه أذيتي واذيتك
وقف لأن المّوقف يتحتم عليه الوقوف، يتحتم عليّه يشد على إيد بهي ويهّديه لأن خوفه طاغي وإن حاول إخفاءه! رجع وهو يسند البهِّي ويعجز عن إختيار الهدوء والحكمة لأنها بّنته و وحيدته..
أنت تقرأ
روايّة؛ تفيَّا في هدب عينٍ تشوفك ظلها و السُور
Romansaرواية: تفيَّا في هدبٍ عين تشوفك ظلها والسُور